احتضنت قاعة الاجتماعات بمقر المجلس البلدي بسيدي بنور ، مؤخرا ، يوما دراسيا حول القطاع الفلاحي بالإقليم نظمته عمالة الإقليم بشراكة مع المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي حضره عامل إقليم سيدي بنور و مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بالإضافة إلى كل من رئيس المجلس الجهوي لجهة دكالة عبدة ، ورئيس الغرفة الفلاحة بالجهة و رئيس المجلس الإقليمي و رئيس المجلس الحضري بسيدي بنور وعدد من المهتمين بالقطاع الفلاحي و العاملين به ... أشغال اليوم الدراسي عرفت انطلاقتها بعد كلمة عامل الإقليم و التي تناول فيها ما يزخر به الإقليم من «خيرات في المجال الفلاحي و التطلعات المستقبلية التي يمكنه من خلالها أن يساهم و بشكل فاعل في جلب الاستثمارات و تحقيق التنمية البشرية بالإقليم ، و العمل بشكل تشاركي في تذليل الصعاب و المعيقات و الأخذ بيد الفلاح البسيط وجعله في صلب اهتمام الجميع بتقديم العون و التسهيلات اللازمة له و الحرص على تكوينه و مساعدته في تحقيق إنتاج جيد ...». بعدها تم تقديم خمسة عروض من طرف أطر مختصين في المجال الفلاحي ، حيث تناول العرض الأول مخطط المغرب الأخضر على الصعيد الإقليمي من تقديم المديرية الجهوية للفلاحة لدكالة عبدة ، و تطرق العرض الثاني إلى برنامج الاقتصاد في الماء من تقديم المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة ، و بخصوص العرض الثالث فقد تناول موضوع قطاع اللحوم الحمراء ، الحالة الراهنة و الآفاق من تقديم الجمعية الوطنية لمنتجي اللحوم الحمراء ، أما العرض الرابع فقد لامس موضوع القطاع التعاوني في مجال تسويق الحليب من تقديم المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة مكتب تنمية التعاون ، بينما تطرق العرض الخامس و الأخير إلى موضوع إعانات الدولة في إطار صندوق التنمية الفلاحية من تقديم المديرية الجهوية للفلاحة لدكالة عبدة . و قد قدمت العروض بواسطة صور و معطيات رقمية باستخدام المسلاط و أدوات رقمية قصد تسهيل الشرح و تبسيط عملية العرض ، وفي هذا الصدد و بخصوص الواردات المائية، فإن حقينة السد قد بلغت في بداية الموسم 3.15 مليار متر مكعب ، الأمر الذي يتيح عملية زرع 272.000 هكتار ، 65 % منها للحبوب الخريفية موزعة حسب المناطق ، بحيث ستتم زراعة 72.000 هكتار بالمنطقة السقوية، 55 % للحبوب الخريفية، و 23% لزراعة الشمندر، بينما ستتم زراعة 200.000 هكتار بالمنطقة البورية، 68 % للحبوب الخريفية و 14% للذرة ، ونظرا للتساقطات المطرية الهامة الأخيرة، فإن المخزون المائي بالسد إلى غاية 23 دجنبر 2010 قد وصل إلى 3.18 مليون متر مكعب بنسبة 92 % ، هذا العامل المناخي ساهم في انطلاق الموسم الفلاحي مبكرا ، كما جعل عملية السقي تعرف تقنينا ممنهجا وذلك بمواصلة تنفيذ المشروع الوطني للاقتصاد في الماء على مساحة 10.700 هكتار لفائدة 3.038 فلاحا ، و المتجلي في استبدال أنماط الري الانسيابي و الري بالرش بنمط الري الموضعي ( البنك الدولي و الإفريقي 2010 2014 ) ، بالإضافة إلى انجاز مشروع تحويل السقي بالرش إلى السقي بالتنقيط بمنطقة بولعوان بشراكة بين المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة ، وجمعية الحسنية لمستعملي مياه السقي ببولعوان و وكالة الحوض المائي لأم الربيع على مساحة 1.100 هكتار لفائدة 220 فلاحا ، كما تم انجاز مشروع نموذجي للاقتصاد في الماء بالفارغ و سيدي بنور على مساحة 80 هكتارا و لفائدة 57 فلاحا ، بشراكة مع المنظمة العالمية للتغذية ( المملكة المغربية اسبانيا ) ، وعملا على عقلنة تدبير المياه و استغلالها بطريقة معقلنة ، وحتى يتم تحسين خدمة الماء، فإن إصلاح شبكات الري مازالت مستمرة . وفي إطار تنفيذ مخطط المغرب الأخضر 2010 -2011 ، فإن البرنامج الجهوي الفلاحي لجهة دكالة عبدة ( إقليم سيدي بنور ) و بخصوص الدعامة الثانية من البرنامج هناك ستة مشاريع تنموية، و يتعلق الأمر بعملية تكثيف و توسيع مساحة إنتاج الزيتون على مساحة 3.000 هكتار بتكلفة إجمالية 36 م د، و عملية تنمية زراعة الصبار على مساحة 1.000 هكتار بتكلفة إجمالية 10.9 مليون درهم، وعملية تكثيف إنتاج لحوم الأغنام بتكلفة إجمالية 17 مليون درهم و عملية الإنتاج المعقلن للخضروات على ضفاف بحيرة الوليدية بتكلفة إجمالية 22 مليون درهم ، وعملية تنظيم سلسلة إنتاج الحليب بضواحي بحيرة الوليدية بتكلفة إجمالية 33 مليون درهم و عملية تحسين إنتاج اللحوم الحمراء بضواحي بحيرة الوليدية بتكلفة إجمالية 15 مليون درهم ، علاوة على تنفيذ الشطر الثاني من مشاريع سنة 2010 والمتعلقة بالدعامة الثانية، حيث تم اقتراح ثلاثة مشاريع أخرى للمصادقة عليها والشروع في تنفيذها بحلول سنة 2011، وقد عرفت الدعامة الأولى من المخطط مشروعين يتعلق الأول بتسمين العجول و الثاني يهم تجميع إنتاج القمح الطري، الدعامة الثانية عرفت مشروعا واحدا ويتعلق بعملية تكثيف إنتاج العنب الدكالي. وبخصوص زراعة الشمندر السكري، فإن المساحة الإجمالية المبرمجة هي 20.000 هكتار منها 17.000 بسيدي بنور، انطلقت عملية التوزيع و الزرع خلال شهر شتنبر 2010 بلغت المساحة المزروعة لحد الآن بسيدي بنور 16.687 هكتارا مع تسجيل ارتفاع المساحة المبرمجة للشمندر أحادية الجنين إلى 16.000 هكتار في المنطقة السقوية، و بالقطاع الحيواني، فإن كمية الحليب المسوق بلغت 24.6 مليون لتر ، 159 مركزا لجمع الحليب، و تم استيراد 3.739 بقرة حلوب منها 3.146 بسيدي بنور، أما عجول التسمين فقد تم استيراد 2.556 رأس كلها بسيدي بنور. هذا، وقد عرف اليوم الدراسي مناقشة العروض من طرف المهتمين بالقطاع الفلاحي و المنتجين ، أبرزوا من خلال تدخلاتهم المشاكل التي يعاني منها فلاح المنطقة و الهموم التي يتحملها جراء غلاء الأدوية و الأسمدة ناهيك عن عوامل أخرى تؤثر في أوضاع الفلاح الاجتماعية و المعيشية. وأجمع باقي المتدخلين في هذا اللقاء على إيجابيات تطبيق تقنيات التهجين والتخصيب الاصطناعي في تحسين سلالات الأبقار والرفع من مردوديتها ، داعين إلى الاستفادة من إمكانيات التمويل التي توفرها الدولة لصالح منتجي ومربي المواشي ، نفس الشيء تم التعبير عنه من طرف منتجي مادة الشمندر.