واشنطن تدعو إلى ضبط النفس وقابوس يبدأ في الإصلاحات دعت الولاياتالمتحدة السلطات العمانية إلى ضبط النفس أمام المتظاهرين وتطبيق برنامج إصلاحات، وذلك بعد الصدامات العنيفة التي شهدتها سلطنة عمان الواقعة على مضيق هرمز، وأحد حلفاء أمريكا بالخليج. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي «نحن على اتصال مع الحكومة (العمانية) وشجعناها على ضبط النفس وحل الخلافات عن طريق الحوار»، مقدما تعازيه لأسر وأهالي ضحايا الصدامات. وأضاف كراولي للصحافيين «سنواصل مراقبة الوضع وسنواصل حث عمان ودول أخرى على تشجيع الحوار والإصلاح»، وتابع المتحدث «نواصل تشجيع الحكومة على إجراء إصلاحات تشمل فرصا اقتصادية والتحرك باتجاه مشاركة أوسع واكبر في عملية سياسية سلمية». وكان رئيس أركان الجيوش الأميركية الأدميرال مايك مولن قد قام الأسبوع الماضي بزيارة سرية إلى سلطنة عمان، التي تقع على مضيق هرمز قبالة سواحل ايران حيث يراقب خبراء الاستراتيجية في وزارة الدفاع الأميركية هذا الممر المائي الحيوي، الذي يشهد مرور أربعين بالمئة من إمدادات النفط في هذا المضيق الذي يبلغ عرضه أقل من خمسين كيلومترا وتقع عمان في جنوبه وإيران في شماله، وهو ما يؤكد أن الهدف من زيارة مولن يرجع إلى تصميم الولاياتالمتحدة على إبقائه مفتوحا. من جهة، ما زال عشرات المتظاهرين معتصمين أمام ميناء صحار (شمال مسقط) بعدما أخرجت القوات العمانية المتظاهرين من دوار الكرة الأرضية في وسط مدينة صحار شمال مسقط، إلا أن عشرات المتظاهرين ما زالوا معتصمين أمام ميناء المدينة ويقطعون الطريق إلى المصانع الحيوية القريبة، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس أمس الثلاثاء. وكانت مواجهات اندلعت أول أمس الاثنين في صحار بين الشرطة ومتظاهرين نددوا بفساد النظام كما قطع محتجون الطريق المؤدي إلى مطار هذه المدينة وهي ثاني أكبر مدن السلطنة، إذ يطالب المتظاهرون ب»محاكمة كل الوزراء» و»إلغاء كل الضرائب» و»الرسوم على المستشفيات والأراضي الممنوحة»، كما أكدوا على أنهم لن يغادروا المكان قبل تحقيق مطالبهم. وانتشرت مدرعات تابعة للقوات العمانية في دوار الكرة الأرضية الذي شهد مواجهات الأحد والاثنين الماضيين مع متظاهرين يرفعون مطالب معيشية، ما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل. ويرفع المتظاهرون مطالب معيشية، ويؤكدون تمسكهم بالولاء للسلطان قابوس بن سعيد، حيث وحمل المتظاهرون لافتات تشير إلى مطالبهم وأبرزها «توفير وظائف في ميناء صحار» و»زيادة الرواتب» و»الإصلاح» و»الرقابة على الحكومة والشركات»، و»محاكمة جميع الوزراء»، و»إلغاء جميع الضرائب»، إلى جانب رفع المتظاهرين أعلاما عمانية وصور السلطان قابوس مع عبارة «نحبك من هنا ليوم القيامة». من جهته، أعلن السلطان قابوس بن سعيد الأحد الماضي سلسلة تدابير اجتماعية للتخفيف من التوتر في السلطنة الاستراتيجية التي تتحكم بالضفة الجنوبية من مضيق هرمز والتي تشهد منذ عقود استقرارا سياسيا واقتصاديا، إضافة إلى إصدار أوامره بدفع 150 ريالا (390 دولارا) شهريا لكل عاطل عن العمل يبحث عن وظيفة ومسجل لدى السلطات، كما أمر بتوظيف 50 ألف مواطن. يذكر أن ميناء صحار هو ثاني أكبر موانئ سلطنة عمان ويضم محيطه مرافق اقتصادية حيوية بما في ذلك مصفاة لتكرير النفط ومصانع بتروكيماويات والمنيوم. ويعيش في السلطنة النفطية التي لا تنتمي إلى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، ثلاثة ملايين نسمة بينهم 20% من الأجانب، ويعتبر اقتصاد السلطنة مزدهرا إلا أن البطالة تطال نسبة من شبابها في ظل معدلات مرتفعة من التعليم.