أعلنت الأممالمتحدة أول أمس الأحد أنها مستعدة «لأي تطور» مع رغبتها في تفادي المواجهة مع القوات المسلحة الموالية للوران غباغبو الرئيس المعلن لساحل العاج الذي طالب السبت برحيل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والقوة الفرنسية (ليكورن) من بلاده. وقال حمدون توريه المتحدث باسم عملية الأممالمتحدة في ساحل العاج لفرانس برس «لقد عززنا حالة اليقظة ونحن مستعدون لأي تطور». وأضاف أن جنود حفظ السلام سيواصلون دورياتهم «ولكننا لا نريد المواجهة» مع القوات الموالية لغباغبو. وشرح انه ولتفادي ذلك «هناك مناطق حساسة لن نذهب إليها, بالقرب من مقر الرئاسة» الواقع في الحي الإداري, حيث مقر غباغبو. ورفضت الأممالمتحدة على لسان أمينها العام بان كي مون طلب غباغبو وحذرت من عواقب التهجم على قوات السلام. وتعتبر الأممالمتحدة الحسن وتارا الفائز في الانتخابات الرئاسية في السنغال وليس غباغبو الذي أعلن نفسه رئيسا بعد أن اعتبره المجلس الدستوري فائزا في الانتخابات رغم أن اللجنة الانتخابية اعتبرت وتارا فائزا بنسبة 10,54% من الأصوات. وتعرض مقر قوة حفظ السلام في أبيدجان لنيران أطلقها مسلحون «يرتدون ملابس عسكرية» ليل الجمعة إلى السبت. ورغم الخشية من تكرار ذلك, لم تتخذ أي تدابير ظاهرة لتعزيز الأمن حول المبنى الضخم المحصن في الأوقات الاعتيادية والمحاط بالحراسات. ويتهم لوران غباغبو وقوات الدفاع والأمن الموالية له قوة الأممالمتحدة بتقديم الدعم العسكري لقوة التمرد السابقة «القوات الجديدة» الموالية للحسن وتارا الذي أعلن نفسه رئيسا لكنه حصل على اعتراف المجتمع الدولي. وبالإضافة إلى سحب قوة الأممالمتحدة التي تعد عشرة آلاف عنصر, طالب غباغبو كذلك بسحب القوة الفرنسية ليكورن وقوامها 900 رجل. ويعتمد غباغبو على قوات الدفاع والأمن وكذلك على قوات النخبة مثل الحرس الجمهوري وعلى «الشباب الوطني» بزعامة وزير الشباب الجديد الذي عينه شارل بليه غوديه. وواصل شارل بليه غوديه الذي قاد التظاهرات العنيفة المناهضة لفرنسا في 2003 و2004 في أبيدجان, جولته يوم الأحد على إحياء العاصمة الاقتصادية لساحل العاج لحض أنصاره على «تحرير ساحل العاج قبل يوم الجمعة». وأكد بليه غوديه السبت الماضي، أمام المئات من الشباب أن غباغبو «لن يتنحى, لن يتنحى أبدا», متهما الأممالمتحدة والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالإعداد لارتكاب «إبادة» في البلاد. وانعكس تشدد نظام ساحل العاج في تعليق عدة صحف موالية للحسن وتارا عن الصدور. وأعرب المجلس الوطني للصحافة, وهو هيئة رسمية, عن استنكاره لما اعتبره «اعتداء غير مقبول على حرية الصحافة» مطالبا بالسماح بنشر الصحف التي منعتها عناصر من الجيش منذ الجمعة من الصدور. ولكن حكومة غباغبو لم تستبعد يوم الأحد منع صدور الصحف التي تدعو إلى «العصيان». وقال وزير الاتصالات غنوزيه وتارا لفرانس برس «نسعى لإقناع زملائنا في الصحف المستقلة بان من واجبهم احترام الدستور, ومؤسسات الجمهورية والقوانين». وأضاف «أعتقد أن كلامنا مفهوم (..) أن لم يحدث ذلك للأسف يمكن منع الصحيفة بموجب القانون». وفي شمال البلاد, الذي تسيطر عليه منذ 2002 «القوات الجديدة» بزعامة غيوم سورو, رئيس الوزراء الذي عينه الحسن وتارا, تسود خشية من استئناف المعارك مع القوات الموالية لغباغبو. وفي دجيبونوا, في الوسط, وهو المعقل الأخير للقوات الجديدة قبل المنطقة العازلة بين الشمال والجنوب الذي يسيطر عليه أنصار غباغبو, أعلن جندي من حركة التمرد السابقة لفرانس برس أن «رجالنا في حالة ترقب». وفي ظل هذه الأوضاع, نصحت لندن رعاياها يوم الأحد بمغادرة ساحل العاجل. وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان «بسبب حالة التهديد باندلاع أعمال عنف وعدم الاستقرار في أبيدجان ومدن أخرى رئيسية, ينصح الرعايا البريطانيون بمغادرة ساحل العاج إلا في حالة الضرورة».