اندلعت معارك بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة صباح أمس الاثنين في ابيدجان بين قوات الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو والقوات الموالية لخصمه الرئيس المعترف به دوليا الحسن وتارا، وذلك بعيد ساعات على قصف قوات الأممالمتحدةوفرنسا لهذا المبنى، كما أفاد شهود. وقال أحد السكان لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي إن «هناك قصف بالمدفعية الثقيلة ونسمع رشقات رشاشة»، مشيرا إلى أن المعارك لم تصل بعد إلى المحيط المباشر لمقر غباغبو بل لا تزال في منطقة تقع بين التلفزيون الحكومي وكلية الدرك، وهما معقلان آخران للرئيس المنتهية ولايته في حي كوكودي (شمال ابيدجان) حيث مقره. وواصلت قوات الأممالمتحدة في ساحل العاج وقوة ليكورن الفرنسية ليل الأحد الاثنين قصفها في اتجاه محيط مقر غباغبو الذي تمكنت قواته في الأيام الأخيرة من تحقيق تقدم في ابيدجان في مواجهة مقاتلي وتارا. واتهم معسكر غباغبو فرنسا بالسعي «لقتله» فيما أعلن الرئيس المعترف به من قبل الأسرة الدولية الحسن وتارا انه طلب من الأممالمتحدة «القضاء على الأسلحة الثقيلة» التي بحوزة غباغبو. وأطلقت دفعة ثالثة من الصواريخ في اتجاه مقر غباغبو في سياق العملية التي بدأتها القوات الدولية والفرنسية وتستهدف أيضا القصر الرئاسي والمعسكرات، بحسب ما أفاد مصدر قريب من العملية. وفي سياق ذلك، دمرت صواريخ أطلقتها مروحيات تابعة للأمم المتحدة والقوات الفرنسية جزئيا المقر الذي يتحصن فيه رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو. وذلك بعد وقت قصير من تهديد للأمين العام للأمم المتحدة باستخدام «جميع الوسائل الضرورية» لوقف استخدام غباغبو الأسلحة الثقيلة. وقال أهوا دون ميلو المتحدث باسم حكومة غباغبو «تواصل مروحيات الأممالمتحدة والقوات الفرنسية إطلاق النيران على مقر إقامة الرئيس الذي دمر جزئيا». وأضاف «ينبعث منه دخان كثيف لكن ليست لدينا تفاصيل أخرى بخصوص الضرر». ورفض ميلو القول ما إذا كان غباغبو موجودا في المقر حين قصفه. ووفق المتحدث باسم البعثة الأممية في ساحل العاج حمدون توريه، فإن الهجوم يستهدف «إبطال مفعول الأسلحة الثقيلة» التي سمحت طلعات الاستطلاع باكتشافها والتي تستخدمها قوات غباغبو «ضد المدنيين والأممالمتحدة». وفي وقت سابق أمس الأحد قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه أمر قوات حفظ السلام في ساحل العاج باستخدام «جميع الوسائل الضرورية» لوقف استخدام قوات غباغبو الأسلحة الثقيلة. وأضاف بان في بيان أن «استمرار استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين وقوات حفظ السلام التابعة لنا وكذا مهاجمة مقر قيادة الحكومة الشرعية أجبرني من جديد على إصدار تعليمات للقوات الدولية باستخدام جميع الوسائل الضرورية لمنع استخدام هذه الأسلحة بما يتسق مع قراري مجلس الأمن 1975 لعام 2011 و1962». في هذه الأثناء، نفى غباغبو أن تكون قواته هاجمت الفندق الذي يقيم فيه الرئيس المنتخب المعترف به دوليا الحسن وتارا بالعاصمة الاقتصادية أبيدجان، بينما تحدثت الأممالمتحدة عن تمكن غباغبو من السيطرة على بعض المناطق بالمدينة نفسها.