تواصلت أول أمس فعاليات الدورة 31 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، بتقديم أربعة عروض مسرحية هي “1.1”، و”دنيا هانية”(المغرب) ، و”أسطورة الأفعى البيضاء”(الصين)، و”السيناريو”(الكوت ديفوار). وتناولت هذه الأعمال المتعددة مواضيع تتوزع بين تيمات الحب والطبيعة الإنسانية ومشاكل العصر التي تؤرق الفرد والمجتمعات وتستأثر باهتمام الإنسانية، إذ استطاع الممثلون من خلال هذه المسرحيات شد انتباه الجمهور، وسافروا بع به إلى عوالم شخصيات هذه الأعمال المسرحية لمحاولة الإجابة على عدد من الأسئلة المطروحة. وهكذا، سلطت المسرحية التراجيدية “1.1” للمخرج سعيد الشعايبي، وشخصتها فرقة كلية العلوم الإنسانية بنمسيك (إف إس بي إم) الضوء على الأشخاص المهمشين من الأطفال المشردين والشوارع داخل المجتمع. ويحكي هذا العمل، الممتد على مدى 50 دقيقة، الطفولة عند الأشخاص المهمشين والمنسية، وهمومهم وآلامهم وأحلامهم. أما المسرحية المغربية “دنيا هانية” (نو بروبليم) التي شخصت أدورها فرقة (تياترو- فيلز) التابعة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، فتناولت شخصيات من الحضيض تحاول العيش. هذا العمل الفني، الذي أخرجه رحيم مسعودي على مدى 55 دقيقة، يحكي أحلام ومخاوف، وأحداث عاشتها، هذه الشخصيات وأخرى سمعت عنها فقط. وفيما يخص مشاركة أكاديمية شنغهاي للمسرح الصيني، التي تعد أحد أكبر مدارس المسرح، فقدمت مساء اليوم عملا مستوحى من التراث الثقافي والتاريخي الصيني. ويتعلق الأمر باقتباس “أسطورة الأفعى البيضاء” من قصة صينية قديمة، تناولت موضوعات الحب والطبيعة الإنسانية والتقمص. ويحكي هذا العمل، الذي أخرجه شياو ينغ على مدى 40 دقيقة، والذي يحلق بالمشاهدين إلى عوالم الأساطير، قصة الثعبان الأبيض الذي أصبح، بعد ألف عام من التأمل والتدريب، خالدا لأخذ شكل امرأة شابة، الذي يقع في الحب رجل شو زيان. أما مسرحية “السيناريو” للمخرج بيير ماري كوديا فقدمتها للجمهور الفرقة الإيفوارية (كومباني ساجدي) من المعهد الوطني العالي للفنون والعمل الثقافي. فهذا العمل “السيناريو” (50 دقيقة) المقتبس من “الجوكر” لجان بيير مارتينز يحكي قصة كاتب سيناريو، يفتقر إلى الإلهام، فأخلد إلى نوم عميق فظهر له في منامه مهرج غريب وحل له مشكلته. وبهذه المناسبة، أوضح مخرج “1.1”، سعيد الشعايبي المخرج والممثل، أن هذا العمل عبارة عن حلم لهذه الفئة من المجتمع والتي يحكي فيها الأطفال معاناتهم ومشاكلهم التي تقض مضجعهم، وتشوه صورتهم . وأبرز أهمية هذا التناول لموضوع يتعين أن يثار على أكثر من صعيد، مشيرا إلى أن عدد الأطفال المشردين في الشوارع عبر العالم يناهز عشرة ملايين طفل. وقال إن هذا العمل ليس فقط مجرد إنتاج مسرحي أدبي بل هو بحث اجتماعي ،الغاية منه معالجة هذه الظاهرة الخطيرة على المجتمع، وتصحيح نظرته نحو هذه الفئة. أما مخرج مسرحية “دنيا هانية” الفنان رحيم مسعودي، فأوضح أن هذه المسرحية مستوحاة من إحدى الأعمال للكاتب الروسي مكسيم كوركي، مضيفا أنه عمل على الأشخاص الذين يعيشون في الحضيض، وطور نص هذه المسرحية وجعل كل شخصية فيها تفرد بقصتها، ليقدما للجمهور عن طريق الحكي. وقال مسعودي ” لقد تطرقت لموضوع الاهتمام بالأشخاص المهمشين في كافة أعمالي السالفة”، مشددا على ضرورة أن يهتم المجتمع بهذه الفئة ويحتويها كيفما كانت درجة وعيها ، “وإلا فإن المجتمع سيواجه نتائج وخيمة وكارثية”. من جهته ، اعتبر مخرج مسرحية “السيناريو” الفنان بيير ماري كوديا، أنه يوجه من خلال هذا العمل المسرحي دعوة قوية لشباب العالم، خاصة منهم الأفارقة، حتى تكون لهم رؤية وتفكير عن المستقبل. ويرى أن هذا العمل هو دعوة للشباب لعدم الاستسلام، مشيرا إلى أن هذه الفئة من المجتمع مدعوة إلى استغلال إمكانياتها للإسهام بأفكارها ومبادراتها في تنمية وتطوير بلدانها. وبعد أن عبر عن ارتياحه للمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية، أشار إلى أن التعاون بين المغرب وكوت ديفوار يسمح للإيفواريين بالمشاركة في مختلف المهرجانات المنظمة في المملكة من أجل تسليط الضوء على مواهبهم والتعريف بثقافة بلدهم، وبالمقابل فإن الفنانين المغاربة بإمكانهم المشاركة في الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تقام بالكوت ديفوار.