يمثل تعميم التمدرس والاحتفاظ بالأطفال في المنظومة التربوية إلى غاية نهاية مرحلة التمدرس الإلزامي رهانا كبيرا بالنسبة لإصلاح منظومة التربية والتكوين، ومن بين أولويات البرنامج الإستعجالي، وعلى الرغم من التقدم الواضح المسجل سواء على مستوى تزايد عدد المتمدرسين أو تحسين نسب التمدرس، فإن ظاهرتي التكرار والانقطاع عن الدراسة لازالتا تؤثران بشكل سلبي على تحسين مردودية نظامنا التعليمي، إضافة لانعكاساتهما الاجتماعية والاقتصادية السلبية على الفرد والمجتمع. ومنذ عدة سنوات، أولت الوزارة أهمية بالغة لظاهرة الهدر المدرسي حيث أصدرت عدة مذكرات في هذا الشأن «المذكرة رقم 118 بتاريخ 25 شتنبر 2003، المذكرة افطار رقم 79 بتاريخ 13 يوليوز 2004، المذكرة 137 الصادرة بتايخ 4 أكتوبر 2006»... تنص جميعها على اتخاذ مجموعة من التدابير للحد من هذه الظاهرة، كإرساء اليقظة التربوية وتفعيل أدوار خلايا اليقظة على مستوى المؤسسات التعليمية وتقديم الدعم التربوي والاجتماعي وكذا توفير الموارد البشرية التربوية لدخول مدرسي مبكر مع إشراك كل فئات الأطر التربوية والإدارية وهيئات المجتمع المدني في تحسيس المواطنين بأهمية المدرسة في تنمية وتطور الأشخاص والمجتمعات. وتفعيلا لمقتضيات النصوص والمذكرات المشار إليها أعلاه، تتجند المصلحة المختصة بهذه النيابة، من أجل حث مديرات ومديري جميع المؤسسات التعليمية على التعامل بمرونة مع القرار المنظم للدراسة وتفادي التسرع في فصل التلاميذ، وكذا على التعجيل بعقد مجالس الأقسام بالمؤسسات التعليمية قصد البث في طلبات التلاميذ المفصولين والمنقطعين عن الدراسة لمنحهم كلما أمكن ذلك، فرص أخرى للرجوع إلى الدراسة عبر مرحلتين: المرحلة الأولى التي تتم مباشرة بعد الانتهاء من أشغال مجالس الأقسام عند نهاية شهر يونيو، المرحلة الثانية خلال شهر أكتوبر وتهم إنقاذ جميع التلاميذ الذين فاتتهم الفرصة الأولى. ولمعرفة مدى مساهمة هذه العملية في التخفيض من نسب الهدر المدرسي بالنسبة للتلاميذ المفصولين والمنقطعين عن الدراسة برسم الموسم الدراسي 2009/2010، تم استثمار المعطيات المتوصل بها من جميع المؤسسات العمومية فكانت الحصيلة قبل عملية إرجاع التلاميذ كالتالي:سجلت نيابة الرباط خلال الموسم الدراسي 2009/2010 فصل 2567 تلميذا (منهم 894 تلميذة) وانقطاع 941 تلميذا (منهم 408 تلميذة)، أي ما مجموعه 3508 ما بين مفصول ومنقطع عن الدراسة، وذلك بالنسبة للأسلاك التعليمية الثلاثة (الابتدائي والثانوي الإعدادي والتأهيلي) وهو ما يمثل نسبة هدر 5.2% اعتبارا للعدد الإجمالي لتلاميذ التعليم العمومي الذي بلغ 67153 تلميذا حسب إحصاء يونيو 2010. أما نسب الهدر المسجلة بالنسبة لكل سلك قبل عملية إرجاع التلاميذ المفصولين والمنقطعين عن الدراسة فقد بلغت 0.5% بالتعليم الابتدائي و7.6% بالنسبة للتعليم الثانوي الإعدادي و 8.1% بسلك التعليم الثانوي التأهيلي. و تم إرجاع 1987 تلميذا من أصل 3508 تلميذ، أي بنسبة 57% من مجموع التلاميذ المفصولين والمنقطعين عن الدراسة نهاية الموسم الدراسي 2009/2010، وبهذا تم تقليص نسبة الهدر بنيابة الرباط بالأسلاك التعليمية الثلاثة بحوالي 3 نقط، حيث انخفضت هذه النسبة من 5.2% إلى 2.3%.