حل عدد من الصحفيين، عن منابر وطنية ودولية، مساء الجمعة الماضية، بمدينة مكناس، في رحلة سياحية لاكتشاف ما تزخر به المدينة والإقليم من مؤهلات سياحية، وذلك في إطار تظاهرة “أيام التأثير الإعلامي MEDIA IMPACT DAYS”، في نسختها الثانية، المنظمة من قبل المجلس الإقليمي للسياحة، بشراكة مع الجمعية المغربية للصحفيين وكتاب السياحة، ومهنيي قطاع السياحة بمكناس، من أرباب الفنادق والإقامات السياحية المصنفة ودور الضيافة، وبدعم من الشركات الفاعلة في المجال. وتمت استضافة الصحفيين، القادمين من تركيا، تونس، مصر، بلجيكا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، كرواتيا، أمريكا وصربيا ثم المغرب، بعدد من الفنادق والإقامات السياحية المصنفة ودور الضيافة المختلفة، حتى يطلع الصحفيون على مختلف الإقامات السياحية المتوفرة في المدينة، باختلاف معمارها وجودة خدماتنها المقدمة. وسخر المنظمون، عددا من الحافلات السياحية والمرشدين السياحيين، لأخذ الوافدين من ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية، في رحلة لاكتشاف جوانب من تنوع وثراء العرض السياحي الذي تزخر به العاصمة الإسماعيلية ومميزاتها العديدة. واطلع المشاركون على مكونات التراث الغني والتقليدي للمدينة وعمقها الحضاري ومواقعها الثقافية وإمكانياتها في قطاع السياحة والصناعة التقليدية، والتي ستعود لها جريدة بيان اليوم في روبورتاج مفصل، ضمن عدد قادم، لمشاركة القراء كل ما تزخر به المدينة وضواحيها من مؤهلات سياحية. هذا، وفي سياق متصل، استعرض رئيس المجلس السياحي المحلي لمكناس، عادل التراب، خلال ندوة صحفية، قبل انطلاق “أيام التأثير الإعلامي”، المقدرات الهائلة التي تعتد بها المدينة على الصعيد التاريخي وكذا على مستوى التنوع البيئي والمناظر الساحرة التي تجعل منها وجهة سياحية قائمة الذات. وسجل أن مكناس تشكل متحفا مفتوحا على السماء من خلال مآذنها المائة وأبوابها التاريخية التي تناهز سبعين بابا، ومعالمها العريقة وقصورها البديعة مذكرا بأن إقرار مكناس تراثا للإنسانية من قبل اليونسكو عزز صيت الحاضرة الذي تجاوز الحدود. ومن جهته، ذكر أحمد الخمليشي المندوب الإقليمي للسياحة بهوية مكناس كملتقى حضاري وبؤرة ثقافية ذات مؤهلات كبرى مادية ولامادية. وتوقف الخمليشي عند الرصيد السياحي القروي والطبيعي المحلي مشيرا الى فضاءات المدينة الطبيعية الجاذبة للسياح ومقومات السياحة القروية في العمق المجالي للإقليم وثراء المنتوجات المحلية وكذا المعرض الدولي للفلاحة الذي يستقبل كل عام حوالي مليون زائر فضلا عن مراكز سياحية واعدة. وبخصوص الحركية السياحية في 2019، أورد الخمليشي أن عمالة مكناس تتوفر على 76 مؤسسة سياحية مصنفة بطاقة إيواء تناهز 4080 سريرا. وكممثل لجماعة المشور مكناس، أكد محمد رؤوف الاسماعيلي أهمية الاتفاقية الإطار التي تم التوقيع عليها في أكتوبر 2018 بمراكش تحت رئاسة جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة برنامج إعادة تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لمكناس، مشيرا إلى أن جميع المعالم التاريخية من فنادق وجوامع تعرف تغييرا ملموسا. غير أنه اشار الى أن الحاضرة الاسماعيلية تظل “مدينة عبور” رغم ثراء مقدراتها السياحية. وكانت الجلسة الافتتاحية للتظاهرة قد عرفت تقديم برنامج إعادة تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لمكناس، والذي يهم المعالم التاريخية الأساسية للمدينة من خلال ثلاث محاور تشمل المعالم التاريخية والمرائب ثم الولوجية والتنشيط الاقتصادي. وينتظر أن يمكن هذا اللقاء المشاركين من استكشاف التراث المادي واللامادي لمكناس وذاكرتها الامبراطورية العريقة ومجالاتها القروية المتنوعة وثراء صناعاتها التقليدية ومنتجاتها المحلية. وتمحور اللقاء حول عرض الجهود التي يبذلها المجلس المحلي للسياحة بمكناس في مجال الترويج للوجهة وتقديم الآليات التواصلية الجديدة للمجلس. ومن خلال عروض موضوعاتية ونقاشات يؤطرها باحثون ومختصون في القطاع السياحي، يعد اللقاء مناسبة لزيارة المدينة والوقوف على ورش واسع وطموح لإعادة تأهيل المدينة العتيقة وتثمينها، في أفق النهوض بمستوى عيش الساكنة والحفاظ على الطابع العمراني والحضري وتثمين التراث المادي واللامادي للحاضرة الإسماعيلية. من جهة أخرى، يشار إلى أنه تم رصد المغرب 80 مليار سنتيم من أجل تأهيل المدينة العتيقة مكناس، من خلال برنامج يمتد على أربع سنوات (2019-2023) ويتضمن عدد من المشاريع، من أبرزها إعادة تأهيل 4 مواقع تاريخية: قصر المنصور، صهريج الصواني، بلقاري، قارا، وأيضا إعادة تأهيل 14 بابا تاريخيا: باب المنصور، باب لخميس، بوابة برد عين، بوابة جامع الأنوار، باب الرايس، باب و برج بني محمد، باب الدار الكبيرة… ومن بين المشاريع أيضا تثمين ساحة الهديم و ساحة المشور، ترميم الأسوار العتيقة على طول 12 كيلومترا، وترميم المدارس العتيقة الفيلالية وبوعنامة، ثم ترميم مسجد لالة عودة، وترميم 4 أربع أبراج عتيقة، إضافة إلى ترميم 8 سقايات. ويتضمن البرنامج أيضا إعادة تأهيل 7 فنادق عتيقة: السلطان، النجارين، الزبادي…، إحداث 4 مسارات للجولات السياحية، إنجاز مشاريع للقرب (مركزين للنساء و قاعة للعروض)، تحسين عملية تدبير 3 مواقف السيارات: باب الرحى، ساحة زين العابدين، ساحة غرف الصناعة التقليدية.