تستعد أنقرة لترحيل جهاديي داعش إلى المغرب بعد أسرهم في ساحة القتال بسوريا، أو إلقاء القبض عليهم في المراكز الحدودية لتركيا، وذلك في إطار عملية ترحيل موسعة تشمل جميع الجهاديين من مختلف الدول الأوروبية والمغاربية. وتباشر السلطات التركية، منذ بداية الأسبوع الجاري، عملية ترحيل الجهاديين، حيث قامت بترحيل ثلاثة جهاديين أجانب، في الوقت الذي تستعد فيه إلى ترحيل أكثر من 20 أوروبيا بينهم فرنسيين وألمان إلى البلدان التي وصلوا منها. غير أن هذه الخطوة التي أقدمت عليها تركيا قابلتها سلطات بعض الدول، من بينها الأوروبية، بالرفض وهو ما اعتبرته أنقرة تهربا من استعادة هذه الدول لمواطنيها الذين انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية في سورياوالعراق، ومباشرتها عملية إسقاط الجنسية عن عدد منهم تهربا من عودتهم واستقبالهم فوق أراضيها. وكشفت وزارة الداخلية التركية أنها قامت بترحيل مواطن أميركي وآخرين دنمركي وألماني، أول أمس الاثنين، كما أنه من المرتقب أن يتم ترحيل سبعة مواطنين ألمان آخرين يوم غد الخميس، بينما يجري العمل على ترحيل 11 فرنسيا، وايرلنديين اثنين وألمانيين آخرين على الأقل، بحسب المصدر ذاته. وأتت عملية الترحيل بعد إعلان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو خلال الأسبوع الماضي، أن الأمن التركي في قبضته 1200 جهادي أجنبي من تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى أن تركيا أسرت 287 عنصرا خلال عمليتها العسكرية الأخيرة في شمال سوريا. وتشمل خطوة الترحيل أيضا الجهاديين المغاربة الذين انتقلوا إلى ساحات القتال في سورياوالعراق، حيث وصل عددهم 1659 مغربيا منهم 1060 مقاتلا في صفوف داعش. وكان قد كشف بوبكر سبيك، المتحدث باسم المديرية العامة للأمن الوطني، أن 742 مغربيا جهاديا قتل في ساحات القتال، 87 منهم قتلوا في ساحة الحرب في سوريا، والباقون في العراق، بالإضافة إلى أن 260 مغربيا عائدا من بؤر القتال، تم تقديمهم أما العدالة. وذكر تقرير لوزارة الداخلية المغربية قدمته بالبرلمان أن السلطات المختصة، باشرت خلال شهر مارس الماضي، ترحيل مجموعة تضم ثمانية مواطنين مغاربة، كانوا يتواجدون في مناطق النزاع بسوريا، وذلك في إطار المساهمة في الجهود الدولية المرتبطة بمكافحة الإرهاب. وخضع المغاربة المرحلون من مناطق النزاع بسوريا، وفق التقرير، إلى “أبحاث قضائية من أجل تورطهم المحتمل في قضايا مرتبطة بالإرهاب، وذلك تحت إشراف النيابة العامة المختصة”. وفي هذا الصدد، تعبر وزارة الداخلية المغربية عن تخوفها وقلقها من عودة المقاتلين ضمن التنظيمات الإرهابية في بؤر التوتر إلى المغرب، لاسيما وأن هذه التنظيمات الإرهابية تدعو مقاتليها إلى التسلل إلى البلدان الأصلية، لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الاستقرار، وتشجع على إحياء خلايا نائمة لإحياء ما يسمى بخلافة داعش. وكشف تقرير وزارة الداخلية ، أن “الجهود المبذولة خلال سنة 2019، مكنت حتى متم شهر أكتوبر الماضي، من تفكيك 13 خلية إرهابية، كانت تعد لارتكاب أعمال إجرامية تستهدف أمن وسلامة المملكة، أو الدول الصديقة، وتجند شبابا مغاربة للقتال في المناطق التي تنشط فيها الجماعات المتشدد”.