يخوض موظفو وعمال جماعة الدارالبيضاء والعمال التابعون لشركات النظافة الثلاثة في العاصمة الاقتصادية إضرابا إنذاريا لمدة 48 ساعة، مصحوبا بوقفات احتجاجية أمام مقر الولاية لمدة ساعتين في اليوم. وربط الكاتب الجهوي للشغل في النقابة الوطنية للجماعات المحلية، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية، شعيب الحيرش، بين الوضع «الكارثي» والظروف الصعبة التي يشتغل فيها عمال النظافة، حيث غياب وسائل وآليات الاشتغال، بالإضافة إلى عدم تمتيعهم بمستحقاتهم، دون اعتبار لمضمون الاتفاق الذي أُبرِم بينهم وبين الجماعة في ال18 من فبراير الماضي، والذي ينص على تعميم الاستفادة من منحة الأوساخ ومنح البذلة لكافة العمال، وهو حق منصوص عليه قانونيا، وإرجاع الموقوفين إلى شركة النظافة، كما تم الاتفاق على ذلك. وأكد الحيرش أن هذا الإضراب هو إنذاري فقط وأن عمال وموظفي الجماعات عازمون على التصعيد وأنهم لن يتراجعوا إلا إذا تم التعاطي بشكل إيجابي وبناء مع الملف المطلبي لشغيلة الجماعات وعمال النظافة، وأن ذلك يتطلب فتح حوار جدي ومسؤول من شأنه أن يوقف معاناة هذه الفئة، علما بأن حوارات فُتِحت من قبلُ وأن كل الوعود التي تم تقديمها من طرف المسؤولين في الجماعة ظلت حبرا على ورق. وعاشت العاصمة الاقتصادية لمدة يومين بدون نظافة، بعد أن شارك في الإضراب الإنذاري عمال نظافة الشركات الثلاثة المفوض لها تدبير القطاع، احتجاجا على الظروف التي يعملون فيها، مطالبين بإنصافهم وتوفير شروط العمل الملائمة التي تضمن سلامتهم الصحية، حيث تنتشر بعض الأمراض بين العمال، كضيق التنفس وحساسية العيون والأمراض الجلدية.. وأن سبب ذلك، يؤكد الكاتب العام لإحدى الشركات، سعيد بسيسو، هو الضغط النفسي الذي يعمل فيه العمال وافتقادهم لأبسط شروط العمل. وأكد الكاتب الجهوي أن عمال النظافة يعملون في وضع غير سليم، حيث إن المستودعات التي يضعون فيها ملابسهم هي أقل مستوى من حظيرة بهائم، وكأن المكان لا يتعلق بأناس تجري فيهم دماء الآدميين، بالإضافة إلى غياب المرافق الصحية والحمامات (الدوشات) وغياب شاحنات تتوفر فيها مواصفات العمل، وحتى المكانس هي غير صالحة للكنس. ورغم ذلك، يُطلَب من عامل النظافة القيام بمجهود مضن، رغم أن المكانس المتوفرة لديهم لا تحمل من المكنسة إلا الاسم، ورغم أن غالبية العمال يجمعون الأزبال بأيديهم، بسبب انعدام أو اهتراء وسائل العمل، يضيق المصدر نفسه.