يخوض موظفو وعمال جماعة الدار البيضاء، والعمال التابعون لشركات النظافة التي فوض لها تدبير قطاع النظافة بمدينة الدار البيضاء «تيكميد، سيجيدما، وسيطا»، إضرابا عن العمل لمدة 48 ساعة، أمس الأربعاء ويومه الخميس، مصحوبا بوقفة احتجاجية، نظمت أمس، لمدة ساعتين، أمام مقر جماعة الدارالبيضاء. وشارك في هذه الوقفة الاحتجاجية، مئات من عمال النظافة، رددوا فيها شعارات متعددة، من قبيل «ياساجد.. يامسؤول، هادشي ماشي معقول» في إشارة إلى رئيس مجلس جماعة الدار البيضاء، الذي لم يلتزم بتعهداته من خلال العقد المبرم بتاريخ بتاريخ 18 فبراير 2010، ولايقوم بمراقبة مدى احترام هذه الشركات لدفاتر التحملات. ولوحظ، تواجد عمال آخرين، يشتغلون في قطاع النظافة،» تيكميد»، قدموا من مدينة الرباط والمحمدية، لمؤازرة زملائهم في محنتهم. ويأتي هذا الإضراب، حسب بلاغ، للنقابة الوطنية للجماعات المحلية «ك.د.ش»، من جهة، إلى التأخر الكبير في صرف الرواتب الشهرية والساعات الإضافية ومستحقات الترقية، التي كان مقررا صرفهما تزامنا مع الأجرة الشهرية لماي 2010، والترقية المهنية والداخلية لكافة الأصناف والترسيم وبيانات الأجرة الشهرية والبذلة، وعدم إرجاع الموقوفين إلى شركة النظافة بالرغم من تدخلات المكتب الجهوي لدى كافة المسؤولين ضمنهم والي ولاية الدار البيضاء. ومن جهة أخرى، إلى رفض الإدارة العامة لشركة «تيكمد»، التوقيع على الإتفاق الذي تم بتاريخ 17 ماي 2010، تحت إشراف المكتب التنفيذي ل»ك.د.ش»، وعدم إرجاع السائق الموقوف وتوقيفها لمجموعة من العمال الموضوعين رهن إشارتها بكل من عين السبع وسيدي البرنوصي، ناهيك عن التضييق على المسؤولين النقابيين بكافة المقاطعات. وحسب سعيد بسيسو، الكاتب العام لعمال شركة «تيكميد» المنضوين تحت لواء «ك.د.ش»، «ف» العمال يعيشون ظروفا صعبة ومزرية، جراء تنصل إدارة الشركة من التزاماتها السابقة، حيث يتقاضى العمال أجورا تقل عن الحد الأدنى للأجور، رغم عملهم لأكثر من 6 سنوات، إضافة إلى إصابة مجموعة منهم بأمراض مزمنة، نتيجة غياب شروط العمل». وأضاف الكاتب العام، في اتصال هاتفي مع بيان اليوم، أن عمال الشركة» قرروا تعليق إضراب إنذاري في وقت سابق، استجابة لرغبة المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، لإيجاد حل مع إدارة الشركة»، لكن بعد سلسلة من اللقاءات والحوارات، ظلت إدارة الشركة» متمادية في تنكرها لمطالب العمال» البسيطة على حد تعبير محاورنا. ورغم تعدد الشركات الخاصة العاملة في قطاع النظافة، إلا أن المعاناة مشتركة بين عمالها، فقد رفضت إدارة شركة «سيجيدما»، بدورها الاستجابة لبعض مطالب العمال، رغم الاتفاقات الموقعة، وكذا تسوية وضعية المراقبين، واستمرار استفزازات النقابيين والعمال من طرف بعض المسؤولين بمدينة الدار البيضاء.، في حين يشتكي عمال شركة «سيطا» من تقليص أيام العمل وغياب شروط العمل وحرمانهم من ممارسة حقهم النقابي المكفول دستوريا، ونهج إدارة الشركة، لسياسة التشغيل المؤقت ضدا على القانون. وبموازاة، مع إضراب قطاع النظافة بالدار البيضاء، يواصل عمال شركة «|فيوليا» بالرباط وسلا «حوالي 400 عامل» احتجاجهم ، للتعبير عن تذمرهم من تصرفات أحد المديرين الماسة بكرامة العمال، والطرد التعسفي بدون مبررات قانونية لبعض العمال، ومحاربة العمل النقابي والحرمان من المستحقات السنوية، وغياب حوار جدي ومسؤول. ومن المنتظر أن تتحول شوارع هذه المدن، إلى فضاءات مفتوحة لأطنان من الأزبال، خصوصا في ظل استمرار الجهات المسؤولة في مقدمتها رؤساء المجالس الجماعية، في عدم تنفيذ التزاماتهم وفي عدم إجبار هذه الشركات الخاصة، على احترام التزاماتها المنصوص عليها في دفاتر التحملات، أو احترام قوانين الشغل. ومن المنتظر، أن يلجأ عمال شركات النظافة بالمدن المذكورة، إلى الدخول في سلسلة من الإضرابات في الأيام القادمة، إذا ماستمر الوضع على ماهو عليه.