تصاعدت الضغوط والدعوات الدولية على الحكومة الجزائرية لوقف استعمال العنف و قمع التظاهرات السلمية، و ضرورة ضبط النفس من طرف قوات الأمن مع احترام حق المواطنين في التظاهر سلميا و الإسراع في رفع حالة الطوارئ. فبعد حث كل من البرلمان الأوروبي و واشنطن السلطات الجزائرية على ضبط النفس و الإفراج الفوري عن المعتقلين في التظاهرات الأخيرة، جاء دور ألمانيا، التي دعت على لسان وزير خارجيتها، غيدو فيسترفيلي، مساء الأحد 13 ، الحكومة الجزائرية لعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين الذين يمارسون «حقا إنسانيا» في التعبير عن آرائهم. وصرح فيسترفيلي لشبكة «ايه ار دي» التلفزيونية «إن الحكومة الألمانية تدعو الحكومة الجزائرية للتخلي عن أي لجوء إلى العنف»، مضيفا في ذات السياق «إنهم متظاهرون يتوقون إلى الحرية، كل ما يفعلونه أنهم يمارسون حقا إنسانيا، هو الحق في الدفاع بكرامة عن آرائهم، لذلك ندين أي شكل من أشكال اللجوء إلى العنف». وقال رئيس الدبلوماسية الألمانية «نحن كديمقراطيين نقف إلى جانب الديمقراطيين، سبق وقلت ذلك في ما يتعلق بتونس ومصر، وأكرره الآن بالنسبة لدول أخرى». و بدورها، دعت الخارجية الأمريكية قوات الأمن الجزائرية إلى ضبط النفس، وذلك غداة تنظيم تظاهرة في الجزائر العاصمة يوم السبت تصدى لها أكثر من 30 ألف من عناصر الشرطة، وقال المتحدث باسم الخارجية، فيليب كراولى، في بيان «أخذنا علما بالتظاهرات الراهنة في الجزائر، وندعو قوات الأمن إلى ضبط النفس». مضيفا «نكرر تأييدنا لحقوق الشعب الجزائري بما فيها حق الاجتماع والتعبير، هذه الحقوق تنطبق على الانترنت وينبغي أن تحترم»، موضحا أن الولاياتالمتحدة «ستتابع الوضع عن كثب خلال الأيام المقبلة». و كان رئيس البرلمان الأوروبي، جيرزي بوزك، قد دعا من جهته صبيحة الأحد، السلطات الجزائرية إلى ضرورة إطلاق سراح المعتقلين خلال المظاهرات التي وقعت السبت بالجزائر، و التي دعت إليها التنسيقية الوطنية من اجل التغيير و الديمقراطية، قائلا «يجب الإفراج عن جميع المتظاهرين المعتقلين فورا و بدون استثناء». و حث، جيرزي بوزك، الحكومة الجزائرية «على عدم استعمال العنف وضرورة احترام حق المواطنين في التظاهر سلميا»، واصفا استمرار فرض حالة الطوارئ بالجزائر بالشيء غير المبرر، موضحا بأن ذلك يعرقل بوضوح آفاق تنمية عادلة و سلمية و دائمة في البلاد. و أكد وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، يوم الاثنين 14 فبراير، أن حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ 19 عاما، سترفع في الأيام القادمة قائلا: «خلال الأيام المقبلة سنتحدث عنها كما لو كانت شيئا من الماضي». للإشارة، فقد أجهضت قوات الأمن التي قدرت بأكثر من 40 ألف شرطي، مسيرة السبت الماضي، التي تطالب بتغيير سياسي، وتم اعتقال 300 شخص وفق المعارضة و14 بحسب وزارة الداخلية. و في ظل كل هذا قررت التنسيقية الوطنية من اجل التغيير و الديمقراطية تنظيم مسيرة سلمية ثانية السبت القادم 19 فبراير، بوسط الجزائر العاصمة.