استحضرت "اللجنة التحضيرية الموسّعة" للتحضير للمؤتمر الاستثنائي لاتحاد كتّاب المغرب "الصعوبات التنظيمية التي يجتازها اتحاد الكتّاب، خاصة بعد استقالة رئيسه وانسحاب عدد من أعضاء مكتبه التنفيذي". كما ثمّنت اللجنة نفسها، في بلاغ لها بعد اجتماع عقد بمقر الاتحاد، "الدعوة إلى اللقاء الذي يعكس حرصا كبيرا على الحفاظ على هذه المؤسسة الثقافية التي لعبت أدوارا ريادية في تشكيل الثقافة المغربية الحديثة". اللقاء، الذي جرى "في جو من التآخي والتوافق على البحث عن أجوبة للسؤال التنظيمي الذي يطرح بإلحاح على أعضاء الاتحاد"، اتفق فيه المتدخلون، حسب البلاغ نفسه، على "تأجيل المحاسبات والخوض في القضايا الأخرى إلى ما بعد المؤتمر الاستثنائي المقبل"؛ لأن "الهدف من اجتماع اللجنة التّحضيرية تحديد الخطوات العملية التي تعيد المنظمة إلى العمل الثقافي بالزخم الذي كانت عليه على مر العقود". وذكر المصدر نفسه أن "النقاش، الذي اتسم بعمق كبير في تحليل وضعية الاتحاد ونمّ عن إحساس كبير بالمسؤولية الملقاة على اللّجنة التحضيرية الموسعة بالنظر إلى المرحلة العصيبة التي يمر منها الاتحاد، قد خلص إلى أن يتضمن جدول أعمال اجتماع للجنة التحضيرية الموسّعة المقبل "عرض ومناقشة التعديلات المقترحة على القانون الأساسي للاتحاد، وعرض ومناقشة تقرير اللجنة المالية والإدارية، وانتخاب رئيس اللجنة التحضيرية الموسعة، وتحديد مكان وزمان انعقاد المؤتمر الاستثنائي". وسجّلت اللجنة التحضيرية، في بلاغها، أن الاجتماع، الذي جمع أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد، وأغلبية أعضاء اللجنة التحضيرية المنبثقة عن المؤتمر، ورؤساء الاتحاد السابقين: محمد برادة، ومحمد الأشعري، وحسن نجمي، وبعض كتاب الفروع، قد سادهُ "روح التعاون وحسن الإرادة"، و"أجمع حاضروه على الحاجة إلى الاتحاد الذي ظل يدافع عن ثقافة وطنية تكرّس التسامح وتؤمن بالاختلاف والتعدّد، وتسهم في الحوار العمومي المتعلق بترسيخ الخيار الديمقراطي الحداثي في البلاد"؛ وهو ما يعكس، حسب المصدر نفسه، "تصميما جماعيا على الحفاظ عن المنظمة إطارا للكتاب المغاربة". حسن مخافي، أحد الموقّعين على البلاغ بتفويض من اللجنة التحضيرية الموسّعة، قال إن كل الحاضرين، الذين بلغ عددهم ما يقارب 50 فردا، أبانوا عن "إرادة قوية من أجل تجاوز هذه المرحلة التي تبدو في الظاهر مشكلا تنظيميا؛ ولكنها في الباطن مشكل رؤية، أي كيف يريد الكتّاب المغاربة أن يروا هذا الاتحاد؟ وما الأدوار التي يمكن أن يقوم بها في ظل المستجدات الثقافية والبدائل الإعلامية الرقمية؟". وذكر مخافي أن "الأمر الأهم" الذي حرّك أعضاء اللجنة التحضيرية هو أن اتحاد كتّاب المغرب "في مشكل وجودي هو: هل يكون أو لا يكون"، ومن أجل تجاوز هذا المشكل ينبغي أولا، حسب المتحدّث، "إرساء الأجهزة المسيّرة داخل الاتحاد التي من بينها مكتب تنفيذي جديد، ورئيس جديد، ومجلس إداري جديد، وبعد اكتمال هيكلة الاتحاد يمكن مناقشة القضايا العامة التي لها طابع فكري أكثر من ما هو طابع تنظيمي". وأضاف الأكاديمي أن اللجنة التحضيرية قد ارتأت أولا "أن تعيد اتحاد كتّاب المغرب إلى السكّة"، ثم تتمّ مناقشة القضايا الكبرى، من قبيل: "شكل اتحاد كتّاب المغرب، ودوره في المجتمع المغربي، ودوره في الثقافة المغربية، ودوره في الارتقاء بالكاتب المغربي والدفاع عن حقوقه".