فيلم فيديو أرت بدون نوافذ " للفنان الفلسطيني الشاب محمد حرب ( ضيف شرف المهرجان) احتضن المركب الثقافي الحرية (فاس - المملكة المغربية ) يوم الجمعة 11 ديسمبر 2009 فعاليات الدورة الأولى لمهرجان فاس لإبداعات الشباب 2009 تحت شعار " فاس تاريخ أصالة و إشعاع ثقافة و إبداع " و المنظم من طرف جمعية مبادرات الشباب الجامعي للتربية و الثقافة و التنشيط بتعاون مع مجلس مدينة فاس . وألقى رئيس المهرجان عبد الاله المهذبة عبر من خلالها عن سروره و ابتهاجه كون مدينة فاس مهد العلم و الحضارة و التراث و التاريخ ، ووجهة المفكرين و المبدعين و المثقفين و الفنانين تحتضن إبداعات الشباب الموهوب الواعد و الطموح و الحالم بسر التألق و النجاح ، مشيرا إلى الدور الحيوي و الريادي الذي سيقطم به المهرجان إلى حين الوجود و في ذلك تعبير صادق عن وعي مدبري الشأن المحلي بالمدينة بقيمة مثل هذه التظاهرة الفنية لخدمة قضايا الثقافة و الفن. و اختتم كلمته بالتأكيد على كون هذا المهرجان يعد بمثابة مشروع ثقافي يهدف إلى التنشيط التربوي و الثقافي للشباب المبدع و إغناء موهبتهم و قدراتهم و صقل مداركهم لبناء مغرب الآمال المتجددة و المعطاءات المستمرة عبر كل جيل عن طريق ترسيخ مبادئ المواطنة والمحبة والتصافي وإشعاع روح التحفيز والتشجيع. لينطلق المهرجان على إيقاعات عروض فنية متنوعة كان أبرزها العرض الفني مجموعة السلام للفنون الشعبية التي أمتعت الجمهور الحاضر بعروض غنائية متناغمة من التراث الشعبي الأصيل ودائما وفي نفس السياق تم عرض شريطين سينمائيين الأول بعنوان " خير و سلام " لنادي أضواء الكاميرا من إخراج الثنائي الصاعد هشام الغفولي وحمزة أمين لمرابط و هو فيلم قصير تدور أحداثه حول ظاهرة الإرهاب داخل المؤسسات التعليمية وتأثيرها على عقلية التلميذ، ثم شريط ثاني بعنوان " بدون نوافذ " للفنان والمخرج الفلسطيني الشاب محمد كمال حرب ( ضيف شرف المهرجان) تتمحور أحداثه حول معاناة الإخوة الفلسطينيين داخل قطاع غزة من جراء الحصار و الدمار، الفنان حرب وجهة رسالة محبة وإخاء لإدارة المهرجان عبر فيها عن عمق سعادته وآسفه العميق لعدم الحضور لأسباب يعرفها العالم من جراء ما يتعرض له الفنان الفلسطيني من مضايقات ومنع من السفر للخارج . معبرا قائلا : كم شرفنى دعوتكم للمشاركة فى مهرجان فاس لابد عات الشباب فى البلد العربي المغرب الذي نظم على شرف دولة فلسطين التى عانت الويلات من حروب وحصار خانق لكل مناحى الحياة والذي عانى منه ايضا الفنانين، واليوم ولم أتمكن من الحضور للمشاركة في هذه الفعالية الإبداعية وحاولت تكرارا ومرارا من اجل الحضور والمشاركة ولكن لم يسمح لى كفنان فلسطيني من المغادرة قطاع غزة والمشاركة بسبب الحصار الخانق, وليس حالى انا فقط بس حال مليون ونصف فلسطينيي فى قطاع غزة. كم انا حزين بعدم الحضور ولكن سعيد لأنكم تسمعون منى هذه الكلمات لتعبر عن حجم المعاناة التى نعانى منها نحن الفنانين الفلسطينيين... اليوم اقدم لكم فليما عزيزا على قلبى اخذ منى الكثير من الوقت والجهد من اجل ان تروه بهذا الشكل وجسدت معاناتي كفنان من اجل نفس القضية من اجل السفر والمشاركة فى فعاليات فنية فى بلدان العالم فلمى فيديو ارت بعنوان "بدون نوافذ" والذي يحمل في طياته العديد من الرسائل الآنسانيه والذي جسدت من خلاله معاناة الشعب الفلسطيني فى قطاع غزة, وخاصة في قضية السفر والخروج الى العالم الخارجي لنشر ثقافتنا, معاناتنا, ما يحدث فى فلسطين من مأسئ, القضية في غزة ليس مجرد منع من السفر ولكن محاولة لكسر همم الشعب الفلسطيني لكسر ارداة الفنان وإبعاده عن قضيته الوطنية, محاولة لإخفاء كل ما يحدث والتكتيم الإعلامي لكل هذه ما يحدث... معبرا قائلا جسد فيلمي بدون نوافذ المعاناة الحقيقية التى يعانيها الناس, الفنانين, المرضى, اثناء السفر عبر النافذة الوحيدة لقطاع غزة (معبر رفح البري) من أزلال وكسر للكرامة فقط من اجل الخروج الى العلاج او للدراسة او المشاركة فى معارض ومهرجانات حالة من حالات الهروب الموقت عند مغادرة القطاع ولكن تعود بعد انتهاء فترة السفر لتعود لنفس المعاناة مرة أخرى... حال لا يطاق وأزمة أصبحنا نتعقد استحالة حلها فى القريب القريب... ألان وأنا لم أتمكن من الحضور فى هذا المهرجان ولكن اعرف كلماتى تصل اليكم من خلال هذه الجمل القليلة التي كتبتها وأنا مؤتلم جدا لعدم الحضور، ولكنى متأكد من انكم تشعرون بما يحدث فى غزة وفيلمي الذي سيعرض سيزيدكم إصرار على تعزيز صمودنا... و تنوعت العروض الأخرى المقدمة لتشمل الرقص و التعبير الجسدي أتقن في إبداعها شباب نادي أريب للمسرح و الموسيقى حيث أتحفوا الجمهور الحاضر بلوحات راقصة من تراث البوب الأمريكي وأخرى تجسد ظاهرة الإجرام في قالب تعبيري متناغم ، وكذا مجموعة new dance crew و new of fly بالإضافة إلى فقرات شعرية لكل من الشاعرة سناء عريس و الشاعرة أمينة عزوزي و معزوفات موسيقية لفرقة future song و فواصل غنائية للمطربة الشابة الصاعدة صوفيا الأمين التي نالت إعجاب الحاضرين بأدائها المتميز لأغنية " المدينة القديمة" لمبدعها الفنان نعمان لحلو، لتختتم العروض الفنية للمهرجان بوصلات الموسيقى المدهشة و المعبرة و المثيرة للشباب أدتها فرق الراب و الهيب هوب في مقدمتها مجموعة رجال البلاد و مجموعة أبراج و مجموعة عفاريت فاس . المهرجان بحسب الجمهور الحاضر و المتتبعين لتفاصيله لقي ترحيبا واسعا و خاصة من لدن الفعاليات الجمعوية و الثقافية و الإعلامية للمدينة ، وخلق ارتسامات و أصداء طيبة للمشاركين و المهتمين بإبداعات الشباب لكونه يندرج ضمن المبادرات المنشغلة كل الانشغال بواقع و هموم و قلق الشباب إنه مشروع هادف يحمل تعابير متنوعة تدل على عمق الاهتمام بمشاعر و طموحات الشباب و مدى الايمان القوي بدور الشباب المبدع في خدمة الثقافة و الفن.