خطأ كبير ولا يغتفر، ارتكبه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم حينما سمح لحكم من جزر الموريس التي لا يعرف الكثيرون مكانها من الخريطة الإفريقية، حكم مغمور قاد مباراة كبيرة تفوق مستواه بكثير، فكيف يعقل أن يتولى مهمة تحكيم مباراة المنتخبين المغربي والجزائري؟ مباراة غير عادية والكل يعلم ذلك بسبب الحساسية المفرطة، فالمحللون وذوو الخبرة في الميدان يؤكدون أن راجيندرا بارساد لم يكن صالحا البتة لإدارة الديربي المغاربي المثير للجدل على مدار السنين. كل المعطيات تدل على أن راجيندرا بارساد أفسد عرس عنابة بسبب أخطائه الفادحة التي ارتكبها، ولعل أكبر خطإ ارتكبه الحكم الموريسي ضربة الجزاء في الدقيقة الرابعة، ولم ينتبه هذا الحكم الدولي إلى فداحة قراره الذي جاء بإيعاز من حكم الشرط الموريسي الجنسية، لتتسبب هذه الضربة -عفوا هذا الخطأ- في تغيير مجريات الديربي المغاربي بعد أن كانت موازين القوى ترشح المنتخب المغربي للظفر بنصر ثمين من قلب عنابة، كل هذا انتهى الآن!!! لكن الشيء الذي لم ولن ينتهي هو مسلسل الأخطاء التي يرتكبها الحكام الأفارقة، وراجيندرا بارساد مجرد مثال عن أمثلة كثيرة تجسد لنا ما تعانيه القارة السمراء عندما يتعلق الأمر بالتحكيم الرياضي. في الحقيقة، لم تكن ضربة الجزاء مثار الجدل الوحيد حول مستوى الحكم الموريسي، بل إن اللقاء جاء مثيرا؛ ليس بسبب المستوى الفني من كلا المنتخبين، مع أننا لا ننكر أن الإثارة كانت حاضرة دوما في لقاءات المنتخبين بفضل علاقة الجوار، ولكن الحكم كان نجم اللقاء بسبب المستوى الهزيل، مستوى يطرح تساؤلات عدة حول سياسة الكاف في اختيار الحكام، هل كان اعتباطا اختيار راجيندرا لقيادة مباراة الأسود ضد المحاربين؟ فقد بدا واضحا أن هذا الحكم ليس مؤهلا حتى لإدارة مباراة في بطولة هاوية بالقارة السمراء، بسبب أدائه السيئ في مباراتين سابقتين لكل من المغرب والجزائر، ويمكنكم أن تسألوا جمال شريف عن مستوى هذا الحكم... خلاصة القول أن السيد راجيندرا ليس إلا حكما هاويا، لم يصل إلى درجة النضج التي تسمح له بإدارة المباريات الدولية، فكيف أن يدير قمة إفريقية !!؟ سؤال على الاتحاد الإفريقي أن يجيب عليه. ليس الحكم الموريسي بيت القصيد فقط... بل إن مستوى التحكيم بإفريقيا هو ما يخلق قلقا في أذهاننا، لأننا معنيون بالانعكاسات التي قد تنتج عن شظايا سوء التحكيم تجاه فرقنا الوطنية التي تنافس بكل جدارة واستحقاق في البطولات الإفريقية، وليس الأمر حكرا على المنتخب الوطني للكبار أو الأولمبي... ولا أظن أنه يمكن إغفال ما يروج حول مساع كانت لدى المسؤولين في أفضل ناد إفريقي في أيامنا هذه، أتحدث عن مازامبي الكونغولي، لإرشاء طاقم تحكيمي مصري من أجل أن يواجه بطل إفريقيا ووصيف بطل العالم نادي الوداد البيضاوي في كأس عصبة أبطال إفريقيا، ورغم أن البعض يشكك في صحة هذا الخبر فإنه كما يقال: «لا يوجد دخان من دون نار». صحيح أن الأخطاء واردة لدى الحكام كيفما كانت جنسياتهم، وحتى أشهر الحكام بالعالم ارتكبوا أخطاء فادحة في مسيرتهم التحكيمية، ولن نذهب بعيدا فالمونديال الإفريقي كانت مناسبة لحدوث الأخطاء؛ لم يحتسب هدف لامبارد ضد الألمان رغم أن الكرة تجاوزت خط المرمى، إضافة إلى احتساب ضربات جزاء غير صحيحة في أكثر من مناسبة، لكن علينا أن نعي أنه لا يمكن للحكم المثالي أن يلام على خطإ واحد ارتكبه لنحاكمه على مستواه، بل تقييم أداء الحكم يأتي من منطلق حجم الأخطاء، والتي لا يجب أن تتكرر أكثر من مرة لأنها ستكون سلاحا يستخدم ضده، ولن ترحمه ألسنة المشجعين ورد فعل اللاعبين إن كان خطأه ذا أثر كبير في مباراة معينة، كما فعل بارساد أمام الأسود.