بكلمات شاعرية ونص مؤثر، أعلن نائب رئيس اتحاد كتاب المغرب الشاعر ادريس الملياني انسحابه من المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب واللجنة التحضيرية الموسعة للمؤتمر الوطني الاستثنائي. انسحاب الملياني جاء بعد دعوة كان قد وجهها قبل أيام لعقد اجتماع طارئ لما تبقى من أعضاء المكتب التنفيذي للبحث عن سبل للخروج من الأزمة الخانقة وحالة الجمود التي يعيشها الاتحاد منذ إجهاض مؤتمره التاسع عشر الذي كان من المقرر أن ينعقد يونيو 2018. وبعدما عبر عن اعتزازه بعضويته القديمة في اتحاد الكتاب، أدان الملياني بعض الممارسات التي تتم داخل هذه المنظمة، والتي قال إنها حولت الاتحاد من «تحاب الكتاب» إلى اتحاد أحقاد كتاب المغرب». الملياني وفي بلاغ انسحابه، قال إن «على من أجهضوا مؤتمر طنجة أو أفشلوه وشلوه أن يتحملوا مسؤوليتهم أمام هذه المنظمة العتيدة والعنيدة والشهيدة وحالها ومآلها وأمام التاريخ».. وفيما يلي نص انسحاب ادريس الملياني: مباشرة، بعد تنحي رئيس اتحاد كتاب المغرب، وجد نائبه نفسه مضطرا إما إلى الانسحاب، أو الاستمرار مع باقي جنود المكتب التنفيذي، والإصرار على إنجاح المؤتمر الاستثنائي، إلى جانب اللجنة المنتدبة من المؤتمر المجهض. وقد بذل نائب الرئيس أقصى جهوده لتفعيل القانون، ودوره “الفودفيلي” – على حد تعبيره أمام اللجنة الموسعة – وذلك بالدعوة إلى اجتماع من تبقى من جنود المكتب التنفيذي، واتفاق من حضر منهم على الاستمرار نفسه والإصرار ذاته، على حد تعبير البلاغ الصادر حينها باسم نائب الرئيس. وعلى إثر ذلك جاءت الخطوة التالية بمبادرة منه أيضا للاجتماع مع اللجنة المنتدبة، فاقترح، بعد استشارات كثيرة، إسناد رئاستها إلى أحد حكماء الاتحاد، القدامى، المحايدين، الذي لم يدر الاجتماع، إلا بعد أن افتتحه وترأسه وأداره وسيره نائب الرئيس، وألقى على مسامع الحضور الكرام، من بعض الرؤساء السابقين وكتاب بعض الفروع، كلمة طويلة “مؤثرة” باعتراف الجميع أو الرئيس المقترح على الأقل، وتغاضى بالتالي عن صياغة البلاغ المغرضة، بدعوى عدم الشخصنة. وهنا تجدر الإشارة والإشادة أن انضمام من تبقى من جنود المكتب التنفيذي، ونائب الرئيس، الذي عارض في البداية توسيع اللجنة المنتدبة، لا يعني شرعا وقطعا وطبعا انعدام دوره قوة وفعلا. ومن هناك، وحتى هنا والآن، قام نائب الرئيس، بكل تفان وإخلاص ونكران ذات، بدوره “الفودفيلي”- كما سماه منذ البدء- في جميع العمليات والاجتماعات السابقة واللاحقة، وعلى سبيل المثال، في “افتح وأغلق يا سمسم” لباب المقر، أو اقتراح الأسماء المضافة، أو ختم بعض الرسائل، أو نشر البلاغ، أو المسعى لعقد الاجتماع بالخزانة الوطنية وهلم جرا… ولكن خواتم الأمور لم تفض إلا إلى المزيد من الانتظارات والانسحابات والغيابات، المتتالية لكثير من قادة “اللجنة التحضيرية الموسعة” بغض النظر عن الاختلاف في سندها الشرعي من عدمه. وغني عن البيان أن نائب الرئيس يعتز بعضويته القديمة جدا في اتحاد تحاب الكتاب، منذ أيام الطلب الجامعي، بفاس، وعضويته وهو بعد طالب في مكتبه المحلي، وفي فرع الاتحاد البيضاوي، ومكاتبه المركزية والتنفيذية، في ولايات كثيرة، وفي القيام بجميع المهام الجسام المسندة إليه، طوال عقود، بفضل ما سماه في أكثر من مقام ومقال بانتخاب التحاب مع كتاب الاتحاد جميعا أو تقريبا، قبل أن يتحول مع شديد الأسف والقرف والغثيان إلى اتحاد أحقاد كتاب المغرب. ومن هنا يعلن نائب الرئيس، عدم تنحيه عن محبيه وعدم تخليه عن اتحاد تحاب الكتاب، بل عن انسحابه من المكتب التنفيذي واللجنة التحضيرية الموسعة، المنتهية صلاحيتهما معا. وعلى من أجهضوا مؤتمر طنجة أو أفشلوه وشلوه أن يتحملوا مسؤوليتهم أمام هذه المنظمة العتيدة والعنيدة والشهيدة وحالها ومآلها وأمام التاريخ إذا لم يكن يدون ويحسن إلا الإملاء ويقول نائب الرئيس أخيرا من خلال هذا الالتفات البلاغي: إذا ما أجرمت في كل ذلك سامحونا رجاء!.. في القطار والطريق إلى الديار: الأحد “الأسود” 22 دجنبر 2019