إنتهت مسرحية الزياتن وعاد الوافدون من حيث قدموا وظلت مدينة طنجة كما هي تؤرخ لحدث رياضي غير عادي نظم فيها وباسمها وجسد فيها إعلاميوها وجمورها دور ثانوي وهامشي، وهذا ليس تجنيا على أحد أو طرح " شوفاني" كما قد يعتقد البعض أو أننا نرمي الناس بالباطل، بل حقيقة عشناها جميع في يوم 26 ابريل. اللجنة المنظمة شككت أصلا في وطنية الجمهور الطنجي وفريقه والمدينة ككل، حينما تم عزف النشيد الوطني مع إنطلاق مباراة الرجاء البيضاوي بأتلتيك مدريد، وهذه هفوة بروتكولية خطيرة، لأن العرف يلزم أن يعزف النشيد الوطني الذي هو رمز هوية كل المغاربة قبل بداية اللقاء الأول بين إتحاد طنجة والفريق الأخر لأتلتيك مدريد، لأن طنجة هي المعنية بالحدث، مادام أن الأمر يتعلق بلقاء الإفتتاح لمركب جديد بني فوق ترابها و يقع في قلب مدارها الحضري، وممثلها يلعب مباراة ضربة البداية مع فريق أجنبي، وبما أن الحدث أيضا هو إفتتاح منشأة رياضية، كان من المفروض أن يعزف النشيد الوطني في هذه المباراة، لكن اللجنة المنظمة وكلها من خارج المدينة إرتأت العكس وتركت ذلك إلى المباراة الثانية التي تبقى في العرف شكلية، لكونها تجمع فريقين أجنبيين عن المدينة وإن كان أحد أطرافها مغربي، حيث قامت بعزف النشيد الوطني في مباراة الرجاء البيضاء بأتلتيك مدريد، وبذلك فهي بطريقة غير مباشرة صفعت الجماهير الطنجاوية وجعلت العديد من العقلاء يتساءلون من حرمان الفريق الطنجي من الإنخراط في ترديد النشيد الوطني في لقاء مباراة حفل الافتتاح. الصفعة الثانية التي تلقتها مدينة طنجة جاءت من وزير الشبيبة والرياضة منصف بلخياط الذي كذب عندما صرح في ندوته الصحفية ان منازلة إتحاد طنجة لفريق العاصمة الإسبانية الثاني سيلعب فيها أتلتيك مدريد ببعض نجومه الكبار الذين يلعبون مع الفريق الأول، لكن تبين أن الفريق الطنجي لعب مع الفريق الرديف للأتلتيك، ومن ثمة تبين أن كلام وزير الشباب والرياضة حول الموضوع لا يفعله إلا في طنجة، التي تبقى بالنسبة إليه حقل لتجارب نظرياته في فلسفة "الشفاوي"، مادام أن طنجة ليس لها أحد يدافع عنها. والصفعة الأخرى التي تلقتها طنجة هي إقدام وزارة الشبيبة والرياضة بتعاون مع المكتب الوطني للسكة الحديدية على نقل الآلاف من المشجعين من البيضاء إلى طنجة وبأثمنة تفضيلية، وأقصت الوزارة بذلك حق الجماهير الطنجاوية في توفير وسائل النقل من وسط المدينة إلى المركب، حيث واجهت الجماهير المحلية العذاب كثيرا في العثور عن وسيلة نقل تقلها للزياتن ، وكانت النتيجة أن أفسدت جماهير البيضاء المركب والشوارع المجاور له بأعمال التخريب إستهدفت المنشآت العامة والخاصة ، تجسدت في إقتلاع كراسي المدرجات و تكسير مجموعة من حافلات النقل العمومي"أوطاسا" وسيارت الخواص، وطبعا سيقول لمن يجهل الحقيقة أن الجمهور الطنجي هو السبب في ذلك، بالرغم من كونه بريء من هذه الأحداث. هذا دون أن ننسى المضايقات التي تعرض لها الجمهور الطنجي والصحافة العاملة في طنجة دون غيرهم أثناء ولوجهم للمركب، حيث تفنن عناصر الأمن الخاص الذين جيئ بها من خارج المدينة في تهميشهم ووضع العراقيل أمامهم، وبطريقة أقرب منها للعنصرية من الحفاظ على الانضباط. فمن المسؤول عن هذا كله ؟، وماذا ربحت المدينة وجمهورها من المركب الجديد ؟، وإلى متى تظل الأمور التي تخص قضايا المدينة في شتى المجالات تدار من خارجها ؟، الأكيد أن هذه الأمور لا تحدث إلا في هذه المدينة التي كتب عليه دوما أن تدفع ثمن أخطاء الأخرين .