شكل موضوع سبل تعزيز الوجهة السياحية لمدينة مكناس والترويج لها محور اللقاء الذي نظمه المجلس الإقليمي للسياحة على مدى يومين بمكناس.وقد مكن هذا اللقاء من مناقشة أبرز تحديات المدينة على المستوى السياحي كما تم تقديم و الوقوف على ما تختزنه هذه المدينة من مؤهلات سياحية من اجل إعادة الاعتبار اليها وتأهيلها حتى تستجيب لانتظارات وتطلعات السياح والمهنيين على حد سواء. وفي الوقت الذي تمت برمجة غلاف مالي بقيمة 800 مليون درهم, لتأهيل المدينة العتيقة, فإن البنيات الأخرى, لاسيما على مستوى الفنادق وفضائات الاستقبال تظل ضعيفة إذا ما قورنت بحجم مدينة كمكناس. ولتأكيد مكانة المدينة السلطانية تاريخيا وحضاريا وإنسانيا،اختارت الجامعة الدولية للصحافيين وكتاب السياحة تنظيم مؤتمرها الدوري بهذه المدينة وذلك تحت شعار "أيام الإعلام المؤثر بمكناس"، إيمانا منها بما تحمله مكناس من إرث حضاري وإنساني,وهو ما يطرح السؤال التالي, لماذا تغيب مكناس على الساحة الدولية كوجهة سياحية إسوة بمراكش وأكاديرمثلا؟ وفي هذا السياق،قال التيجاني الحداد،رئيس الجامعة الدولية للصحافيين وكتاب السياحة في كلمة له بالمناسبة على أنه سعيد جدا بتواجده بمكناس التي قال عنها إنه لم يقع الاختيار عليها لاحتضان اشغال الاجتماع الدوري للجامعة من فراغ،بل يؤكد الحداد على أن ما تزخر به المدينة من مؤهلات سياحية وثقافية هو الذي أهلها للم شمل أعضاء الجامعة. واعتبر المسؤول على أن الهدف من اختيار مكناس هو التعريف بالسياحة المستدامة التي تتجلى في الموروث الطبيعي والبيئي الذي تحفل به المدينة،هذا إلى جانب التحفيز على إحياء تراث المدينة التي تحترم البيئة وتشجع على خلق مناصب الشغل لفئات عديدة من شباب المدينة. من جانبه،قال نجيب الصنهاجي،رئيس الجمعية المغربية للصحافيين وكتاب السياحة،على أن المدينة الاسماعلية تعد صرحا تاريخيا غنيا تشهد عليه مختلف المعالم التي تتواجد بها والتي ينفح منها عبق تاريخ إمبراطورية عظيمة بلغ صداها أقاصي الدنيا.ولربط الماضي بالحاضر،ومن أجل وفي سياق دينامية الطفرة السياحية بالمدينة،قدم الصنهاجي تطبيقا جديدا متوفر على الهواتف النقالة بمثابة دليل الكتروني يمكن لكل راغب في زيارة المدينة أن يحمله لكي يطلع على كل ما سيحتاج إليه لزيارة المدينة. الحديث عن مكناس سياحيا يقتضي أيضا الحديث عن البنيات التحتية التي تتوفر بالمدينة وكذا آفاق تحسين العرض السياحي لخلق مزيد من الجاذبية لمكناس. وفي هذا الإطار، وبالأرقام، أبرز المندوب الجهوي للسياحة بمكناس،أحمد الخمليشي،في كلمته على أن مدينة مكناس سجلت ارتفاعا ملحوظا على مستوى السياح الذين قاموا بزيارتها حتى نهاية 2019.إذ بلغ عددهم 167.945 الف سائح،وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 5 في المائة مقارنة مع السنة الماضية.أما على مستوى وحدات الايواء،فأكد المسؤول ان المدينة تتوفر على 76 فندقا مصنفا بطاقة استيعابية تناهز 4031 سرير إضافة إلى دور الضيافة، ويعمل بالمدينة قرابة 86 مرشدا سياحيا.أما فيما يتعلق بمناصب الشغل،فقد تمكن القطاع السياحي من خلق ما يناهز 7500 منصب شغل مباشر و حوالي 2000 منصبا غير مباشر.وفيما يخص الاستثمارات الفندقية،فأكد المندوب الجهوي على أنه ينتظر افتتاح 11 مشروعا فندقيا بطاقة استعابية تبلغ 1042 سريرا وبغلاف مالي إجمالي يصل إلى 193 مليون درهم. هذا بالإضافة الى ان هناك 7 مشاريع فندقية قيد الدراسة بطاقة استيعابية تصل إلى 480 سريرا ستكلف استثمارات تقدر ب142 مليون درهما. الى ذلك قال إسماعيل العلوي،المدير المساعد بوكالة تأهيل فاس،في مداخلته على أن المدينة دخلت خلال الفترة الماضية مرحلة مهمة ستغير وجهها وذلك ضمن برنامج تاهيل المدينة برسم مخطط 2019/2023. وستوجه الاستثمارات المرصودة و البالغة 800 مليون درهما إلى عملية تأهيل وتثمين المدينة العتيقة للعاصمة الإسماعيلية وذلك في إطار الاتفاقيات التي وقعت أمام جلالة الملك في أكتوبر من سنة 2018. وقد تم توزيع مشروع تأهيل المدينة العتيقة على محاور ثلاث.الأول يهم إعادة تأهيل القصور والمعالم التاريخية للمدينة والأبواب التاريخية للمدينة العتيقة والقصبات والساحات التاريخية والأسوار والحصون التاريخية والمدارس العتيقة و الابراج والسقايات التاريخية.فيما يهم المحور الثاني تحسين الولوج والسير بالمدينة العتيقة بمكناس وكذا المرائب.أما ثالث المحاور،فيهم جانب تحسين الجاذبية السياحية والاقتصادية وترميم وإعادة توظيف الفنادق والقيساريات العتيقة وإحداث مدارس سياحية وتجهيزات القرب. كل هذا جميل ومهم و من شأنه ان يعيد الاعتبار الى مكناسة الإسماعيلية التي تزخر بمؤهلات سياحية وثقافية ضاربة في التاريخ والتي تحتاج اليوم إلى نهضة حقيقية وإرادة قوية من كل أبنائها ومسؤوليها لكي ينفض عنها الغبار الذي يعلوها.