يشهد عديد ملاحظين اليوم عبر العالم بأهمية تعاطي السلطات المغربية مع تداعيات انتشار وباء”كورونا- كوفيد 19″، وما أعلن عنه من تدابير وإجراءات صحية وإدارية وتنموية، ويجب إبداء التقدير والاعتزاز بشأن هذه المقاربة: المغربية التي يسهر عليها ويتابعها جلالة الملك مع السلطات الرسمية المختصة. ويمكن أن ندرك أهمية هذه الإجراءات وتميزها باستحضار وضعنا الوبائي الوطني اليوم، وأيضا قياسا لأوضاع عدد من البلدان عبر العالم، وكذلك من خلال إدراك خطورة الحالة وما تحمله من انعكاسات ومخاطر على مختلف المجالات، وخصوصا على صعيد الاقتصاد ونمط الحياة، وأساسًا ما تخلفه كل ساعة من وفيات في كل الدنيا، بما في ذلك في بلدان متقدمة في أوروبا وأمريكا وباقي القارات. في بلادنا نعلنها هنا صراحة وجهارا وبكثير من الاعتزاز أن جلالة الملك أعلن منذ البداية تفاعلا متميزا، ووجه بضرورة اعتماد مقاربة استباقية يسهر شخصيا على تتبع تنفيذها عبر روزنامة من الإجراءات والتدابير ، والتي تزداد وتتعدد بحسب حاجيات الواقع ومستجدات التنفيذ وتطورات الوضع العام. إن الانخراط الشخصي والمباشر لجلالة الملك في قيادة حرب مواجهة الوباء وتداعياته وتنفيذ مخططات الوقاية منه ومحاصرته، وكذلك متابعته المستمرة لتطورات الوضع والإجراءات الصحية والإدارية والتنموية المصاحبة لذلك، كل هذا يعتبر نقطة قوة في هذه المقاربة المغربية الاستباقية والوقائية، وهي التي تتعزز يوميا بالمزيد من الإجراءات لمحاصرة كل تطور سلبي للوضع داخل البلاد، ولاستباق التحديات الصحية والميدانية لانتشار الفيروس. وبنفس قوة الاعتزاز والإشادة بجهود السلطات العمومية ومهنيي الصحة والسلطات المحلية، نحث شعبنا ومختلف فئاته على الالتزام الصارم بتوجيهات المسؤولين، والعمل على تطبيق إجراءات حالة الطوارئ الصحية. جميعنا، مواطنات ومواطنين، مدعوون اليوم إلى توحيد صفوف كافة المغربيات والمغاربة وتقوية التعبئة الوطنية، وتمتين إحساس المسؤولية وشعور المواطنة للتضامن الاجتماعي، وللتعاون مع السلطات العمومية، ولتطبيق إجراءات الوقاية ومقتضيات حالة الطوارئ الصحية. وحيث أن الشعور بالخوف والقلق وسط شعبنا طبيعي، بالنظر إلى دقة وخطورة هذه الظرفية الوطنية والعالمية، فإن التغلب على ذلك لن يتحقق من دون تقوية التضامن، وأيضا الثقة في جهود السلطات العمومية وفي قدرة بلادنا على الانتصار إذا تكاثفت جهودنا كلنا، ووضعنا مصلحة بلادنا وشعبنا فوق كل الأنانيات الفردية. المقاربة المغربية اليوم لمواجهة وباء”كورونا- كوفيد19″تكتسب التميز بفضل الرؤية الاستباقية لجلالة الملك وانخراطه الشخصي المباشر في قيادة حرب المواجهة، وأيضا بفضل جهود السلطات العمومية، الصحية والإدارية والأمنية، في مسلسل تنفيذ تعليمات جلالة الملك وبلورة مخططات التنفيذ على أرض الواقع، وكذلك بفضل التفاف كل قوى المجتمع حول هذه المقاربة، وتجاوب أغلب فئات شعبنا مع الإجراءات المعلنة. لا شك أن تجاوزات أو اختلالات أو تجليات نقص قد تظهر هنا أو هناك إما من لدن مواطنين أو من لدن بعض أعوان السلطة، لكن الأمر لا يتجاوز النطاقات العادية في مثل هذه الظرفية الصعبة وغير المسبوقة، وبالتالي فإن التفاعل الشعبي والمجتمعي يمثل لحظة وطنية لا بد من التمسك بها وتطويرها، والوعي بأنه من دون التزام كل المواطنين، فرديًا وجماعيًا، بسلوك مواطن يطبق كل ما تعلنه السلطات المختصة من إجراءات وتدابير ، لن نستطيع هزم الوباء الذي يهجم على العالم برمته. إن هذه اللحظة الوطنية الخاصة تقتضي أن نثق في بلدنا وأن نتعبأ بقوة لحماية السلامة الصحية لشعبنا والاستقرار العام لمجتمعنا، وحتى يخرج المغرب في أقرب وقت منتصرا عن هذا الوباء وممتلكا لمقومات الاستمرار والأمن والسلامة والاستقرار . لقد أبان المغاربة، بشكل واسع، عن حس المسؤولية والعقلانية، والالتزام بالإجراءات الاحترازية المعلنة، وأيضا عن التفاف كبير وثقة في القرارات التي اتخذتها بلادنا بقيادة جلالة الملك. لنساهم إذن كلنا في تقوية وحدة شعبنا وإحساسه بالطمأنينة. لنلتزم كلنا بما تعلنه السلطات من إجراءات وقرارات. لنحمي بلدنا وشعبنا.