انعقد بمدينة فاس ما بين 6 و 10 ماي 2014، الدورة التاسعة لمهرجان فاس للمسرح الجامعي، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي احتفت بالمسرح العربي والإفريقي، المهرجان ينظم من قبل كلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية بفاس، ويهدف إلى تثمين عمل الطلبة والطالبات وإدماجهم في دينامية التبادل الثقافي الدولي، انسجاما مع روح القانون المنظم للتعليم العالي، والميثاق الوطني للتربية والتكوين اللذان يحثان على النشاط الثقافي والفني لفائدة الطلبة بالجامعة. استقطب المهرجان مشاركات من الكوت ديفوار وافريقيا الوسطى والسودان، إضافة إلى دول عربية متنوعة وهي الكويت وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وفلسطين وقطر والمغرب، كما عرف عقد ندوة إعلان اللجنة التنفيذية للجمعية العربية لنقاد المسرح التي تعود رئاستها إلى المغرب، في شخص الدكتور سعيد الناجي، وتوجت الدورة بجائزة صاحب السمو الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي رئيس مسرح عجمان الوطني بالإمارات العربية المتحدة مناصفة بين الكوت ديفوار والمغرب، وبجائزة الدكتور فهد السليم للإخراج المسرحي من دولة الكويت التي حازت عليها فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت؛ كما نظم المهرجان ورشات للتكوين المسرحي، أطرها الفنانة والشاعرة دلال مقاري من ألمانيا ورشة في الأداء التمثيلي والبسيكودراما، وورشة الكتابة المسرحية أطرها الكاتب المسرحي علاء الجابر من الكويت. وقد كرم المهرجان في افتتاحه الدكتور فارسي السرغيني مؤسس المهرجان، وفي ختامه الفنان علي مهدي نائب رئيس الهيئة الدولية للمسرح، والفنانين عبد الإله عاجل ونجوم الزوهرة. وترأس لجنة التحكيم هذه الدورة الكاتب والناقد المسرحي محمد بهجاجي، وضمت في عضويتها الفنان سعيد آيت باجا، والدكتورة نوال بنبراهيم، والدكتور ادريس الذهبي، والدكتور حسان حجيج. حفل افتتاح المهرجان مساء 6 ماي 2014 بالمركب الثقافي الحرية : حفل افتتاح المهرجان انطلق بكلمة السيد ‘عبد الله الشحي' مدير مسرح عجمان الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي تلا رسالة سمو الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي، الذي اعتبر المسرح جواز المرور لأي مجتمع منفتح وهو الهوية الحقيقية للمسرحي، وبه يعبر القارات حاملا هذا الهم الجميل إلى موانئ الجماهير وأقدم المدن عراقة –مدينة فاس-، ويضيف بأن دعمهم للمهرجان هذه السنة يأتي كتأكيد على عميق الصلات بين المدن.. وتعبيرا عن مدى إعجابهم بهذا الزخم وهذا الإمتداد المسرحي الخلاق. من جهة أخرى ذكر السيد عبد العزيز الصقلي رئيس المهرجان وعميد كلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية بفاس، على أن هذه الدورة تنضاف إلى سلسلة الدورات السابقة والتي من خلالها أضحى هذا المهرجان ملتقى لتبادل التجارب والخبرات، بين المهتمين بالمسرح من داخل الجامعات المغربية ومن مثيلاتها بالدول الشقيقة والصديقة، وقد ارتأوا أن تكون الدورة التاسعة لهذه السنة عربية-افريقية بامتياز وهي تعرف مشاركات من ساحل العاج وافريقيا الوسطى والسودان والمغرب مما سيضفي عليها الطابع الإفريقي، من أجل تأكيد المغرب انفتاحه على أشقائه في بعض الدول الإفريقية تماشيا مع الانفتاح الديبلوماسي المغربي على الفضاء الأفريقي. أما الدكتور فهد السليم عميد كلية الفنون المسرحية بالكويت وصاحب جائزة الإخراج المسرحي تحدث عن اتفاقية الشراكة التي وقعها المعهد مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله-فاس، السنة الماضية و ترجمت هذه السنة بمشاركة طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، كما يذكر على أنه في وقت سابق شاركت فرقة من جامعة فاس في المهرجان الأكاديمي بالكويت، ويقول بأن هدف هؤلاء الشباب من المغرب ومن الكويت أن يفتحوا نافذة تعاون ما بين الدول العربية تألق المسرح الإفريقي تألق المسرح الإفريقي بامتياز في الدورة التاسعة للمهرجان، ويمكن اعتبار الدورة التاسعة للمهرجان امتدادا لانفتاح المغرب على البلدان الإفريقية، وسفيرا فنيا وثقافيا يكمل العمل الديبلوماسي المغربي، حيث تم احتضان المسرح الإفريقي الذي حقق مفاجأة كبيرة من حيث قيمته الفنية وجودته المسرحية. وقد فازت فرقة الكوت ديفوار مناصفة بالجائزة الكبرى للمهرجان، جائزة الشيخ عبد العزيز النعيمي، مع فرقة جامعة المولى اسماعيل من مكناس، مما شكل لحظة قوية للاحتفال بالمسرح الإفريقي. كانت مسرحية "عندما يتوقف الزمن" من الكوت ديفوار حقيقة لحظة قوية من لحظات المهرجان، تميزت فيها الممثلتان اللتان فازتا في الآن نفسه بجائزة احسن دور نسائي. تحكي المسرحية عن قصة أختين تتنازعان حول كل شيء، حول التفاصيل البسيطة لحياة المواطن الإفريقي، وحين تدعي الأخت الكبرى الموت وتمتد على الخشبة تنفجر في الثانية كل عواطف الحب والتقدير. بين الحب والخصام، تحكي المسرحية تفاصيل الحياة الإفريقية الممزوجة بالألم واللقاء. أما المسرحية السودانية، فقد انتبهت إلى موضوع الماء من خلال تناول مآل نهر النيل العظيم، وكشفت بطريقة جمالة مفعمة بالعفوية عن الخوف من خوصصة نهر النيل إلى درجة انه يمكن ان يصبح عبارة عن جداول صغيرة تحت رغبات الاستثمار والربح التي يعبر عنها التجار والخواص. وفي نوع من المزج بين العامية السودانيىة ومقاطع شعرية، عبرت المسرحية عن حالة من الوعي التام بمآل نهر النيل ، ومن ثمة بمآل الحياة السودانية لأن النيل في السودان هو الحياة. المشاركات العربية تميزت المشاركات العربية بنوع من التنوع في المواضيع المختارة، حيث ركزت في أغلبها على العلاقات الاجتماعية، مثل مسرحية فيروس لجامعة المولى اسماعيل من مكناس المقتبسة عن الأيام المخمورة لسعد الله ونوس، والتي كشفت عن التفاصيل اليومية الصغيرة في حياة عائلة تخربها نزوعات العشق المتبادل والخيانات، فيما ركزت المسرحيات السعودية على الصراع بين الخير والشر في تجلياته الإنسانية. أما مسرحية المعهد العالي للفنون المسحرية بالكويت فقد اقتبست مسرحية "أنت لست جارا" لتتكلم عن البطولة الوهمية من داخل لغة مسرحية صارمة وأداء تمثيلي قوي. فيما شكلت المسرحية العمانية احتفاء خاصا بالحلم لأنه السبيل الوحيد لاستعادة البعد الإنساني في زمن فقد هويته هذه. أما المسرحية الفلسطينية فقد استعادت قضية الانتظار المستحيل لغودو لتعيد إلى أذهاننا انشغالات الإنسان الفلسطيني البسيط. وهو موضوع قريب من موضوع الكراسي والانتظار الذي ميز مسحرةي كلية الحقوق بفاس. ندوة إعلان اللجنة التنفيذية للجمعية العربية لنقاد المسرح : تم مساء يوم الخميس الإعلان الرسمي عن الجمعية العربية لنقاد المسرح، حيث أطر اللقاء كل من الدكتور محمد حسين حبيب من العراق والدكتور عبد الكريم جواد من سلطنة عمان والدكتور سعيد الناجي من المغرب. الدكتور محمد حسين حبيب عضو الجمعية العربية لنقاد المسرح، تحدث عن الجمعية والتي هي منظمة مدنية وذكر على أنها تأسست افتراضيا سنة 2009 واليوم هو ميلادها الواقعي والإعلان الرسمي عن لجنتها التنفيذية. أما رؤية الجمعية يقول محمد حسين بأنها جاءت من الحاجة إلى تطوير النقد المسرحي، فالجمعية تأسست من قبل نقاد المسرح بالعالم العربي، وتضم كافة المشتغلين بالنقد والبحث المسرحيين على اختلاف توجهاتهم الفنية والفكرية، وتسعى لتعزيز التعاون بين المشتغلين في النقد المسرحي من جهة، كما تتعاون مع المؤسسات المعنية الإقليمية والدولية في هذا الشأن، من جهة أخرى تحدث الدكتور عبد الكريم جواد من سلطنة عمان عضو الجمعية العالمية لنقاد المسرح، وذكر على أنه أمضى أكثر من ثلاثين عاما مخرجا وكاتبا للمسرح، ثم عندما اكتملت التجربة المسرحية لديه بدأ بالتصدي لمجموعة من البحوث والدراسات والكتابات النقدية، فوجد استسهالا حقيقيا للكتابات النقدية، مما يشجع على تأسيس جمعية عربية لنقاد المسرح من أجل تأهيل الممارسة النقدية في المسرح العربي. الدكتور سعيد الناجي رئيس الجمعية العربية لنقاد المسرح/ ذكر أن الجمعية الدولية لنقاد المسرح المعترف بها في اليونسكو تضم أكثر من 200 فرع عبر العالم كجمعيات محلية وتضم أكثر من ألفي ناقد مسرحي، ومن هناك يقول بدأ التفكير في جمعية عربية لنقاد المسرح، لكي تنخرط في الجمعية الدولية لنقاد المسرح التي أصبحت تفكر جديا في غيابها عن الجغرافية العربية والإفريقية فهي حاضرة في أمريكا وأوربا وآسيا بقوة. وقد تحدث سعيد الناجي عن الدور الأساسي للجمعية المتمثل في تأهيل النقد المسرحي وجعل صوت الناقد المسرحي صوتا حقيقيا والدفاع عنه وعن مواصفاته،وذلك من خلال التفكير في انه آن الأوان لتنظيم مؤتمر في النقد المسرحي بالعالم العربي لكي يكون محطة لتأمل تراكم هذا النقد وعلاقته بالممارسة المسرحية العربية. حفل ختام مهرجان المسرح الجامعي : تميز حفل الختام بحضور شخصيات فنية ومسرحية مغربية وعربية وأساتذة جامعيون وعمداء الكليات ووسائل الإعلام وجمهور عريض من الطلبة لم تكفيه قاعة خشبة المسرح، حيث إن المهرجان يدخل في إطار سلسلة الإحتفالات باليوم الوطني للمسرح المغربي، وهو يتوسط الإحتفال باليوم العالمي للمسرح واليوم الوطني للمسرح، وقد جاء بين هذين التاريخين ليجسد مرحلة من الإحتفال المطولة بالمسرح بمدية فاس, وقد تمير الحفل بمشاركة إفريقية متميزة لطلبة كلية الحقوق المغاربة وكذلك لطلبتها من جزر القمر وغينيا بيساو الذين قدموا عروضا فنية متميزة نالت إعجاب الجمهور. تكريم عبد الإلاه عاجل ونجوم الزهرة : الفنان المسرحي ابراهيم الدمناتي قدم شهادة في حق الفنانين عبد الإلاه عاجل وزوجته نجوم الزهرة اللذين وفق هذه الشهادة، أسسا لهوية المسرح المغربي في الهواة أو الإحتراف، يقول الدمناتي على أن عبد الإلاه عاجل كانت أولى خطواته المسرحية سنة 1977 صحبة مسرح الحلقة، لكن بعد الهدم الذي تعرض له المسرح البلدي سنة 1985 بالدار البيضاء اشتغل الثنائي عبد الإلاه عاجل وحسن فولان على تقديم أعمال ثنائية وأسسوا فرقة مسرحية هي مسرح الحي، ثم ليسرد مجموعة من الأعمال المسرحية التي حققت نجاها كبيرا مدير المهرجان سعيد الناجي يضيف قائلا بأن تكريم عبد الإلاه عاجل ونجوم الزهرة هو تكريم للمسرح المغربي في يومه الوطني، وهو تكريم لتجارب صنعت بتعب وعرق الفنانين المغاربة والتي صنعت تنوعا ثقافيا بالمغرب. الفنانة المكرمة نجوم الزهرة أهدت للجمهور في كلمتها مقطع مسرحية جديدة وهي صرخة شامة من تألف حسن رايس واخراج عبد الإلاه عاجل :'متقيسوش أرضي ومتقيسوش بلادي ومتقيسوش ولدي…'، وقالت بأنهجميل جدا أن الفنان بدأ يكرم في حياته، كما أهدى زوجها عبد الإلاه عاجل قطعة غنائية للعربي باطما. تقرير لجنة التحكيم لجنة التحكيم على لسان مقررتها الدكتورة نوال بنبراهيم ذكرت بأن المهرجان يتوج جهود الطلبة في مجال المسرح، خلال الموسم الجامعي ويرسخ ثقافة الحوار والتسامح والتعايش والسلم داخل الحرم الجامعي، وتشيد لجنة التحكيم بجهود المنظمين الحثيثة لإستمرار المهرجان، باعتباره مكسبا للمسرح الجامعي وهو تظاهرة طلابية إبداعية فنية وثقافية، تبرز الطاقات والمواهب الشابة وفرصة حقيقية للمشاركة الفعلية والمبادرة الفردية والجماعية التي تخدم قضايا التنمية المجتمعية. كما تسجل اللجنة باعتزاز كبير مساهمة الطلبة في مهرجان فاس للمسرج الجامعي إبداعا وتنظيما وتلقيا، وتسجل أيضا إعجابها الكبير بإقبال الجمهور الكثيف، الشيء الذي ينم على تفاعله مع العروض المسرحية الطلابية المقدمة من جهة، وعلى نجاح المهرجان في الوصول إلى مستوى متطور أرضى الجمهور من جهة أخرى. المسرحيات المتنافسة في الدورة التاسعة هي : * الزوايا الضيقة –كلية العلوم التطبيقية الرستاق –سلطنة عمان * والناس نسام-جامعة الملك عبد العزيز –المملكة العربية السعودية * طلاسم-جامعة جازان-المملكة العربية السعودية * بروفا جنرال-جامعة النجاح الوطنية بنابلس-فلسطين * خرف-كلية التقنية التنموية-السودان * عندما يتوقف الزمن-المعهد الوطني العالي للفنون والتنشيط الثقافي-ساحل العاج * أنت لست جارا-المعهد العالي للفنون المسرحية-الكويت * عندما تتكلم الكراسي-جامعة سيدي محمد بن عبد الله- فاس المغرب * فيروس-المدرسة العليا للأساتذة، جامعة المولى اسماعيل مكناس-المغرب لاحظت لجنة التحكيم أن الأعمال المقدمة، تمتاز بالتباين في المعالجة من الجهة الفنية وبالتقارب من حيث المواضيع المطروحة، التي اعتنت بالواقع العربي والإفريقي والآفاق المستقبلية التي يهفو إليها المواطن العربي والإفريقي، وهذا يعني وعي الطالب بدوره في نقاش قضايا المرحلة نقاشا فكريا وفنيا، يحترم فيها المرجعيات ويؤمن فيها بالتدبير الجيد للإختلاف. واعتبارا للمكانة التي صار يشغلها مهرجان فاس للمسرح الجامعي داخل النسيج الثقافي بالمغرب وخارجه أوصت لجنة التحكيم، بمضاعفة الجهود والإمكانيات المادية والمعنوية لتطوير فكرة المهرجان ودعم مكتسباته، وفي هذا الصدد تسجل اللجنة ضرورة توفير قاعة مسرحية بمواصفات احترافية تليق بالتظاهرات الدولية والحضور الواسع، كما أوصت بالإهتمام بالسينوغرافيا وتقنيات الخشبة، وتقديم الدعم اللازم للمحترفات الجامعية. جوائز مهرجان فاس للمسرح الجامعي : 1.الجائزة الكبرى للمهرجان/جائزة الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي:مناصفة بين مسرحية فيروس من المغرب- ومسرحية عندما يتوقف الزمن من الكوت ديفوار 2.جائزة الإخراج/جائزة فهد السليم(عميد المعهد العالي للفنون بالكويت) للإخراج الإبداعي : مسرحية أنت لست جارا- المعهد العالي للفنون المسرحية الكويت 3.جائزة الأمل تشخيص إناث : بوسي سعيد من السودان 4.جائزة الأمل تشخيص ذكور : عدنان بلال عارف بوبلي من فلسطين و ايمن محمد ال مطهر من جازان السعودية و أنس علي صالح مصري من جدة السعودية- وعمر بن راشد الشبلي من عمان 5.جائزة التشخيص إناث :مناصفة بين ربيكا وساندرين من الكوت ديفوار 6.جائزة التشخيص ذكور : بدر البناي – الكويت 7.جائزة الإنسجام الجماعي : مسرحية عندما تتكلم الكراسي كلية الحقوق فاس 8.جائزة السينوغرافيا : مسرحية فيروس المدرسة العليا للاساتذة مكناس-المغرب Share this: * مشاركة * * طباعة * معجب بهذه: إعجاب تحميل...