لقد ترددت عن الكتابة بدءا من العنوان الذي يحمل أكثر من معنى، إن تصرف بعض لاعبينا بإقدامهم على حركة غير أخلاقية وغير رياضية تنم عن عقلية متخلفة وتهكم واحتقار للجمهور الذي يتحمل مشاق التنقل لمتابعة أطوار مباريات كرة القدم تحت حرارة الشمس وتهاطل الأمطار. تكرار مثل هذه الحركات من طرف لاعبين نذكر نذكر أنديتهم فقط والتي تعتبر مدارس للتربية المثالية والأخلاق الفاضلة، أندية أنجبت نجوما تحفظهم الذاكرة المغربية، نجوما تعدى صيتهم الوطني، أندية رفعت راية الوطن خفاقة خلال عدة تظاهرات قارية وعربية ودولية (الرجاء البيضاوي، الدفاع الحسني الجديدي، أولمبيك اخريبكة، والاتحاد القاسمي) وربما تكون الظاهرة شملت ملاعب وأندية أخرى لم نسجلها. إن اللاعب الذي يقوم بهذه الحركة تجاه الجمهور، لا يقدر مسؤولياته وواجباته كلاعب ممارس ويحترم جمهورا قدم لمؤازرة ومساندة ودعم فريقه ماديا بل مساهماته في الحركة الرياضية ككل. إن تألق اللاعب يكمن في استقامته وانضباطه لأن الأخلاق هي الرياضة كلها. لقد عرفت هذه الأندية لاعبين كبار أبلوا البلاء الحسن بفضل كدهم وتعبهم وكانوا دائما قدوة في الأخلاق والاستقامة وحتى هؤلاء الذين أبحروا لمعانقة الإحتراف منهم. فمثل هذه الحركة المتمثلة في خلع الملابس تجاه الجمهور. حركة غريبة على قيمنا وأخلاقنا وتشوه سمعة فاعلها، فالجمهور الذي تؤمه تلك الملايين من البشر مولوع بحب الكرة والتفرج على أطوار مبارياتها فكيف يحق للممارس أن يكافئه بحركة مخلة للآداب والأخلاق. إن حماس وتشجيع الجمهور هو الذي يدفع باللاعب للخلق والابداع كما أن شعلته الحرارية يتداول اسمه قد تدفع من قيمته. وبدون شك أن العديد من اللاعبين العالميين وصلوا الى ما وصلوا اليه اعتمادا على تقنيتهم ولياقتهم البدنية لولا أخلاقهم واستقامتهم وتشجيع الجمهور الذي أضفى عليهم ألقابا كثيرة ونفخ فيهم روح الحماسة وحفزهم على البدل والعطاء لترتفع بورصتهم. والغريب أن مثل هذه التصرفات المخلة بالأخلاق كثرت في الدورات الأخيرة عندما كانت مواعد الاحتراق والفرحة ليتأكد أن عقلية الهاوي تبقى هاوية رغم كل الظروف التي تحف بالميدان. فالرياضة أخلاق، ومن الواجب على ممارسيها أن يتحلوا بهذه الأخلاق خصوصا ممارسي كرة القدم على وجه الخصوص والتي تستقطب كما هائلا من الجماهير، وليس معناه أننا نستثني رياضات أخرى، فالأخلاق واجبة في أية ممارسة، وأخيرا نهمس في آذان من ارتكبوا هذه الحماقات أن استقامتهم وأخلاقهم تسبق في مصافها ممارستهم.