«حق العودة مقدس، واستمرار الدعم والمساندة الكاملة للشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل تحقيق الدولة المستقلة عاصمتها القدس» كانت بمثابة القسم الذي ردده المشاركون في مهرجان خطابي الذي نظمته الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني إحياء للذكرى 63 للنكبة، وذلك مساء يوم الثلاثاء الماضي بالرباط. ففي مهرجان خطابي حضره مسؤولون سياسيون مغاربة إلى جانب السفير الفلسطيني بالرباط أحمد صبح، وكذا سفراء عرب، وأعضاء الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ومجموعة من أفراد الجالية الفلسطينية بالمغرب وممثلو المجتمع المدني، وعدد من المواطنين، ارتفعت الأصوات منددة بالمنفى القسري الذي يطال جزءا من الشعب الفلسطيني منذ 63 سنة ،إذ كانت آلة القمع والتقتيل الإسرائيلي قد طالتهم سنة 1948 لتطردهم من ديارهم وتشردهم من وطنهم لتحولهم إلى لاجئين مشتتين على مجموع بلدان العالم. وأشاد السفير الفلسطيني بالمغرب أحمد صبح في كلمة ألقاها بالمناسبة بموقف المغرب الثابت والدائم والغير مشروط في الدفاع عن فلسطين، قائلا»إننا نشكر ونقدر موقف المغرب و وفاءه الدائم في الدفاع عن القضية، فرسالة هذا الشعب الشقيق كانت دائما دافئة وحارة ودون مصلحة أو أجندة خاصة في الدفاع عن مقدسات الشعب الفلسطيني». وأكد المسؤول الفلسطيني على الحق المقدس في عودة اللاجئين الفلسطينيين وعدم تنازلهم عن هذا الحق الذي يقترن بالحق في التعويض عن المعانات التي عاشوها مشردين، مبرزا لواء الكفاح والنضال الذي حمله الشعب الفلسطيني من أجل التحرر، والدور الذي لعبه اللاجئون الفلسطينيون انطلاقا من المخيمات، إذ بها نشأت وتأسست منظمة التحرير الفلسطينية، ومنها انطلقت الثورة الفلسطينية، وحافظت على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني الغير قابلة للتصرف والمتمثلة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس. وأشار إلى المرحلة الجديدة المحملة بالآمال التي تجتازها القضية الفلسطينية هذه السنة اعتبارا للاتفاق الذي تم توقيعه مؤخرا بالقاهرة بين حركة فتح وحركة حماس والذي أنهى حالة الانقسام التي كانت تجثم على صدور الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه والتي كانت تخدم بالأساس أجندة ومصالح إسرائيل، مبرزا «أن أجواء الانقسام تركناها وراءنا، فأجواء المصالحة تضفي على مناسبة تخليد ذكرى النكبة لهذه السنة أجواء من الأمل والحماس والاندفاع للاستمرار في مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته الكاملة اتجاه اللاجئين الفلسطينيين في حقه في العودة وإنشاء دولته الموحدة عبر الدفع في اتجاه تنفيذ قرارات الجمعية العامة الخاصة بالقضية الفلسطينية» وشدد في هذا الصدد على المسار الكفاحي الجديد الذي سيتم بلورته بشكل مشترك بين جميع الفصائل الفلسطينية والذي تم الشروع في إعماله والمتمثل في الدفع بدعم من عدد من الدول الشقيقة والصديقة إلى الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة تكون عاصمتها القدس. أما محمد بنجلون أندلسي رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني أشار إلى الدعم الدائم ملكا وشعبا وحكومة للشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني التي تضم في صفوفها مختلف الحساسيات السياسية اختارت الكفاح والدعم والمساندة للقضية والشعب الفلسطيني، وأن تكون بمثابة المكمل لنضاله وليست وصية عليها أو المساومة بقضاياه». وشدد في هذا الصدد على أن هذا النضال لن يفتأ يوما، مبرزا الإرادة والأمل القوي الذي مازال يحذو أعضاء الجمعية كمؤسسين في تحقيق الشعب الفلسطيني لمطالبه المشروعة المتمثلة في قيام الدولة الفلسطينية الموحدة عاصمتها القدس، مشيرا في ذات الوقت إلى المسيرة النضالية الصادقة التي تقودها الجمعية والتي أخرها تنظيم حركة تضامنية يوم الأحد الماضي تضامنا مع الشعب الفلسطيني بمشاركة الشباب، قائلا «لانقول إننا هرمنا ولكن نقول أصبحنا لانعترف باليأس». وتضامنا مع الشعب الفلسطيني في الذكرى 63، ثمن نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في رسالة سلمها خلال هذه التظاهرة للسفير الفلسطيني «اتفاق المصالحة الوطنية الذي تم توقيعه مؤخرا بالقاهرة والذي وحد الفصائل الفلسطينية والإعلان بذلك عن تجاوز حالة الانقسام والعودة إلى الصواب. وأكد الأمين العام أن ذكرى النكبة التي تعني القرار الذي اختارت عبره القوى الاستعمارية والامبريالية أن يكون إلغاء وطن وشعب من خريطة الجغرافيا والتاريخ والحضارة، وزرع كيان غاصب بالقوة، وخارج أي شرعية، وبداية مأساة شعب، يجب أن تكون مناسبة لاستحضار هذه المرحلة التاريخية والآفاق التي بات يفتحها الوضع العالمي الجديد، وبشكل خاص التحولات الكبرى التي تعيشها المنطقة العربية، وما تعرفه من حراك اجتماعي وسياسي قد يغير المعادلات السياسية والإستراتيجية، التي جعلت إسرائيل تتصرف باستهتار مع الشرعية الدولية وحقوق أصحاب الأرض الشرعيين، طيلة عقود من الزمن قائلا» إن اتفاق المصالحة الفلسطينية يعد إحدى النتائج الأولية لما تعرفه المنطقة من تحولات، وللتحرك الشعبي الفلسطيني الرافض للانقسام والصراع العبثي على سلطة جزئية ومحدودة، لا يمكن إطلاقا أن تشكل بديلا عن كيان موحد، تحت سلطة واحدة شرعية، قوية، ومدعومة من كل فئات الشعب ومكوناته وتنظيماته». وأكد في هذا الصدد على التضامن والدعم القوي الدائم الذي مافتئ يجدده حزب التقديم والاشتراكية للشعب الفلسطيني وممثليه الشرعيين وللسلطة الوطنية، الحاملة لهم إدارة معارك كبرى داخليا وخارجيا. من جانبه ثمن محمد السوسي عضو اللجنة التنفيذية والمفتش العام لحزب الاستقلال، اتفاق المصالحة الذي استعاد عبره الشعب الفلسطيني وحدته، قائلا «إن وحدة الصف ووحدة الشعب هي أساس نجاحه من أجل تحقيق الاستقلال والعودة، مؤكدا على الدعم الدائم الذي يبديه الشعب المغربي على اختلاف انتماءاته، بل وإيمانه القوية بضرورة تحرير فلسطين واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه وعلى رأسها حق العودة، وتقرير المصير. وذكر في هذا الصدد بتاريخ الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني والذي تم بمؤتمر القمة العربية التي عقدت بالمغرب سنة 1974، ومذكرا في ذات الوقت بتاريخ إنشاء الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني كجمعية فريدة من نوعها اعتبارا لمكوناتها إذ تنتمي لمختلف الأطياف السياسية بالمغرب،فكانت بذلك قضية فلسطين العقيدة التي وحدت بينهم.