فسح إعلان عبد الله غلام التخلي عن الرئاسة النقاش في فريق الرجاء حول البديل... وجاء ذلك مباشرة بعد الدورة الأخيرة في الدوري الوطني بالقسم الأول واكتفاء فريق الرجاء بالرتبة الثانية حيث تعذر عليه إنهاء المسار بطلا... ورغم أن بلاغ المكتب المسير للفريق يعلن عن جمع عام عادي، وقد يتحول الى استثنائي بعد انسحاب الرئيس، برز ثلاثة منخرطين يطمحون للرئاسة، من بينهم الرئيس السابق الحاج عبد السلام حنات والذي كان من قبل كاتبا عاما ونائبا للرئيس إضافة الى تحمله مسؤولية الرئاسة، وفاز مع الفريق بأربعة عشر لقبا خلال مدة مشاركته في التسيير، ومعه أعلن سعيد حسان عضو المكتب المسير رغبته في الترشح، ونفس الطموح يحدو المنخرط محمد بودريقة. الأهم في المرحلة خروج الثلاثي للساحة وتحريك النقاش مع المحبين والمنخرطين في وضع غير مسبوق يتخلله التنافس حول البرامج في حملة انتخابية، وذلك خلافا لما سبق سواء في الفترة التي كانت فيها سلطة الاختيار والقرار لدى اللاعبين وما أفرزت من مشاكل أو في عهد «المنخرط» حيث كان يتم التوافق واللجوء الى توجيهات المسيرين القدامى للتحكم في مسار الجمع العام وتعيين الرئيس بطريقة معينة تدفع منافسي المرشح المرغوب فيه من طرف «الحكماء» الى التخلي وسحب الترشيح في آخر الأنفاس قبل دخول مرحلة الإقتراع. ويبدو اليوم أن المنخرط «بودريقة» تمرد على الكبار داخل مدار الرجاء ورفض التوجيه الرامي الى دفعه لسحب الترشيح للرئاسة وتحويله للعضوية بهدف كسب التجربة والتمرس على التسيير. وأبعد من ذلك فقد دعا بودريقة وعمره دون الثلاثين الى لقاء إعلامي عرض فيه برنامجه أمام المنخرطين ومحبي وصحافة اعتمادا على نظام حضرته شركة، حيث دون أفكاره في كتيب أخضر. بدورهما، الحاج عبد السلام حنات وسعيد حسبان كانا رهن اشارة المنخرطين للتحاور. وقبل موعد الجمع العام مثل الثلاثي حنات، حسبان، وبودريقة أمام الجمعيات المنبثقة عن جمهور الرجاء وعرضوا برامجهم قبل أن يتحولوا بعد ذلك الى البرنامج الرياضي مستودع في حلقة أخرى ضمن هذا المسلسل الانتخابي. إنها محطة هامة في مسار الرجاء برز فيها الانعتاق والتخلص من قيود من ظهروا في العقود الأخيرة حراسا على تسيير الفريق والدخول في النقاش قبل موعد الجمع العام في انتظار الحسم. ومع اقتراب موعد الجمع تتراكم الأسئلة وتتناسل حول المرحلة؟ وهل يمكن حصر التنافس والنقاش حول الرئيس وتركيبة المكتب المسير في إطار معزول عن الظرفية وقيمة المحطة في تاريخ الفريق ومسار كرة القدم الوطنية؟ أعتقد أن الظرف التاريخي يفرض نقاشا عميقا انطلاقا من تقييم المنتوج التربوي والرياضي ووثيرة المردود في مركز التكوين إضافة الى حجم المداخيل في المباريات وعائدات الاستشهار من خلال تسويق اسم الرجاء وبعد ذلك ينتقل التحاور حول الحاجيات المادية واللوجستية والبشرية لأن المجتمع الرياضي يتطلع للتخلص من الهواية، وكرة القدم بتوجيه من الفيفا مجبرة على مسايرة النظام الدولي بتشريعه ومواصفاته والقانون المعدل (قانون التربية البدنية والرياضة) في آخر أيامه في البرلمان والأمانة العامة للحكومة، ليصدر ويخرج للتنفيذ وفي حصنه العصبة الاحترافية؟ والرجاء كغيرها من المؤسسات الكبيرة في مدار كرة القدم الوطنية مطالبة بدخول الاحتراف مما يفرض اعتماد قوانين تؤطر العقود والالتزامات مع الاستجابة لمتطلبات دفتر التحملات؟ وما ينتظر فرق مجموعة الصفوة هام جدا يلزم برلمان الرجاء اختيار تشكيلة تتكلف بمهام التسيير، وتكون تركيبتها في مستوى المرحلة والانتظارات. والتنافس حول المواقع في حرم المكتب المسير ينبغي أن يكون بالبرامج والاقتراحات والمبادرات حتى لا ينحصر السباق في الأشخاص، والرجاويون قادرون على تجاوز المرحلة بما يليق وفي برلمانهم رجال في مستوى الرهان. فليدرك المنخرطون والمحبون والمسيرون واللاعبون والمؤطرون والجماهير الكبيرة أن الرجاء ليست ملكا لأحد ويستحيل أن يحتكرها أحد لأنها ملك للرجاويين وعليهم مسؤوليتها.