قدمت نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والاسرة والتضامن، أول أمس الخميس في إسطنبول، التجربة المغربية في مجال النهوض بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين ووقع ذلك على تعزيز التنمية البشرية. وقالت الوزيرة، إن تجربة المغرب والمكتسبات التي راكمها في هذا المجال كانت «موضع إشادة قوية» من طرف الدول التي شاركت في المائدة المستديرة للنساء الوزيرات المنظم في إطار القمة العالمية ال21 للمرأة المنعقد من 5 إلى 7 ماي بإسطنبول. وشددت الوزيرة في تدخلها على العلاقة الوثيقة التي تربط المساوة بين الرجل والمرأة والتنمية البشرية مشيرة إلى أنه «لا يمكن أن نحقق التنمية البشرية دون تحقيق، في نفس الوقت، المساواة بين الجنسين». وقالت إن من بين عوامل قوة المغرب أنه انخرط بشكل مبكر في مسار النهوض بحقوق المرأة من خلال الإصلاحات الكبرى مثل مدونة الأسرة ومحاربة العنف ضد النساء وتمكين المرأة من مناصب المسؤولية والقرار. وقالت إن الأجندة الحكومية للمساواة 2015-2011 التي تجمع 25 قطاعا حكوميا لفائدة المرأة والتي تمت المصادقة عليها منذ عدة أيام من قبل مجلس الحكومة أثارت بالخصوص اهتمام المشاركين في هذه المائدة المستديرة. وأوضحت أن هذا المخطط يفرض نفسه كرؤية مندمجة وشاملة تهم 100 إجراء في تسع مجالات ذات أولوية تمس بالخصوص مكافحة التمييز وتشجيع المساواة في مجالات التربية والصحة ومكافحة الفقر والإقصاء وإنعاش المساواة في عالم الشغل. وأكدت أن إعلان جلالة الملك محمد السادس في خطابه التاريخي لتاسع مارس عن «تعزيز مشاركة المرأة في تدبير الشأن الجهوي خاصة، وفي الحقوق السياسية عامة وذلك بالتنصيص القانوني على تيسير ولوجها للمهام الانتخابية» جاء ليتوج ويقوي الجهود المبذولة من طرف المغرب من اجل الارتقاء بوضعية النساء. وأكدت الصقلي أن المشاركين في المائدة المستديرة تلقوا بشكل إيجابي التجربة المغربية في مجال إنعاش حقوق المرأة «مما جعل المغرب اليوم نموذجا يقتدى به في عدة دول حتى المتقدمة منها». ووصفت ب»الهامة جدا» مشاركة المغرب في هذا الملتقى (دافوس النساء) على اعتبار أنه يمثل فضاء لتبادل الآراء والنقاش مما يمكن المغرب ليس فقط من مشاطرة تجربته بل أيضا الاطلاع والاستفادة من التجارب الناجحة لدول أخرى في مجال حقوق المرأة. ويشارك في القمة العالمية ال21 للمرأة، المعروفة أيضا تحت اسم منتدى دافوس للمرأة، هذه السنة حوالي ألف سيدة في مناصب المسؤولية، من جميع أنحاء العالم، لتبادل تجاربهم والدفع في اتجاه تحسين ظروف المرأة والمزيد من ازدهارها. ويتضمن جدول أعمال القمة، التي ستتواصل إلى غاية يومه السبت تحت شعار «التواصل الأفضل للقرن ال21»، العديد من المواضيع المتعلقة على الخصوص بنمو الاقتصاد العالمي، وتنمية ريادات جديدة، والحصول على التكنولوجيا وإحلال السلام في العالم. وقالت رئيسة القمة ايرين ناتيفيداد، بهذه المناسبة، إن هذه الدورة تلتئم في سياق خاص تطبعه أساسا الاضطرابات التي تشهدها عدة دول بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وآثار الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان وكذا انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية. وأبرزت أن «هذه اللحظة الحرجة» تطرح تحديات جديدة يتعين على العالم رفعهما، مشيرة إلى أن النساء، «صانعات السلام»، يتعين عليهن الاضطلاع بالدور المنوط بهن في هذا الإطار. وقد شارك في هذه المائدة المستديرة، على الخصوص، السيدات الأوائل لماليزيا وناميبيا، فضلا عن ممثلات وزارات حوالي عشرين بلدا، من بينها تركيا والصين واسبانيا وبنغلاديش والمكسيك وغيرها. وتعتبر القمة العالمية للمرأة فضاء للحوار والمناقشة، تشارك فيه جميع القطاعات بهدف العمل على تحسين الظروف الاقتصادية للنساء بجميع أنحاء العالم. وقد عقدت دورة 2010 لمنتدى دافوس للمرأة في بكين بالصين، في حين عقدت دورتا 2009 و2008 على التوالي في سانتياغو بالشيلي وهانوي بفيتنام. وكانت مدينة مراكش قد احتضنت، من جانبها، دورة 2003 لهذه القمة لتصبح بذلك أول مدينة عربية تستضيف هذا الاجتماع العالمي المخصص للنساء.