جمعية أبي رقراق تفكر في خلق كتابة دائمة للمهرجان استحق الفيلم الكوري الجنوبي «حياة جديدة» لمخرجته أوني لوكنط، ثقة لجنة تحيكم الدورة الرابعة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، وحاز على الجائزة الكبرى للمهرجان الذي اختتم أول أمس السبت بحضور وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة خالد الناصري ووزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن نزهة الصقلي، بالإضافة إلى نخبة من المبدعين والفنانين ونقاد الفن السابع، وجمهور غفير من مدينة سلا الذي تابع حفل إسدال الستار على الدورة الرابعة لهذا المهرجان الذي نظمته جمعية أبي رقراق تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ما بين 20 و 25 من الشهر الجاري. ويحكي الفيلم الذي حاز على الجائزة الكبرى لهذه الدورة، وهو إنتاج مشترك بين فرنسا وكوريا الجنوبية، عن الطفلة جينهي التي وضعها أبوها في ملجإ للأيتام وهي في التاسعة من عمرها، لتعيش تجربة محنة الفراق والانتظار الذي سيطول قبل عثورها على عائلة جديدة. وعلى مر الفصول يصور الفيلم مغادرة الأطفال الذين تم تبنيهم من قبل عائلات جديدة، لتفسح بذلك المجال للحلم لكنها في نفس الوقت تكسر صداقات حديثة العهد، وجينهي تصمد أمام ذلك أكثر من غيرها لأنها تعي جيدا أن ما ستأتي به حياة جيدة سيكون سببا في فراقها من تحب. وضمن الأفلام الأخرى التي شاركت في المسابقة الرسمية وعددها 12 فيلما 7 منها إخراج نسائي، فاز الفيلم الفرنسي «فستان السهرة» لمخرجته مريم عزيزة، بأول تتويج له، بجائزة لجنة التحكيم. وعادت جائزة أحسن سيناريو لفيلمي «المتاهة» وهو إنتاج فرنسي أرجنتيني مشترك سيناريو وإخراج ناتاليا سميرنوف مناصفة مع الفيلم الشيلي «الخادمة» إخراج سيباستيان سيلفا وسيناريو المخرج ذاته وبيدرو بييرانو . وفازت الممثلة الإيطالية باتريسيا جيراردي بجائزة أحسن دور نسائي عن دورها في فيلم «الدمية الصغيرة»، فيما عادت جائزة أحسن دور رجالي للممثل التركي كريط بورتكال عن دوره في فيلم رجال فوق الجسر. وخصت لجنة التحكيم الأطفال الذين شاركوا في أفلام المسابقة الرسمية بتنويه خاص اعترافا بأدائهم المتميز، وأشادت رئيسة لجنة التحكيم ماشا ميريل في كلمة لها بالمناسبة، بجودة الأفلام التي شاركة في المسابقة وبتنوع مواضعها، صعب إلى حد ما مأمورية اللجنة التي قالت إنها استغلت بحيوية وبشكل جدي، مشيرة إلى أن تيمة المهرجان أي المرأة كانت حاضرة بقوة في جميع الأفلام سواء كان المخرج امرأة أو رجل. وقد تميز حفل الاختتام الذي دام قرابة الساعتين، بالعرض الذي قدمته فرقة من سلوفينيا في الرقص والتعبير الجسدي والذي نال إعجاب الحضور، كما تميز الحفل بتكريم منتجتين في مجال السينما، ويتعلق الأمر بالمنتجة بينيديكت بيلوك والمنتجة سعاد لمريقي. من جهة أخرى، وصف عبد اللطيف العصادي مدير المهرجان، نجاح الدورة ب «المتميز» وأشار في تصريح لبيان اليوم، أن برنامج الدورة تم احترامه وتنفيذه بالكامل ، وأن جمهور الغفير الذي تابع فقرات المهرجان كان متميزا وتابع كل العروض سواء بالهواء أو بالمركب الثقافي هوليود أو المركب الثقافي سعيد حجي وأضاف العصادي أن جميع المخرجين الذين تم استدعاؤهم للمهرجان حضروا سواء المغاربة أو الأجانب ما عاد مخرجين من الشيلي والأرجنتين اللذان اعتذرا في أخر لحظة لوجود التزامات طارئة. وذكر العصادي في ذات التصريح، أنه على الرغم من كون أعضاء اللجنة المنظمة المنتمين لجمعية أبي رقراق كلهم متطوعون، بالنظر إلى أن الجمعية لا تتوفر على الإمكانيات للمناداة على شركة مختصة في تنظيم المهرجانات، لكن مع ذلك، فقد اشتغل الجميع بجدية ونكران للذات، ولولا ذلك، يضيف المتحدث «ما كنا سنصل إلى هذا المستوى من النجاح الذي شهد به الجميع». وأفاد عبد اللطيف العصادي، أن هناك تفكير داخل جمعية أبي رقراق من أجل خلق كتابة دائمة وقارة للمهرجان والتي ستشتغل طيلة السنة حتى يمر المهرجان في أحسن الظروف، بالإضافة إلى أن هناك نقاش مع مختلف المتدخلين والمحتضنين من أجل ضمان على الأقل 80% من ميزانية المهرجان قبل موعد انطلاقته، لضمان ديمومته وأيضا لضمان اشتغاله في ظروف جيدة وفق المعايير الدولية. وبخصوص الأفلام التي تم عرضها خلال الدورة الرابعة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، قال العصادي أن اللجنة المنظمة احترمت كل المعايير القانونية في اختيارها للأفلام، كما أن المتحكم في اختيار جميع الأفلام كان هو ضرورة التوفر على الشرط الإبداعي ودون أية خلفية، مشيرا إلى أن ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام بخصوص فيلم الافتتاح «احكي يا شهرزاد» كان مجانبا للصواب، لأن الفيلم توفرت فيه كل الشروط الإبداعية كما أنه نال تأشيرة الدخول من المركز السينمائي المغربي وهو الجهة الوحيدة المخول لها التأشير على دخول الأفلام وعرضها، وبالتالي فالمسؤولية تعود، في حالة وجود أي لقطة قد يعتبرها البعض، مخلة بالمقومات المغربية، تعود للجنة الوطنية التابع للمركز السينمائي المغربي وليس للجنة المنظمة كما يعتقد البعض، مؤكدا على أن الهدف الأسمى للمهرجان يبقى هو النهوض بقضايا المرأة وانشغالاتها وتكريس مبدأ تحريريها وإشراكها في تحمل مختلف المسؤوليات. يشار إلى أن المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، في دورته الرابعة، وجد لنفسه موقعا متميزا ضمن خارطة المهرجانات السينمائية التي تنظم ببلادنا، كما أن الخط التحريري للمهرجان والتيمة التي يشتغل عليها، أعطته نوعا من التميز الذي جعله يبتعد عن منطق المنافسة والخوف من التكرار، كما أن المهرجانات السينمائية التي تنظم بالمغرب هي في مجملها مهرجانات متخصصة ولها تيمتها الخاصة على غرار مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة ومهرجان السينما المتوسطية بتطوان ومهرجان الفيلم عبر الصحراء بزاكورة، ومهرجان سينما المؤلف بالرباط، والمهرجان للفيلم الوطني بطنجة، بالإضافة طبعا، إلى المهرجان الدولي للسينما بمراكش.