قال السيد أحمد حسن صبح سفير فلسطين بالمغرب في لقاء، حفل نظمته الجمعية المغربية لمساندة كفاح الشعب الفلسطيني بتنسيق مع سفارة فلسطين بالمغرب يوم الجمعة الماضي بالرباط، إن إحياء اليوم الوطني للأسير الفلسطيني الذي يصادف يوم 17 أبريل من كل عام هو فرصة للوقوف عند العديد من المعطيات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وأضاف في كلمة أدلى بها في هذه المناسبة التي تم فيها تكريم ثلاث شخصيات، السيد محمد العربي المساري، والسيدة غيتة البرادلي والسيد عبد الله المصباحي، أن يوم 22من ابريل يصادف أيضا يوم الأسير العربي في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فتوجه الصبح في هذه الذكرى إلى ثلاثة عناوين، العنوان الأول، إلى طفلة استشهدت صباح الجمعة الماضي وهي عبير يوسف السكافي، فتاة فلسطينية عمرها 11 سنة، زارت والدها في السجن قبل سنتين وهي آخر مرة، ولم تتمكن من السلام عليه مباشرة، فكان كالعادة زجاج يفصلها عن والدها. ومنذ ذلك اليوم بدأت تصرخ تلك الفتاة وتضرب على الزجاج، ودخلت في حالة نفسية صعبة للغاية، بدأت تزداد سوءا يوما بعد يوم، فبدأت لا تحمل القلم، وبعد ذلك لم تكن تقوى على حمل الملعقة، وبدأت تفقد النطق تدريجيا، ودخلت في غيبوبة، ولم يفلح معها العلاج في فلسطين وخارج فلسطين باعتبارها فقدت حنان ولدها، فاستشهدت دون أن ترى أبيها المحكوم بالإعدام أربع مرات ودفنت وانتقلت إلى الرفيق الأعلى بعد صلاة الجمعة الماضي. والعنوان الثاني الذي توجه إليه أحمد الصبح في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني هو لنائل البرغوثي، عميد الأسرى في هذا العالم، فنائل البرغوثي دخل عامه الرابع والثلاثين في سجون الاحتلال في الرابع من هذا الشهر، ليحطم أرقاما قياسية جديدة طيلة مدة بقائه خلف قضبان الاحتلال، هذا النائل الذي لم ير ابنه إلا في السجن. أما العنوان الثالث فهو لثلاثة وأربعين أسيرا عربيا من مختلف الجنسيات، لازالوا يقبعون مع الفلسطينيين في سجون الاحتلال، هؤلاء الثلاثة والأربعون نتحدث عنهم جميعا بأقل مما يستحقون منا، وهؤلاء قد تم تبنيهم من أسر فلسطينية منذ اليوم الأول، بمعنى أن أسر فلسطينية بعينها تزورهم كما لو كانوا أبناءها الحقيقيين، وتحمل لهم ما تحمله لأبنائها الأسرى في نفس ا لسجن. وذكر الصبح أن إحياء هذه الذكرى تقام في السجون والمعتقلات التي هي 17 وبالمناسبة ف 16 من هذه المعتقلات موجودة في ما هي أرض إسرائيلية اليوم، ومعتقل واحد فقط موجود في الأرض المحتلة، وهذا الموضوع يشكل خرقا سافرا لاتفاقية جنيف الرابعة التي تحرم على قوة الاحتلال أن تحمل أي أسير من الأرض المحتلة خارج تلك الأرض وبالتالي هناك العدد الأكبر منهم موجدون دون أن يتمكن أهلهم وأقاربهم وذووهم من زيارتهم ومن ضمنهم 1647 أسير من قطاع غزة لم يزرهم أحد أقاربهم منذ سنة 2007 إلى الآن، بمعنى أن السنوات الأربع الأخيرة حرمت إسرائيل بشكل كامل وحرمان مواطنين من غزة من زيارة ذويهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأكد أن هؤلاء الأبطال أضيف موضوعهم كموضوع سابع لا يقل أهمية على الإطلاق كالتي تكتسيها المواضيع الستة، التي اتفق لتكون مواضيع البحث النهائي في مفاوضات سلام دائم وشامل وعادل، وهذه المواضيع هي، القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات والمياه والأمن وأضيف إليها الأسرى كموضوع سابع باعتباره لا يمكن أن يقبل ولا يمكن أن يكون هناك سلام ممكن واتفاق ممكن دون أن يتم تبييض وتنظيف كل سجن الاحتلال الإسرائيلي من الأبطال الأسرى والبطلات الأسيرات في سجون هذا الاحتلال. وأوضح أن محاكم عسكرية إسرائيلية تحكم بإبعاد أطفال من قرية إلى أخرى ومن مدينة إلى مدينة، ففي الفترة الأخيرة حكم على طفل من عائلة المحتسب بالخليل بأن يبعد إلى قرية في رام الله وعمره أربعة عشرة عاما باعتباره ألقى الحجارة على «جيب» اسرائيلي، وحكم على طفل أخر من قرية النبي صالح من منطقة رام الله بأن يبعد إلى منطقة بيت لحم لنفس الغرض، وهذه من مفارقات المحاكم الإسرائيلية. وذكر أنه لا يزال في سجون الاحتلال اليوم 34 أسيرة بطلة، منهن من انجبت داخل الزنزانة، وهناك حالتان في السنة الماضية واحدة منهما قضى طفلها معها مدة سنتين داخل الزنزانة. وقال إن المطلوب الآن هو وضع حد للانقسام بمعنى الاتفاق على تشكيل حكومة ليست من حماس وليست من فتح، حكومة مستقلة فنية تسمى تقنقراط، لديها هدفان فقط. الهدف الأول البدء بإعمار غزة، وأشار إلى مؤتمر عقد في شرم الشيخ من أجل أن يتقدم المانحون بأموال لإعادة إعمار غزة من جراء العدوان الأسرائيلي الأخير وتم التعهد ب 4.2 بالعشر مليار دولار أمريكي لهذه الغاية، ولم يتم تحويل دولار واحد من هذا المبلغ بحجة أن الانقسام لايزال هو سيد الموقف. وأكد الصبح على دولة واحدة في الضفة وقطاع غزة بدء بإعادة إعمار ما دمره الاحتلال بغزة، والهدف الثاني لهذه الحكومة أن تتفق مع الأطراف الفاعلة جميعها دون استثناء على موعد للانتخابات متزامنة لرئاسة السلطة الفلسطينية وللمجلس التشريعي الفلسطيني ولعضوية المجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية في آن معا بمعنى أن صندوق الاقتراع هو الكفيل بحسم الأمر. وأعلن قبول مراقبين دوليين وعرب لانتخابات نزيهة وشفافة يتعهد باحترام نتائجها بالكامل، وأكد على أن مثل هذا الاتفاق سيجنب فلسطين التحديات القادمة لأن السنة سنة استحقاقات قادمة. وقال السيد محمد بن جلون الأندلسي رئيس الجمعية المغربية لمساندة كفاح الشعب الفلسطيني بالمناسبة إن تنظيم هذا اللقاء هو تعبير دائم عن الخطوات الثابتة التي تقوم بها الجمعية المغربية للدفاع عن كفاح الشعب الفلسطيني جنبا إلى جنب مع الإخوة الفلسطينيين، سواء في السفارة أو من فعاليات الجالية الفلسطينية في المغرب أو ضمن الخلية الطلابية الفلسطينية في المغرب أو مع القيادة الفلسطينية أو مع المنظمات الفلسطينية بكاملها، لأن بن جلون الأندلسي يعتبر الجمعية المغربية للدفاع عن كفاح الشعب الفلسطيني بمثابة أداة تحمل مشاعر المغاربة إلى الشعب الفلسطيني وتحمل رسالة الفلسطينيين إلى الشعب المغربي. وقال إنه انطلاق من هذه المعطيات استطاعت الجمعية وأعضاؤها أن يصبحوا دائما في خدمة القضية الفلسطينية وليسوا أوصياء عليها وغير موجهين لها. وأضاف أن الذين أسسوا الجمعية المغربية للدفاع عن كفاح الشعب الفلسطيني حرصوا من أجل أن تكون اليد المغربية بيضاء باستمرار في قلب الثورة الفلسطينية ويد للإسعاف والمساعدة والإرشاد والنصيحة والهداية والتعاون والسند، وليس استغلال نقط الضعف من أجل تقوية جانب على آخر. ولذلك كانت الجمعية داعية للوحدة والعمل المتواصل منذ تأسيسها سنة 1968 إلى اليوم. واعتبر هذه المناسبة "يوم الأسير الفلسطيني" تختزل القضية برمتها، مؤكدا أنه داخل السجون لا يمكن التمييز بين من هم بداخله ومن هم خارج السجن وقال أيضا إن الشعوب العربية مكوية بنار الصهيونية والشعب الفلسطيني مكتوي هو الآخر بنار هذه الصهيونية. وأوضح أن المجتمعات العربية سجنت طموحات هذه الشعوب مند احتلال فلسطين، لأن الذين تقلدوا المسؤولية والذين حكموا منذ ذلك التاريخ إلى اليوم كلهم كان شفيعهم، أن يفعلوا بنا جميعا ماشاؤوا، بالتجويع، وبانتهاك الديمقراطية وبوجود حالة طوارئ دائمة. وقال إنه يريد من الانتفاضات التي تحدث اليوم في العالم العربي أن توقف الامتداد غير الطبيعي لأن انتفاضة وتحرير الشعوب العربية سيكون هو التحرر الحقيقي للقضية الفلسطينية بكاملها وهي الحرب الحقيقية على إسرائيل ومن يمثلها ومن يعتبر بوجودها. وأشار إلى المؤتمر الدولي حول الأسير الفلسطيني الذي نظم أخيرا بالرباط بتنسيق مع نادي الأسير الفلسطيني وسفارة فلسطين في المغرب، وكان الحرص على أن يكون هذا المؤتمر هو مدخل نتيجة الحضور الدولي والذي جمع العديد من الخبراء الدوليين والعرب من قضاة ومحامين من أجل حمل قضية الأسير إلى المحافل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية عن طريق التعريف بمعاناة الأسرى الفلسطينيين. وأكد أن جمعيته لازالت تنتظر نتائج لجنة المتابعة ولجنة الدعم الدولي من أجل أن تشتغل في هذا المجال على أساس الملفات التي أعدت في هذا الصدد واجتهد فيها المجتهدون والخبراء من أجل انجازها لتكون هي المحطة الأساسية لإدانة دولة إسرائيل، وذكر أن الجمعية المغربية للدفاع عن كفاح الشعب الفلسطيني تتابع القضايا الفلسطينية واحدة واحدة من أجل انجاز ملفات أخرى، وهذا ليس غريبا على المغاربة لأن الأجداد والأسلاف الذين التقوا حول صلاح الدين الأيوبي من أجل تحرير القدس والذين التقوا من أجل أن يكونوا شهداء في معارك 1967 و 1973 وما إلى ذلك ماهي إلا محاولة من أجل الاستمرار في نفس الخط. وأضاف أنه أراد لهذا اليوم أن يكون مميزا لأن شهداء مغاربة سقطوا على الدرب. وقال عيسي المحتسب عن الاتحاد العام لطلبة فلسطين، فرع المغرب بالماسبة إن اليوم الوطني للأسير الفلسطيني اعتمده المجلس الوطني الفلسطيني في دورته العاشرة عام 1974 وفي هذا اليوم الوطني وبعد مرور 37 عاما حيى المحتسب باسم الاتحاد العام لطلبة فلسطين فرع المغرب المدافعين عن فلسطين وعن الأمة العربية والاسلامية وعن حقوق الإنسان في العالم كافة، وهم الأسرى المعتقلون البواسل ومنهم مروان البرغوتي ونائل وفخري وحسن سلامة واحمد سعادة وفؤاد الشويكي والشيخ الزاع والمصطفى والكيال والنمس ووفاء وآمنة وأحلام التميمي وغيرهم كثير. واعتبر هذه الأسماء هم الذين سطروا تاريخ فلسطين بفضل تضحياتهم الجسام. وأضاف المحتسب أن هؤلاء الأسرى في يومهم الوطني الذي يصادف السابع عشر من أبريل، هو عنوان النضال الوطني الفلسطيني والعلم الأبرز الذي لم تكسر إرادتهم سطوة الجلاد والسجان الإسرائيلي، وقد أسروا على العلم والتعليم وعلى الانجاز والكفاح والنضال من تحرير فلسطينوالقدس. وأوضح المحتسب في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة أن معاناة الأسرى الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الإسرائيلية والذين اقتربت أعدادهم من 7 آلاف سجين لها أوجه متعددة ومختلفة، ولا يمكن حصرها أوعدها في يوم أو يومين، لأن الاحتلال الإسرائيلي يتفنن في ابتداع الأساليب الوحشية والقمعية والعنصرية لإرهاب هؤلاء الأسرى، في محاولة يائسة منه لكسر صمود وحدة وإرادة هؤلاء الأسرى، ولذلك على الجميع وعلى كل من في يده جزء من المسؤولية أن يتعامل مع قضية الأسرى بشكل متواصل ودؤوب، حيث أنها تمثل قضية مركزية وواجب وطني ملح على الجميع أن يتفانى في دعم هؤلاء الأسرى وفي رفع هذه القضية إلى أعلى المستويات. وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس في حق الأسرى كافة أنواع التعذيب بكل أشكاله، كالتعذيب النفسي والعزل الانفرادي ومنع التواصل مع الأهل ومنع وسائل الإعلام عنهم، حتى أن بعض الأمهات استشهدت لأنهم مرابطات في أرض المقاومة ينتظرن لحظة لقاء فلدات أكبادهن. واستعرض القوانين الصورية وغير القانونية التي تمارسها إسرائيل ضد الأسرى ومن بينها قرار رقم 1650 والقاضي بإبعاد الفلسطينيين خارج الأراضي الفلسطينية، وقانون "شاليت" القاضي بالتضييق على الأسرى وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية في التعليم والعلاج والزيارة والتواصل، والقانون العنصري الذي عرف بقانون مقاتل غير شرعي، والتي تقوم حكومة الاحتلال من خلاله باحتجاز الأسير بعد إنهاء مدة محكوميته، آخرهم كان حماد بوعمرة المحتجز لعامين بعد انتهاء محكوميته في 23/2/2009. وذكر أن دولة الاحتلال التي تسمح بوجود السجون السرية بداخل فلسطين وعلى رأسها السجن السري الذي يحمل رقم 1391 والموجود بقاعدة عسكرية، لا يخضع لأي رقابة من منظمات حقوق الإنسان الدولية، لذلك يجب أن يقف الجميع في قفص جميع من هو مسؤول عن هذه التصرفات غير الإنسانية وغير الشرعية ضد من ناضل من أجل كل حريته وحقوقه الطبيعية، ويجب أن يقف الإسرائيليون في قفص الاتهام في محكمة الجنايات الدولية من أجل محاكمتهم على جرائم الحرب في حق الفلسطينيين والعرب. وأكد بالمناسبة على كسب الرأي العام العربي والإسلامي لنصرة الأسير الفلسطيني والعربي وفضح جرائم الحرب الإسرائيلية والعمل بشكل جاد لزلزلة سجون الاحتلال. في كلمات المحتفى بهم: السيد محمد العربي المساري: المغاربة يراهنون على نجاح الثورة الفلسطينية قال السيد العربي المساري المحتفى به بمناسبة تخليد ذكرى اليوم الوطني للأسير الفلسطيني في كلمة أدلى بها بالمناسبة إنه مدين لسفارة فلسطين وللجمعية المغربية لمساندة كفاح الشعب الفلسطيني لمنحه شعورا عميقا بالانتماء إلى قضية تجمع الذين حضروا في مقر سفارة فلسطين بالمغرب، وأضاف أن هذه القضية جمعت الآباء كما جمعت الأجداد. وأهدى الشهادة التي منحت له بهذه المناسبة إلى حفيديه ، كميلة ويونس اللذين غمراه بمسرة خاصة، حينما طلبا منه أن يرافقهما إلى البنك ليودعا مدخراتهما القليلة بالحساب المفتوح "555" لدعم فلسطين. وأضاف أنه حينما حلوا بالبنك وعلم الموظفون بهذه المبادرة وجد السيد العربي المساري نفسه مع حفيديه، كأنهم في حفلة لأن كل موظفي البنك كانوا مسرورين وفي منتهى السعادة وهم يرون هذين الطفلين يبادران بعمل يشاركان به مع جميع المغاربة في دعم القضية الفلسطينية. وأضاف أن أبوي حفيديه، ياسر ومنى قاما أيضا بنفس السلوك، حينما كانا تلميذين بمدرسة كسوس. وتحدث بالمناسبة عن شيء عميق لا يكل عن ترديده باستمرار وهي ابرز ذكرى له خلال مقامه مع الإخوة الفدائيين في مخيم التدريب، وقد حل شهر رمضان وجاء رئيس المعسكر وألقى كلمة بارك فيها دخول الشهر العظيم. وأكد على السير العادي وتطبيق البرنامج، حيث تبتدئ التداريب في الساعة الخامسة وطلب أن يتم ذلك من غير الإدلاء بأي مبرر كان، ومن غلبه الصيام وكان ذلك في نونبر فليفطر لأن هذا شأنه. ومرت الأيام وانتهى شهر رمضان وانتهى إلى علم السيد المساري أن هذا الرجل، رئيس المعسكر، كان يصوم ليعطي المثال للجميع، وعلم المساري بعد ذلك أن قائد المعسكر كان مسيحيا. وتساءل كيف لهذا الشعب المتحد، فيه المسيحيين والمسلمين وقد رسم في مخيلته مسألة واحدة هي تحرير فلسطين. وأكد أن هذه الذكرى تملأ المساري إيمانا بأن الشعب الفلسطيني لابد أن يعود إلي وحدته وأن المعركة التي بدأها الرواد الأوائل ستتوج بالنصر وأن المغاربة يراهنون على نجاح الثورة الفلسطينية لأن التجارب علمتهم أن المثابرة لابد وأن تؤدي إلى الانتصار. غيثة البرادلي: لابد من عمليات نضالية يقوم بها رجال ونساء من دول عربية لدعم فلسطين قالت المناضلة غيثة البرادلي في كلمة بمناسبة تكريمها في ذكرى اليوم الوطني للأسير الفلسطيني إنه لشرف كبير بأن تقوم سفارة فلسطين بالمغرب بدعوتها لهذا الحفل المبارك وتقوم بتكريمها أمام حضور كريم من المناضلين ورجال السياسة والصحافة وأمام الغيورين على القضية العربية العادلة، والذين ينامون كل يوم على أمل أن يكون أول خبر يسمعون لما يستفيقون هو أنه يصبح الشعب الفلسطيني دولة موحدة مستقلة وذات سيادة عاصمتها القدس الشريف. وتمنت أن تكون بجانبها وتعيش معها هذه اللحظة رفيقتها في النضال ومعلمتها في الحياة ومؤنستها في وحدة السجن ومضمضة الجراح أختها المرحومة نادية الرادلي. وأضافت أن العملية النضالية التي انخرطت فيها هي واختها نادية لم تكن مجرد صدقة، بل كانت تجسيدا لما يخالج كل المغاربة والعرب بشكل عام من إرادة في رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني الذي تغتصب أرضه، ويقتل رجاله وييتم أطفاله تحت أعين قوى عربية وامبريالية تتحكم فيها اللوبيات الصهيونية التي لا يهمها سوى إسرائيل وإن كان ذلك على حساب الشعب والأرض وتشريد الشعب الفلسطيني. وأكدت البرادلي أنه أمام هذا الوضع كان لابد من القيام بعمليات نضالية يقوم بها رجال ونساء من دول عربية لمساندة القوى التقدمية والديمقراطية من أجل تدويل القضية الفلسطينية، فكانت عملية ميونيخ وسابينا وباك ونضال الإخوة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة وخارجها هو ما أجبر المنتظم الدولي على الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وأضافت أنه من الواجب بدء صفحة أخرى من النضال السياسي والدبلوماسي وقد قادها المناضل والرفيق والقائد المرحوم الرئيس أبو عمار، ياسر عرفات، وكافة القياديين الفلسطينيين الشيء الذي دفع مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار ضد إسرائيل ودفع هذه الأخيرة لحضور مؤتمر مدريد وتوقيع اتفاقية أوسلو وحضور مفاوضات كمبدفيد. وأكدت على أن كل هذه المجهودات النضالية وانتفاضة أطفال الحجارة لإخراج وانسحاب إسرائيل من غزة والضفة الغربية أمرا حتميا وأن نضال الشعب الفلسطيني مستمر وأن نضال المغاربة إلى جانب الشعب الفلسطيني كان ومازال ويستمر حتى النصر. عبد الله المصباحي: مفاجأة لغيتة البرادلي قال عبد الله المصباحي في كلمة أدلى بها بمناسبة تكريمه في حفل نظم يوم الجمعة 22 /4/2011 بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني إنها فرصة سعيدة بالنسبة له، لأن هناك أشياء حدثت وتحدث دائما خاصة مع الأختين، نادية البرادلي وغيثة البرادلي. وذكر انه خلال تواجده في المهجر وفي المشرق العربي بالتحديد بدأت حكاية المغربيتين، ولم يتعرف عليهما قط، ولكن عرفه بهما الكاتب الكبير المرحوم والأستاذ الشهيد غسان كنفاني، وكان المصباحي يحدث كنفاني، ويقول له إنه يرغب في الاشتغال على شريط سينمائي عن المرأة العربية في النضال الفلسطيني. وقال له غسان إن أمامه مغربيتين توجدان في ذلك الوقت في سجون إسرائيل وهما غيثة ونادية البرادلي. وقال إن هذين الاسمين لم يكونا غريبين عنه لأنه يدل على أنهما من شمال المغرب، ومن تطوانالمدينة التي ارتبطت على مدى طويل بفلسطين، حتى كان أغلبهم يسافر مشيا إلى فلسطين لاستكمال الدراسة هناك، وتذكر منهم خالد مشبال ومجموعة كبرى من الشباب الآخرين. وتحدث عن شريطه الأول الذي أخرجه في مصر وهو «أين تخبئوني الشمس» الذي يحكى عن النضال في بيروت وعن النكبة في هذه المدينة. وأخبر بالمناسبة غيثة البرادلي بمفاجأة هي أن في شريطه ثلاثية «القدس باب المغاربة» فيلم روائي طويل عن نادية وغيثة البرادلي بعنوان «مغربيات من القدس»، حيث تقوم بدور نادية الفنانة السورية رغدة وهو الفيلم الثاني وسيعرضه بعد "القدس باب المغاربة» الذي تقرر أن يعرض في 35 عاصمة عربية وإسلامية وأوربية تضامنا مع مدينة القدس، وستكون بداية هذه العروض في 20 ماي بين القاهر والمغرب في نفس الوقت، وسيقوم سفير مصر في المغرب باحتضان هذه التظاهرة في منزله، وقد دعا لها كل السفراء الأجانب المتواجدين في المغرب لمشاهدة هذا الفيلم وللاطلاع على ما تقوم به إسرائيل من جرائم في القدس كهدم البيوت وترحيل الفلسطينيين ومحاولة الاستيلاء على هذه المدينة التي هي جزء من حضارة العرب وتراثهم الإسلامي.