بعد مراكش في يناير، عاشت طنجة يوما تاريخيا بتدشين ملعبها الكبير- الجديد، في لحظات استعراضية أثثتها فرق أتلتيكو مدريد- الرجاء- اتحاد طنجة. ويبقى الأهم يتمثل في تعزيز البنية الرياضية الوطنية بمركب رياضي كبير وبمواصفات دولية، لأن برنامج الاحتفال بالتدشين شابته اختلالات وارتباك واضح، والذين عاشوا الحدث وقفوا عن قرب على ما حدث؟ انتهى اللقاء الاعلامي الذي سبق انطلاق المباراة الأولى متأخرا، ولم يصل الوفد الرسمي إلا بعد مرور ربع ساعة عن المباراة، وبذلك لم يعزف النشيد الوطني في بداية الملتقى، ولم يحظى لاعبو اتحاد طنجة والفريق الرديف لأتلتيكو مدريد باستقبال، ودخول المباراة مباشرة، وطلعت طقوس الافتتاح والاستقبال قبل بداية المباراة الثانية التي جمعت فريقي الرجاء وأتلتيكو مدريد(أ). وحتى الصحافة واجهت الإهمال ولم يتسلم الصحفيون ملفا عن الحدث كما لم يتم تبليغهم بتشكيلات الفرق المتبارية في المبارتين. ومرة أخرى حضرت الفوضى وتفرج الضيوف الإسبان وغيرهم على شباب يخترقون الأمن ويقتحمون أرضية التباري في أربع مناسبات، وحتى لحظة توقيع الاتفاقيات لم تسلم، وخيم عليها الإرتجال والإرتباك، كما بلغنا أن البعض من الجمهور أساء إلى المرافق والكراسي. حضر الجمهور بدعوة احتفالية، وحضر لاعبو اتحاد طنجة رغم احتجاجهم من قبل عن تأخر مستحقاتهم وتلقيهم وعودا بتسويتها في القريب، وحضر النادي الإسباني بفريقيه الأول والرديف وبنجومه، كما حضر فريقا الرجاء بجمهوره وفعالياته. وأكد الحدث بالواضح الفاضح ارتباط الفوضى بالفضاء الرياضي، وأن تحسين المنتوج التربوي والرياضي لا يتطلب إحداث الفضاء الرياضي (الملعب- المركب- القاعة- المسبح- المضمار- وغيره)، بل يفرض توفير تنظيم محكم ومضبوط على اعتبار أن الإنضباط والامتثال قاعدتان أساسيتان في ظل تعايش اجتماع منسجم. كانت الفوضى داخل الملعب، كما تعرضت شبابيك بيع التذاكر للسطو، وسرقت منها حواسيب بيع التذاكر، وحتى السوق السوداء نشطت وارتفعت فيها أثمنة تذاكر الحفل. لا يجادل أحد في أهمية المركب الرياضي الجديد بمدينة طنجة والذي يدعم البنية التحتية الرياضية، معلمة رياضية شيدت على مساحة 82 هكتارا وطاقتها الإستيعابية 45 ألف مقعد قابلة للإتساع لتشمل حوالي 70 ألف مقعد؛ مركب رياضي بمواصفات عالمية معزز بمطاعم ومقاصف وموقف للسيارات وقاعات وكاميرات يتجاوز عددها 82 كاميرا... نعم، مركب رياضي جديد، لكن ترافقه هموم قديمة؟ ورغم الأحتفال اصطدم الجمهور عندما فضل مساندو اتحاد طنجة مؤازرة أتلتيكو مدريد وتشجيعه في لقائه مع الرجاء بطريقة استفزت الفعاليات الرجاوية في الملعب وخارجه، وحتى الوفد الإسباني استغرب لذلك كما تابع بذهول اقتحام شباب أرضية الملعب أربع مرات؟ لقد تم تدشين الملعب الجديد بمدينة طنجة وظلت الاسئلة تتناسل حول ما رافق حفل الافتتاح وكذا موعده -يوم الثلاثاء-، الذي ليس يوم عطلة-، ورغم ذلك استقطب الحدث جمهورا غفيرا قضى عدة ساعات في متابعة مبارتين؟ ويبقى الأمل أن لا تمتد الأيادي الآتمة إلى مرافق هذه المعلمة الرياضية، وتخرب وتتلفها على غرار ما حدث لملعب مراكش، ونتمنى أن يكون مهندسو الاحتفال قد استفادوا من الأخطاء التي رافقت التدشين حتى لا يتكرر ما جرى في ملعب آخر مستقبلا.