تجدد القصف المدفعي، أول أمس السبت، في العاصمة أبيدجان حول معاقل القوات الموالية للرئيس الإيفواري المنتهية ولايته، لوران غباغبو. وأفاد شهود عيان أنهم سمعوا قصفا متقطعا ودوي أسلحة رشاشة حول مبنى التلفزيون الرسمي، الواقع في منطقة تضم أيضا مقر غباغبو, وكذا " تبادل لإطلاق النار " حول مدرسة الشرطة في الحي نفسه بين قوات غباغبو والقوات "الجمهورية" الموالية للرئيس، حسن وتارا، المعترف به دوليا. وتشهد العاصمة الإيفوارية حصارا فرضته القوات"الجمهورية" الموالية للحسن واتارا بعد معارك عنيفة مع قوات غباغبو، سجلت فيها تقدما كبيرا عبر أنحاء المدن الإيفوارية. وقررت حكومة واتارا إعادة فتح أجواء البلاد بصورة "فورية" للسماح بإجلاء محتمل للرعايا الأجانب وفق ما أعلنت متحدثة باسم الحكومة . وكان معسكر وتارا اقفل كافة الحدود قبيل الدخول إلى ابيدجان العاصمة الاقتصادية للبلاد وبدء المواجهة مع أنصار الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو. يذكر أن واتارا فاز في انتخابات الرئاسة، التي جرت يوم 28 نونبر الماضي، وجرى الاعتراف به رئيسا منتخبا للبلاد من المجتمع الدولي، الأمر الذي رفضه الرئيس المنتهية ولايته، لوران غباغبو، مما ادخل كوت ديفوار في موجة من العنف خلفت مئات القتلى وآلاف النازحين. وكانت هيئات تابعة لمنظمة الأممالمتحدة أبدت قلقها البالغ لتدهور الأوضاع في الكوت ديفوار مع تجدد الاشتباكات بين القوات الموالية للرئيس المنتخب، حسن اوتارا، والقوات التابعة للرئيس المنتهية ولايته، لوران غباغبو. وتوقعت مفوضة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين تدفق مزيد من اللاجئين أغلبهم من النساء والأطفال من الكوت ديفوار إلى دول الجوار، فرارا من تجدد القتال في البلاد. وقال المتحدث الإعلامي باسم المفوضية، اندريه ميهاتشيش، في مؤتمر صحفي بجنيف إن السلطات في غانا أعربت عن استعدادها لتخصيص مناطق جيدة لإقامة مخيمات لاستقبال اللاجئين المتوقعين بالتعاون مع المفوضية تحسبا لوصول المزيد منهم. وبسبب التطورات نفسها يواصل عدد اللاجئين الارتفاع بشكل حاد في ليبريا وغانا بل إنهم يواجهون في داخل الكوت ديفوار نفسها ظروفا إنسانية قاسية بحثا عن ملاذ آمن. من جانبها، أشارت مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان, استنادا إلى تقارير غير مؤكدة, إلى انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان قام بها فريق أطلق على نفسه "قوات الكوت ديفوار الجمهورية" خلال تقدمه نحو أبيدجان. وأوضحت المفوضية أن التقارير المذكورة تفيد بتورط هذه القوات في عمليات نهب وابتزاز، فضلا عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من قبيل الاختطاف والاعتقال التعسفي وسوء معاملة المدنيين. وحث المتحدث الإعلامي باسم المفوضية، روبرت كولفيل، القوات الموالية للرئيس اوتارا على التحلي بضبط النفس وعدم انتهاك حقوق الإنسان أو الانخراط في أعمال انتقامية. وأشار المتحدث, في الوقت نفسه, إلى أن القوات الموالية لغباغبو تواصل ارتكابها انتهاكات بشكل يومي, موضحا أن لجنة حقوقية معنية بالتحقيق في الكوت ديفوار ستبحث جميع الانتهاكات، التي ارتكبتها كل الأطراف، سواء تلك المؤيدة للرئيس المنتخب اوتارا أو التابعة للرئيس المنتهية ولايته، غباغبو.