الجسد قادر على ابتكار الفرح وعلى تحويل الرغبة في الحياة إلى واقع احتضن المركب الثقافي حسن الصقلي بالدارالبيضاء يوم الأحد 27 فبراير الماضي، المهرجان الوطني الرابع للرقص والتعبير الجسدي الذي دأبت على تنظيمه منظمة الطلائع أطفال المغرب. وقد شكل هذا المهرجان الذي تابعه جمهور واسع، لحظة تميز عبر من خلالها شباب منظمة الطلائع أطفال المغرب والجمعيات الأخرى المشاركة، عن عشقهم للوطن كما يحلم به الجميع. تجسد ذلك من خلال اللوحات التعبيرية التي رسمها المشاركون على خشبة المسرح والتي نالت إعجاب الآباء والأمهات الذين تابعوا فقرات هذا المهرجان الوطني الذي أصبح يشكل لساكنة سيدي البرنوصي ولمدينة الدارالبيضاء موعدا سنويا. لقد استطاع الشبان والشابات المشاركون في هذه التظاهرة الفنية، أن يعبروا بأجسادهم عن واقع مغربي متعدد، لكنهم أجمعوا على فكرة واحدة وهي الرغبة في أن يسود السلام جميع بقاع العالم، كما أنهم أجمعوا على أن الفن بمختلف ألوانه يعتبر حاملا أساسيا للتغيير ولإعادة تشكيل الذوق الجماعي. وتفاعل الشباب والأطفال الذين حضروا فعاليات هذا المهرجان بشكل حماسي مع مختلف الفقرات التي قدمتها الفرق المشاركة التي أثثت فضاء المركب الثقافي حسن الصقلي واستطاعت رسم لحظات احتفالية تنسج من خلالها خيوط التلاقي والتلاقح مع الذات ومع الآخر في الآن ذاته، في إطار البعد الفني الذي يرسم بألوانه المختلفة معنى للحياة ما دام الفن في شموليته هو القادر على ابتكار الفرح وعلى تحويل الرغبة في الحياة إلى واقع يتجسد عبر جغرافية ولغة الجسد الذي يكاد يتميز على غيره من وسائل التعبير الأخرى بهذه الخصوصية. وأكد رشيد بوكبيدة عضو الكتب التنفيذي لمنظمة الطلائع أطفال المغرب منسق جهة الدارالبيضاء الكبرى ومدير المهرجان الوطني للرقص والتعبير الجسدي في كلمة له بالمناسبة، حرص المنظمة على أن تشكل هذه التظاهرة الفنية منسابة للجمهور ليستمتع بألوان فنية مرتبطة فيما بينها، يشكل الجسد قاسمها المشترك، وتبرهن، حسب رشيد بوكبيدة، على أن الإبداع الفني يعبر بشكل واضح عن القيم الإنسانية المتمثلة في التسامح والحب وهي القيم التي يشترك فيها المجتمع المغربي كبلد للحوار والسلم والانفتاح، وهي القيم التي تسعى منظمة الطلائع أطفال المغرب إلى نقلها لأجيال المستقبل. وأوضح المتحدث الذي وصف المهرجان بالناجح، أن الفرق المشاركة والتي جاءت من مناطق بعيدة تمثل العمق الثقافي والفني المغربي وتجسد رؤية وتطلع الشباب المغربي لآفاق رحبة عنوانها «الفن لغة الحياة» و»الفن صناعة الفرح» مؤكدا على أن هذه المشاركة كانت نوعية ساهمت بالارتقاء بالمهرجان إلى مصف المهرجانات الوطنية الكبرى وذلك من خلال التطور الطبيعي الذي واكب هذا المهرجان منذ دورته الأولى. وعبر رشيد بوكبيدة عن أمله في أن ينتقل المهرجان في نسخته الخامسة للعام المقبل إلى العالمية، مشيرا إلى أن منظمة الطلائع أطفال المغرب ستسهر على بلوغ هذا الهدف من خلال حرصها على مشاركة فرق من دول شقيقة من أوروبا والعالم العربي. ولم يفت عضو المكتب التنفيذي لمنظمة الطلائع أطفال المغرب، أن يعبر بهذه المناسبة الفنية المليئة برسائل المحبة والسلام، من إعلان تضامن أطفال وأطر الطلائع مع الأطفال والشباب المحتجزين في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري مشيرا إلى أن المقترح المغربي القاضي بمنح أقاليمنا الجنوبية حكما ذاتيا وحده الكفيل بجمع الشمل وضمان الحياة الكريمة للأطفال والشباب المغاربة جميعا. وقد تميزت فعاليات هذا المهرجان بلحظة وفاء، وذلك بتكريم ثلة من أطر ومناضلي منظمة الطلائع أطفال المغرب الذين أغنوا رصيد المنظمة التربوي والنضالي وساهموا في بناء هذا التراكم الذي يميز الطلائع داخل النسيج الجمعوي التربوي المغربي ومن ضمن هذه الأسماء التي حظيت بالتكريم رئيس المنظمة الحالي رشيد روكبان وعضو المكتب التنفيذي السابق محمد الخشاف. وضمن فقرات هذا المهرجان الذي حضره رئيس المنظمة وأعضاء المكتب التنفيذي ، كان موعد الجمهور مع الفنان الطلائعي نور الدين الشافعي الذي ألهب حماس الجمهور وتفاعل معه بشكل كبير، كما تفاعل بنفس الحجم مع الفرق المشاركة التي تمثل فروع المنظمة بمدن خريبكة، المحمدية، وفروع الدارالبيضاء الكبرى أهل الغلام، والحي الحسني، ومرس السطان وسيدي البرنوصي وعين حرودة ومولاي رشيد، بالإضافة إلى مشاركة جمعية أناسي. كما تميز المهرجان بحضور بطل المغرب لثلاث سنوات متتالية في فن «بوب» أيوب موسحى.