يعد اليوم العالمي للتطوع الذي يطلق عليه أيضا اليوم الدولي للمتطوعين، والذي يحتفي به العالم يوم الخامس من دجنبر من كل سنة، مناسبة لتسليط الضوء على المجهودات والتضحيات التي يقوم بها المتطوعون عبر العالم، من أجل تحقيق الأهداف الدولية المتمثلة في تحقيق المساواة على المستويات الاجتماعية، والاقتصادية والبيئية. وبهذه المناسبة، خصت المكلفة بالتنسيق لدى برنامج متطوعي الأممالمتحدة بالدول المغاربية (المغرب، تونس، ليبيا والجزائر)، ألفة بورصالي بن حميدة، وكالة المغرب العربي للأنباء بحوار حصري، تطرقت من خلاله لأهمية العمل التطوعي في العالم الحديث، ورهاناته والمكانة التي يحتلها المتطوعون المغاربة في منظومة الأممالمتحدة. ما هو برنامج متطوعي الأممالمتحدة؟ يقوم برنامج متطوعي الأممالمتحدة الذي أنشأته الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1970، بدعم وتشجيع العمل التطوعي في خدمة السلام والتنمية في العالم بأسره. ويعمل البرنامج، تحت إدارة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، على مستوى 130 بلدا، مع التواجد المباشر على الأرض في أكثر من 80 دولة عبر العالم. وعبأ البرنامج الذي يوجد مقره في بون بألمانيا سنة 2020، أكثر من تسعة آلاف متطوعا تابعا للأمم المتحدة، تبلغ أعمارهم 18 سنة وما فوق، على المستويين الوطني والدولي، داخل الوكالات والصناديق والبرامج التابعة للأمم المتحدة، بينهم 1022 متطوعا تمت تعبئتهم للمساعدة في جهود التصدي للأزمة الصحية المرتبطة بكوفيد-19. ويتوفر البرنامج على أربع آليات للتمويل، يدعمها الشركاء الماليون للبرنامج (الحكومات المانحة، القطاع الخاص، والمؤسسات، وغيرها) ، ولا سيما صندوق التبرعات الخاص، والصندوق الاستئماني للمتطوعين الشباب، وتقاسم التكاليف وبرنامج التمويل الكامل. ماهي مميزات برنامج متطوعي الأممالمتحدة؟ يشجع برنامج متطوعي الأممالمتحدة على العمل التطوعي باعتباره عملا مع وكالات الأممالمتحدة، وصناديقها وبرامجها بدوام كامل، فالعمل التطوعي يشبه إلى حد ما فرصة عمل بمدة محددة، سواء على المستوى الوطني أو الدولي، حيث يتولى المتطوع لدى الأممالمتحدة، بشكل تطوعي، وظيفة كاملة، وتسند إليه مهام محددة، ونتائج يجب تحقيقها مع نهاية مهامه، وذلك مقابل تعويض شهري، وتعويضات عن الإقامة وتغيير مكان الإقامة، وتعويض عن التعلم. كم عدد المتطوعين المغاربة العاملين في إطار هذا البرنامج؟ في سنة 2020، شارك ما مجموعه 46 مغربيا ومغربية كمتطوعين لدى الأممالمتحدة، 36 منهم على المستوى الوطني، حيث عملوا مع الوكالات والصناديق والبرامج التابعة للأمم المتحدة المتواجدة في المغرب، فيما عمل العشرة الآخرون على المستوى الدولي في كل من بوروندي، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، الأردن، كينيا، رواندا، جنوب السودان، تونس وتركيا. وتبقى نسبة المتطوعين المغاربة على المستوى العالمي ضئيلة جدا، حيث أنه من بين كل 9144 متطوعا، يوجد 10 فقط من جنسية مغربية. ما هو تأثير تجربة الالتحاق ببرنامج متطوعي الأممالمتحدة على التقدم المهني للمتطوع؟ يعتبر العمل التطوعي مع برنامج متطوعي الأممالمتحدة بوابة لمنظومة الأممالمتحدة الإنمائية ومن خلال هذه البوابة، تنشأ فرصة لا مثيل لها لتعزيز القدرات التقنية وغير التقنية للمتطوع من خلال تنوع المواضيع، والشراكات والشبكات التي ينفتح عليها.، ومن ثم فإن البرنامج يعزز قابلية توظيف المتطوعين. وقد أظهرت دراسة حديثة الارتباط الإيجابي بين مهام برنامج متطوعي الأممالمتحدة والتطور الوظيفي (السريع في كثير من الأحيان). من جهة أخرى، فقد تجدد الاهتمام بإدماج العمل التطوعي في عمليات السلام والتنمية من طرف المجتمع الدولي في السنوات الأخيرة، بالنظر إلى مساهمة العمل التطوعي في تسريع التنمية. وتعمل وكالات الأممالمتحدة وصناديقها وبرامجها بشراكة مع برنامج متطوعي الأممالمتحدة لإدماج العمل التطوعي كرافعة لتسريع تحقيق أجندة 2030، وذلك من خلال إعطاء فرص للمتطوعين لدعم هذه الديناميات. ماهو الدور الذي اضطلع به المتطوعون في سياق كوفيد-19؟ لقد تجند المتطوعون عبر العالم للمساهمة في الجهود الرامية إلى التوعية والتحسيس في كل ما يتعلق بكوفيد-19، والتي كانت تتم أحيانا في ظروف صعبة. ولهذا فإن اليوم العالمي للتطوع هذه السنة، يعتبر فرصة للاعتراف بقيمة ومدى تأثير العمل التطوعي في حالات الأزمات. وبالنظر للأزمة الصحية المرتبطة بفيروس كوفيد-19، فإن احتفالات هذه السنة ستتم عن بعد، كما سيتم بالمناسبة إطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وتويتر "@UNVMaghreb". صوفيا العوني(و.م.ع) * المكلفة بالتنسيق لدى برنامج متطوعي