الدعوة إلى حسن تدبير الثروة المائية واستغلال الخيرات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة شكل موضوع «تنمية سلسلة إنتاج الحليب في إطار مخطط المغرب الأخضر» على صعيد منطقة ورزازات الكبرى، محور يومين دراسيين نظمتهما الغرفة الفلاحية الجهوية لسوس ماسة درعة مؤخرا، بكل من زاكورة وورزازات. ويهدف هذان اليومان الدراسيان، الموجهان لفائدة الفلاحين ومهنيي تربية المواشي بمنطقة ورزازات الكبرى، إلى إطلاع هذه الفئة من العاملين المحليين في المجال الزراعي على المستجدات التي جاء بها المخطط الجهوي للمغرب الأخضر من أجل تطوير سلسلة إنتاج الحليب وباقي الأنشطة الزراعية المرتبطة بهذه السلسلة، وذلك على صعيد منطقة تدخل المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات. وأوضح رئيس الغرفة الفلاحية الجهوية لسوس ماسة درعة ،علي قيوح، في كلمة بالمناسبة، أن تنظيم هذا اللقاء التواصلي يندرج ضمن حرص الغرفة على مسايرة مختلف مراحل تنفيذ مخطط «المغرب الأخضر» على الصعيد الجهوي، خاصة في شقه المتعلق بتطوير سلاسل الإنتاج الزراعي ذات الصلة بالفلاحة التضامنية التي تشكل مصدر عيش الآلاف من المواطنين على صعيد هذه الجهة. وبخصوص تطوير سلسلة إنتاج الحليب، دعا علي قيوح إلى حسن استغلال الخيرات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة وفي مقدمتها الثروة المائية، إلى جانب الاستثمار الأمثل للمساحات الأرضية الصالحة للزراعة من أجل إنتاج الكلأ. وشدد على ضرورة تجاوب الفلاحين مع البرامج التأطيرية للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، والعمل على التكتل في إطار تعاونيات مهنية، مذكرا، في هذا الصدد، ببعض المبادرات التعاونية النموذجية التي لاقت نجاحا منقطع النظير لاسيما في منطقة سوس. من جهته، ذكر مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات، برو أهرو، ببعض المشاريع والمبادرات الكبرى التي تم إطلاقها مؤخرا على صعيد منطقة ورزازات الكبرى من أجل تحقيق نقلة نوعية في مجال النشاط الفلاحي بالمنطقة، ومن ضمنها المشروع المتعلق بتنمية وتأهيل واحات درعة، وإعطاء انطلاقة أشغال إنجاز سد تيوين، فضلا، عن تخصيص أرصدة مالية مهمة من أجل تأهيل ودعم العديد من الأنشطة الزراعية التي تشتهر بها منطقة ورزازات الكبرى. وفي هذا السياق، استعرض هرو الخطوط العريضة لبعض البرامج التي تسهر مصالح المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات على تنفيذها في الظرف الراهن من أجل تطوير بعض سلاسل الإنتاج الزراعية ومن ضمنها سلسلة إنتاج الحليب، حيث أشار، في هذا الإطار، إلى تخصيص غلاف مالي بقيمة ثلاثة ملايين درهم من أجل تأهيل تعاونية «تمتكالت» لإنتاج الحليب بورزازات وتوسيعها لتصبح قادرة على استيعاب متعاونين جددا. وتم خلال هذين اليومين الدراسيين تقديم ومناقشة مجموعة من العروض تناولت قضايا مختلفة لها ارتباط بمشاريع مخطط «المغرب الأخضر» المبرمجة ضمن سلسلة إنتاج الحليب، والتنظيم المهني الخاص بإنتاج الحليب، وتقنيات تربية الأبقار الحلوب وإنتاج الحليب، إضافة إلى القضايا المتعلقة بالمراقبة الصحية للأبقار والقوانين المنظمة لإنتاج الحليب. يذكر أن العمل بإنتاج الحليب بمنطقة ورزازات الكبرى بدأ منذ سنة 1980 حيث تأسست تعاونية «تمتكالت» التي انطلقت بمجموع مائة متعاون، لديهم 190 بقرة حلوب، وبطاقة إنتاجية تصل 70 ألف لتر سنويا. وتتواجد بالمنطقة في الظرف الراهن، إلى جانب تعاونية «تمتكالت» لإنتاج الحليب بورزازات، تعاونية «درعة» في إقليم زاكورة، وتعاونية «إمليل» في إقليم تنغير، وتصل طاقة إنتاج التعاونيات الثلاث إلى حوالي ستة ملايين لتر سنويا.