أصيب متابعو برنامج المواهب العربية Arabs Got Talent الذي يُعرض على MBC4 كل يوم جمعة في تمام الساعة 06:00 مساء بتوقيت جرينتش. بصدمة عنيفة بالنظر الى النتائج التي أسفرت عنها والتي أكدت سوء الاختيار وسيادة العواطف النزعة الاقليمية دون اعتبار للموهبة والتميز، تطور غير مستحب شهدته الحلقة 11، من برنامج Arabs Got Talent، عندما تم اقصاء المتسابق المغربي في رقص «الهيب هوب» عبد الملك البلجاني الذي أدهل الجميع بعرض من مستوى عالي جدا لدرجة أن النجمةَ نجوى كرم (عضو لجنة التحكيم) طلبت منه مشاركتها أحد كليباتها الغنائية قريبا. عبد الملك البلجاني المغربي الذي استطاع أن يفرض فنه وموهبته على الجميع، بعد أن نال استحسان لجنة التحكيم خلال المرحلة التمهيدية، إلى درجة جعلت نجوى تطلق عليه لفظ «الملك»، لكنه هذه المرة أذهل الجميع بتحركاته المرنة المتقنة السريعة على خشبة المسرح بمصاحبة الموسيقى التي جاءت غربية في أولها، شرقية في آخرها، لتضيف تنوعا ضاعف من رصيد البلجاني لدى الجميع. كلمات نجوى كرم بعد نهاية عرض عبد الملك الأخير حملت مزيجًا من الانبهار والإعجاب حينما قالت له: «حسيت إنك قدمت لنا فكرة.. بدي إياك تكون معاي بالفيديو كليب اللي جاي.. لأنه ما بين الشرقي والغربي أشعرتنا بالنشوة الغامرة، انت إنسان خطير يا ملك». عمرو أديب من ناحيته أمسك بالميكروفون، وقال مخاطبًا البلجاني: «يا ابني انت عالمي، محترف، هايل، اوعى حد يقولك إنك ما بتعرفش ترقص، وأعجبني الجزء الشرقي في الموسيقى، انت جعلت الراب يتكلم عربي». نتائج الحلقة 11 جاءت مخيبة للأمل وفي ها الكثير من التجني والزيغ عن الموضوعية وهو ما أطلق العديد من ردود الفعل الغاضبة من طرف الجمهور على صفحتي البرنامج في الفايس بوك وتويتر، وكل ردود الفعل هذه تلتقي في الاعتقاد أن المغربي عبد الملك البلجاني الراقص الظاهرة، والكويتي باسل الدوسري، كانا الأحق بالتأهل، وهذا لا ينقص من قيمة لجنة التحكيم التي كانت جد قوية في شقها الفني «نجوى كرم» وفي شقها الأكاديمي «علي جابر» أو الاعلامي مع «عمرو أديب»ذلك لأن تبرير الحيف يتعلق برأي الجمهور. وتجدر الاشارة الى أن حلقة الجمعة الماضية كانت عالية المستوى مقارنة بباقي الحلقات وشهدت مشاركات قوية الى جانب أخرى تألقت في الدورة الأولى لكنها جاءت مخيبة للأمل خلال الحلقة الماضية، الفيحاء مثلا كانت أقل مستوى عن مشاركتها الأولى ومع ذلك مرت للدور النهائي، والكويتي لمحيميد مغني الأوبرا الذي حاول أن يرقى بمشاركته عير قطعة للتينور بوتشيلي لكنها كشفت العديد من العيوب في أداءه وأدت الى اقصاءه عن حق، وفرقة توفا ريتم المغربية أيضا سقطت في امتحان الحلقة الماضية وكان ضوءها خافتا وايضا اقصيت عن حق، لكن وللحقيقة يجب أن نشهد للمغربي عبد الملك أنه عبقري ومبتكر وكذلك للدوسري لأنه عبقري ومبتكر كذلك وهما رائدان في مجالين فنيين ناذرين وقدما للمشاهدين فنا قل نظيره في الدول العربية وكانا اجدر بالتشجيع، مشاركتان من مستوى عالمي وراقي يتم اقصاؤهما ظلما في الحلقة الأخيرة ولعل هذا سينقص من قيمة برنامج ويؤثر على مصداقية نتائج أراب غوت تالنت، ويؤكد من جديد أن الديمقراطية والعدالة لا تستقيمان عربيا حتى على مستوى الترفيه.