لم يرد وزير الشبيبة و الرياضة منصف بلخياط خلال ندوته الصحافية بالمركب الزياتن على سؤال وجهته له حول برمجة لقاء للمنتخب الوطني لكرة القدم في مدينة طنجة، الوزير أجاب عن كل شيء إلا السؤال السالف الذكر، عدم الرد طرح أكثر من علامات استفهام، خاصة وأن الوزير كان يسجل في أجندته كل الأسئلة المطروحة عليه، كما أن الخرجات الإعلامية اليومية لصحافة البيضاءوالرباط والتي تردد أن الناخب الوطني يريد تنظيم لقاء العودة بين المغرب والجزائر في مدينة البيضاء يصب في اتجاه رغبة الوزير في تنظيم مباراة الحسم بين أسود الأطلس ومحاربي الصحراء في مدينة الدارالبيضاء، وهو ما جعل منصف بلخياط على ما يتضح يسكت في طنجة عن الكلام المباح حول إمكانية برمجة مباراة للنخبة الوطنية في عاصمة جهة الشمال، خاصة و أن الرأي العام بطنجة و من ورائه الشمال كان يتمنى أن تجري هذه المباراة في المركب الجديد، لكن يتضح أن عقلية المغرب النافع والغير النافع مازالت راسخة في عقيلة أصحاب القرار على الصعيد المركزي ، حيث أن الشمال بالنسبة إليهم مجرد رقم سلبي في معادلة كرة القدم الوطنية ، لأن المغرب بالنسبة إليهم هو البيضاء – الرباط – فاس – مراكش . الملاحظ أن الزيارات الرسمية والخاصة التي يقوم بها وزير الشباب و الرياضة لطنجة، وخاصة زيارته الأخيرة لطنجة التي قيل أنها كانت مخصصة لملف المركب الرياضي الجديد ، اختلط فيها ما هو حزبي بما هو نشاط حكومي ، حيث أصبحت مجموعة من ألأنشطة الحكومية التي تهم المدينة التي تدخل ضمان اختصاصات وزارة الشبيبة و الرياضة تعالج مع حيتان حزب التجمع الوطني للأحرار الذي ينتمي إليه الوزير، وهو ما جعل مقر الحزب في سوق البقر يتحول إلى ما يشبه نيابة وزارة الشبيبة والرياضة ، فهل بهذه الطريقة سيتم تنظيم وتقنين الممارسة الرياضية بالمدينة ؟، وما معنى أن يتدخل مسؤول حزبي في تدبير حدث مرتبط أساسا بالسلطة الحكومية المكلفة بالرياضة، أليس هذا دعاية انتخابية سابقة لأوانها تتم عبر آليات حكومية، وكان حريا بالوزير الشباب صاحب صفحة "الفايس فوك" أن يتعامل مع القطاع الرياضي بطنجة بمنطق الحيادية والموضوعية بعيدا عن الحسابات والحسابات المضادة التي حولت المدينة من حجم طنجة إلى مستنقع للحشرات الضارة، وكان حريا عليه أن يسير في اتجاه تكريس الجهوية عبر دفاعه برمجة لقاء رسمي للمنتخب الوطني لكرة القدم بطنجة، لأنها ومنذ سنوات الرصاص لم تشهد تنظيم أي مباراة ودية أو رسمية للنخبة الوطنية بها، فطنجة بموقعها الإستراتيجي كبوابة لأفريقيا مع أوروبا وإرثها التاريخي وقوتها في الخريطة الصناعية والتجارية للمملكة، والعناية السامية التي يليها لها ملك البلاد محمد السادس نصره الله وعظمة جمهورها في مختلف أنواع الرياضة ومنها كرة القدم، وقوتها الإعلامية أيضا عبر صحافتها الورقية والإلكترونية والمسموعة و المرئية تشفع لها بأن تنال حظها من استقبال أسود الأطلس في مباراة رسمية ، فالذي يهم الرأي العام الطنجاوي ليس ملتقى الكروج في ألعاب القوي ، أو مباراة كأس السوبر الفرنسية ، أو حتى لقاء الرجاء البيضاوي بأتلتيك مدريد ، فهذه شكاليات لا تهم المدينة ،بقدر ما تهم الجهات الوافدة المنظمة لها التي تستفيد منها ماديا، الذي يهم الجمهور الطنجي هو المنتخب الوطني، لأن جمهور طنجة ليس أقل وطنية وحماسة من جماهير البيضاء أو الرباط أو فاسمراكش.