أثار الفيلم المغربي "شقوق" للمخرج الشاب هشام عيوش كثيرا من الجدل حول بعض المشاهد المخلة بالأخلاق العامة وتطرقه إلى طابوهات تمس بخصوصيات المجتمع المغربي. وقد أثيرت أيضا حوله العديد من الانتقادات خلال مهرجان مراكش للفيلم في دورته الأخيرة. ويحكي هذا الفيلم قصة ثلاثة أشخاص مهمشين، رجلان وامرأة يبحثون عن ذاتهم ونشاهدهم يجولون بكل حرية شوارع مدينة طنجة، عبد السلام، الذي غادر لتوه السجن ويجد نفسه مجبرا على بدء حياته من الصفر، وصديقه نور الدين، مهندس معماري، مدمن على الكحول ورفيقه الوحيد كلبه "بيلا"، وأخيرا مارسيلا، فنانة ورسامة غريبة الأطوار وذات شخصية انتحارية. يبحث الثلاثة عن مصيرهم في مثلث عاطفي. تعرفت مارسيلا على عبد السلام في مطعم للأكلات السريعة، فتطورت العلاقة بينهما، وفي إحدى هذه الخرجات ستلتقي البطلة "مارسيلا" بعبد السلام يمثل دوره الممثل يونس مكري، فيتبادلان الإعجاب، ثم وقوعها في غرامه، مما يدفعها دون أدنى تردد إلى مرافقته إلى البيت، وإقامة علاقة جنسية معه، صورها المخرج بكل حيثياتها دون أدنى احترام لخصوصيات المجتمع المغربي ولا لتقاليده. ثم تتكرر هذه العلاقات طوال مدة الفيلم لتصبح السبب الوحيد الذي يجمعهما. ثم وقع صديق عبد السلام في غرام "مارسيلا" لتتوتر العلاقة بينهما. وحسب مخرج الفيلم، فقد تم تصوير شقوق بدون سيناريو، واعتمد على الارتجال فقط واجتهاد الممثلين في تشخيص واقع لثلاث أشخاص يبحثون عن الأمان. حيث يصور لحظات من الحياة يلتقي فيها الممثلون والطنجاويون صدفة في شوارع المدينة. وقد استغرق هدا الفيلم مدة إثني عشر يوما لتصويره، وتم التفكير بكل مشهد في الصباح ليتم تصويره بعد الظهر والمساء، مما سمح بحرية أكثر في الكتابة والتشخيص، لهذا كان على الممثلين أن يبحثوا في أعماقهم ليؤدوا بكيفية أفضل أدوار هذه الشخصيات المهمشة. ويعتبر "شقوق" ثاني فيلم للمخرج الشاب هشام عيوش، وسيتم عرضه في قاعات السينيما ابتداء من بداية شهر يونيو القادم بمدن الدارالبيضاء، طنجة ومراكش، وتمنع مشاهدته للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة. وقال المخرج الشاب هشام عيوش في تصريح لبيان اليوم، إن الفيلم يطمح إلى التغيير بإظهار وجه جديد لمغرب أكثر حرية، ويعرض هذا الفيلم حرية في الأسلوب المستعمل بكثير من المشاعر والأحاسيس التي يعيشها أي إنسان فوق هده البسيطة. مضيفا أن فيلم "شقوق" هو مغامرة كبرى وتجربة سينمائية جديدة في المغرب. "طنجة، مدينة غريبة وساحرة تجد فيها الأرواح التائهة ضالتها، في هذه المدينة المجنونة، يبحث ثلاث مهمشين عن الحب وعن الخلاص، يلتقون ويتوادون: عبد السلام، رجل منكسر الخاطر بعد أن غادر السجن حديثا، نور الدين أعز أصدقائه، ومارسيلا برازيلية مندفعة وذات نزعة غريبة". هكذا عبر عيوش لبيان اليوم عن سبب اختياره لمدينة طنجة لتصوير فيلمه. وقد حصل هذا الفيلم على عدة جوائز، منها جائزة أول عمل وأفضل مونتاج وأفضل دور ثنائي للممثل نور الدين دنول في مهرجان السينما بطنجة. بالإضافة إلى تلقيه دعم من المركز السينمائي المغربي قدره 300 ألف درهم.