... أثارت تصرفات بعض لاعبي فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم بعد هزيمتهم يوم الجمعة الماضي بهدف نظيف من ضربة جزاء (د82) أمام الهلال السعودي استياء منظمي بطولة النخبة الدولية الثالثة المقامة حاليا في مدينة أبها السعودية. ورغم الطابع الودي للمباراة إلا مدرب الفريق الأحمر دوسانطوس وبعض اللاعبين خرجوا عن النص وقاموا بتصرفات لا رياضية محاولين التهجم على الحكم السعودي إبراهيم عباس بعد إعلانه نهاية اللقاء بفوز الفريق السعودي بهدف للاشيء. وقد اتهم عميد فريق الهلال أسامة هوساوي لاعبي فريق الوداد البيضاوي باستخدام ألفاظ غير لائقة وخارجة عن الروح الرياضية أثناء مباراتهم. وقال هوساوي في تعليقه على بعض الأحداث التي شهدتها المباراة أنه لا يعرف سبب توتر لاعبي الوداد، خاصة أن المواجهة كانت مجرد لقاء أشبه بالودي. ويبقى التصرف الذي أثار اشمئزاز الجميع ليس في السعودية وحسب بل في المغرب أيضا هو عربدة لاعب الوداد محمد بركات في رقعة الملعب وفي طريقه إلى مستودع الملابس حيث قام بالبصق على الجمهور ورمى إحدى الكرات تجاههم تعبيرا منه عن عدم رضاه على الهزيمة. هذا التصرف لم يتقبله رئيس الفريق الأحمر عبد الإله أكرم فقرر في خطوة محمودة ومطلوبة في مثل هذه المواقف إعادة بركات فورا إلى المغرب مشيرا إلى أهمية ظهور فريقه بالروح الرياضية التي تعد أساس نجاح الأندية. ولم ينفع اللاعب «الهائج» بركات اعتذاره للجماهير السعودية واعتبار تصرفه بغير المقصود نتيجة حماسه الزائد، في ثني اللجنة المنظمة للبطولة عن معاقبته بإيقافه مباراة واحدة . تصرف اللاعب بركات ومدربه دوسانطوس وبعض اللاعبين الآخرين مثل عبد الرحمان لمساسي لم يكن له أي مبرر حتى وإن أخطأ الحكم في احتساب ضربة جزاء لصالح الهلال السعودي وتغاضى عن أخرى لصالح الوداد عندما أسقط اللاعب أحمد أجدو داخل المربع الهلالي.. وإذا كان الحال عليه في مباراة ودية فكيف سيكون عليه في مباراة رسمية دولية؟.. وأيضا ماذا ستقول المنتخبات التي عانت من ظلم التحكيم في مونديال جنوب إفريقيا .. هل قامت بنفس ما قم به لاعبو الوداد؟ بالطبع لا فقد تحلت بالروح الرياضية.. إذن هي الهواية التي لا زالت «تعشعش» في عقول لاعبينا. وتعد هذه الواقعة درسا مفيدا للأندية الوطنية التي تشارك في الدوريات والبطولات الخارجية الودية، إذ عليها إدراك أنها تمثل بلدا بأكمله ومطلوب منها تشريف سمعته عن طريق التحلي بالروح الرياضية والأخلاق العالية. وبالعودة إلى أطوار المباراة فقد شهدت فوضى عارمة بسبب الحضور الجماهيري الكثيف (حوالي 25 ألف مشجع- رقم قياسي) وضعف الحضور الأمني ما تسبب في إيقاف المباراة لأكثر من أربع مرات بعد نزول بعض الجماهير الهلالية إلى أرضية الملعب الشيء الذي كان يكسر إيقاع المباراة أكثر من مرة. وقد سجل هدف المباراة الوحيد لصالح الهلال اللاعب الروماني ميريل رادوي من ضربة جزاء حصل عليها زميله البرازيلي تياغو نيفيز، هذه الضربة اعترض عليها الوداديون بشدة بحجة أنها خيالية، وأعاد حكم اللقاء إبراهيم عباس الضربة ثلاث مرات لدخول اللاعبين منطقة الجزاء قبل تنفيذها. وتبادل الطرفان الهجمات والهجمات المضادة أخطرها كانت للفريق السعودي الذي وجد الحارس كريم فكروش يقظا بتصديه للعديد من المحاولات. وبهذه النتيجة تساوى الهلال مع الوداد بثلاث نقاط بعد أن فاز الأخير يوم الأربعاء علي سانتوس البرازيلي في افتتاح الدورة على أن الفريق السعودي سيواجه اليوم فريق سانطوس لتأكيد تأهله إذ يكفيه التعادل فقط للعبور إلى دور نصف النهاية وهي النتيجة التي تؤهل فريق الوداد إلى الدور ذاته. وفي تصريح له عقب نهاية اللقاء أبدى مدرب الوداد البرازيلي دو سانطوس رضاه على ما قدمه فريقه أمام الهلال مبرزا أن فريقه سنحت له العديد من الفرص ولم يستثمرها المهاجمون بالشكل المطلوب. وأضاف أن هزيمة الوداد لم تكن متوقعة نظرا للحالة الفنية والتكتيكية التي خاض بها اللقاء، إلا أن الأحداث الجانبية وإيقاف اللقاء لخمس مرات بسبب الجماهير والأخطاء التحكيمية حرمت فريقه من ترجمة جميع الفرص إلى أهداف، مؤكدا بأن فوز الهلال في اللقاء المقبل أمام سانطوس هو الأمل لفريقه للبقاء في المنافسة، وستمنحهم فرصة للتأهل للدور القادم , وفي حال لم يحالفهم التوفيق فأوضح انهم كسبوا وجوها جديدة ولقاءات من العيار الثقيل.