سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التقدم والاشتراكية يقف على وضعية الاحتقان التي تشهدها كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان ويدعو إلى الانكباب على معالجة المشكلات الأساسية للمنظومة الصحية ببلادنا
عقد المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية اجتماعه الدوري يوم الثلاثاء 11 يونيو 2019، حيث تناول في البداية موضوع الاحتقان الذي تشهده كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، لا سيما على إثر مواصلة طلبة هذه الكليات مقاطعتهم لامتحانات الدورة الربيعية للسنة الجامعية الجارية، وما يثيره ذلك من مخاوف جدية بخصوص مآل الموسم الدراسي الحالي، بالنسبة لجميع المعنيين. وعلى ضوء تقرير تقدم به الرفيق أنس الدكالي وزير الصحة فَسَّرَ من خلاله الحيثيات المُحيطة بالموضوع، واستعرض تفاصيل التفاعل الإيجابي لقطاعي الصحة والتعليم مع الملف المطلبي لهذه الفئة من الطلبة، في شقيه المادي والبيداغوجي، تداول المكتب السياسي في المسألة وعبر عن تثمينه للمجهودات المبذولة من طرف القطاعين الحكوميين المعنيين واستجابتهما لمعظم النقط الواردة في الملف المطلبي المذكور، سواء بالنسبة لطلبة الطب، أو طلبة طب الأسنان، أو كذلك بالنسبة لطلبة الصيدلة. وإذ يؤكد المكتب السياسي على موقفه المبدئي المُنتصر للحق في الاحتجاج الاجتماعي المسؤول والمنفتح على الحوار المنتج، البعيد عن خدمة أي أجندة سياسوية أو خلفيات تأزيمية، فإنه يعرب عن تطلعه الصادق إلى أنْ تُجسد الاستجابةُ لأربع عشرة نقطة من أصل ست عشرة نقطة، ضمن مجموع مطالب هؤلاء الطلبة، سببا مُقنعا لهم من أجل العودة السريعة إلى استدراك الحصص الدراسية واجتياز الامتحانات وتفادي السيناريو الأسوأ المتمثل في سنة بيضاء لن تكون في مصلحة أي طرف من الأطراف. في نفس الوقت، وإذ يثمن المكتب السياسي الاستعداد القوي للوزارتين المعنيتين للتعاطي الإيجابي مع النقطة المتعلقة بتفعيل السنة السادسة لمسار الدراسة بكلية طب الأسنان، فإنه يدعو إلى مواصلة الحوار الجاد والموضوعي، دون توقف الدراسة، بخصوص المطلب المتصل بمباراة الأطباء المقيمين، بما يضمن حقوق ومكتسبات طلبة كليات التكوين الطبي العمومي في الولوج إلى تكوينات التخصص، ويصون مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص، ويحفظ فرص جودة التكوين التي من شأنها المساهمة في تجويد الخدمات الصحية الوطنية عامة، والنهوض بالمرفق الصحي العمومي أساسا، وذلك في أفق التوصل بشأن هذا المطلب إلى حل توافقي ومُرض. في هذا الصدد، يعبر المكتب السياسي على أن حزب التقدم والاشتراكية يوجد على أتم الاستعداد من أجل الاضطلاع بمهمة الوساطة الموضوعية والمتوازنة في ما يرتبط بهذه المسألة، سواء من خلال قيادته الوطنية، أو عبر مجموعته البرلمانية، وكذا في إطار الأغلبية الحكومية التي يتعين أن تبلور مقاربة سياسية وموحدة وواضحة بخصوص الموضوع. وفي الآن ذاته، يؤكد المكتب السياسي أن القضايا الأساسية لمنظومتنا الصحية، تستحق فتح نقاش وطني هادئ وعميق بخصوصها، يستحضر المجهودات والمكتسبات المحققة في هذا القطاع الاجتماعي الحيوي، وينصب أيضا على الإشكالات الجوهرية المتصلة بتعميم التغطية الصحية، وتوفير الموارد البشرية الكافية والمؤهلة، وتجويد الخدمة الصحية العمومية، والارتقاء بالبنية التحتية للصحة العمومية، وتأمين الأدوات والعتاد الطبي في المؤسسات الصحية العمومية، وتحقيق الإنصاف المجالي في الميدان، ومواصلة المجهود الميزانياتي للدولة من أجل النهوض بالقطاع، وتيسير الولوج إلى العلاجات والأدوية، لا سيما بالنسبة للطبقات والفئات الفقيرة. من جانب آخر، تناول المكتب السياسي بالتقييم مجموع الأنشطة السياسية والثقافية والرياضية التي بادرت إلى تنظيمها الفروع المحلية والإقليمية للحزب خلال شهر رمضان الأبرك، مُنَوِّهاً بمستوى التعبئة والحيوية التي ميزت نشاط معظم التنظيمات الحزبية خلال الفترة الماضية، وداعيا كافة المناضلات والمناضلين والفروع والمنظمات والقطاعات إلى مواصلة هذه الدينامية حالا ومستقبلا، لا سيما من خلال تفعيل برامج العمل التي تم اعتمادها في الاجتماعات الأخيرة للمجالس الإقليمية وباقي هيئات الحزب، وكذا عبر الاستمرار في تفعيل المقررات التنظيمية التي صادقت عليها الدورتان الأخيرتان للجنة المركزية. في هذا الإطار، يدعو المكتب السياسي جميع الفروع الإقليمية إلى الانخراط القوي في العمليات المرتبطة بتحضير انعقاد المؤتمرات الجهوية في الآجال المقررة لها من طرف اللجنة المركزية، والحرص على استيفاء كافة الشروط والواجبات المتعلقة بالانتداب، والتنسيق مع متتبعي الجهات في ما يتصل بتحديد تواريخ التئام هذه المؤتمرات التي من المهم جعلُها محطاتٍ تمزج بين الأهداف الإشعاعية السياسية، وبين أفق تقوية الحضور التنظيمي والانتخابي للحزب.