ترأس صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، أول أمس الثلاثاء، بصهريج السواني بمكناس، افتتاح الدورة ال14 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب (سيام 2019)، المنظم من 16 إلى 21 أبريل الجاري، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس. وتنظم هذه الدورة، التي تعرف مشاركة نحو 1500 عارض من 60 بلدا، تحت شعار “الفلاحة رافعة للتشغيل، ومستقبل العالم القروي”. وفي بداية حفل الافتتاح، قام صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن بتسليم العلامات المميزة للمنشأ والجودة على أربعة فلاحين منتجين. وهكذا سلم صاحب السمو البيان الجغرافي جهة الشرق لعباس مصطفى رئيس المجموعة ذات النفع الاقتصادي لواحات فجيج (التمور)، والبيان الجغرافي الأطلس الحوز لمحمد آيت عياد رئيس الجمعية الإقليمية الفلاحية الحوز الخاصة بتثمين الجوز، والبيان الجغرافي لتفاح إفران لعبد الرحمان أوطالب من التعاونية الفلاحية ضاية عوا، ثم البيان الجغرافي لمصطفى اليجيجي رئيس الاتحاد الأخضر وهو تجمع ذو النفع الاقتصادي والايكولوجي لتثمين منتوج التين بأولاد فرج. وعند مدخل المعرض، تقدم للسلام على صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، بيرنار ليمان مدير المكتب الفيدرالي السويسري للفلاحة (البلد ضيف الشرف)، ودوسوهوي كوسي غاستون، وزير الفلاحة وتربية الماشية والصيد البحري بالبنين، و رومين بورودزانوف، وزير الفلاحة والتغذية والغابات ببلغاريا، وهنري دجومبو، وزير الدولة وزير الفلاحة وتربية الماشية والصيد البحري بالكونغو برازافيل، و كوبينان كواسي أدجوماني، وزير الموارد الحيوانية والسمكية بكوت ديفوار، و بييندي ماغانغا موسافو، وزير الفلاحة وتربية المواشي والتغذية المكلف بتنفيذ برنامج بذرة الغابون “غرين دو غابون”. كما تقدم للسلام على صاحب السمو، روجي باتريك ميليمونو، وزير تربية الماشية بغينيا كوناكري، والسيد موغانا فلومو وزير الفلاحة بليبيريا، و محمد بوشا الوزير المنتدب لدى وزير الدولة، وزير الفلاحة وتربية المواشي بالنيجر، و علي بيتي، الوزير المفوض السامي لمبادرة “3 ن”، بالنيجر، و ليدي باسيندا وزيرة الإنتاج والري والتجهيزات الفلاحية بتشاد، و ميكايل ستوبغين، النائب البرلماني وكاتب الدولة الألماني. وبعد ذلك زار صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن مختلف أروقة المعرض، واستمع سموه لشروحات حول المنتوجات المعروضة بأقطاب “جهات المملكة”، و”الفلاحة بالمغرب”، و”المستشهرين”، و”المنتوجات المحلية”، و”منتجي العلف”، و”تربية الماشية”، و”القطب الدولي”، و”المعدات الفلاحية”، و”المنتوجات الفلاحية”، و”الطبيعة والحياة”. كما قام صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، بزيارة قطب “المؤتمرات” المحتضن لمنتدى القرض الفلاحي بالمغرب، لفائدة ريادة الأعمال لدى الشباب بالعالم القروي. ويشكل المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب موعدا سنويا لا محيد عنه للتعريف بالمنجزات التي حققها المغرب في المجال الفلاحي، لفائدة شراكة الشباب في المجال القروي. وتقام الدورة ال 14 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب 2019، على مساحة 185 ألف متر مربع تشمل 95 ألف متر مربع مغطاة، ويضم 10 أقطاب موضوعاتية (قطب الجهات، المؤسسات والمستشهرون، القطب الدولي، قطب الطبيعة والحياة، قطب اللوازم والأدوات الفلاحية، قطب المنتجات، قطب الآليات والمعدات الفلاحية، تربية المواشي، المنتجات المحلية والمؤتمرات). *** سويسرا.. بلد صغير وريادة دولية في المجال الفلاحي يوسف الخيدر- مكناس تشارك سويسرا ضيف شرف الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب خلال هذه السنة، بوفد يقوده كاتب الدولة ومدير المكتب الفيدرالي للفلاحة، برنارد ليهمان. ويضم هذا الفضاء الذي زارته جريدة بيان اليوم، حوالي 13 شركة سويسرية، جاءت لتبرز لزوار المعرض أحدث ابتكاراتها وخبرتها في المجال الفلاحي، لا سيما، وأن أغلبها يوظف تقنيات الزراعة الدقيقة، والتواصل عن بعد مع أنظمة الري، ثم توظيف زراعة الفطريات أو الباكتيريا بهدف تطوير المحفزات العضوية، علاوة على استخدام آلات الجمع الذكي للحليب.. وتعتبر سويسرا من بين الدول الأكثر تطورا على المستوى الفلاحي في العالم، وهو ما تؤكده مجموعة من المعطيات والمؤشرات التي جاء لإبرازها الوفد السويسري. وفي هذا الإطار، قال سامي زريلي رئيس غرفة التجارة السويسرية بالمغرب، إن دولة سويسرا تشارك في الدورة 14 للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، ب 13 شركة تشتغل تكنولوجيا في المجال الفلاحي، وهي؛ ABB , Givaudan, Swissport, Eléphant Vert, Nestlé, CleantechAlps, Syngenta, Sicpa-Sika, SGS, Panalpina, Cotecna, Buhler. وكشف زريلي في تصريح لجريدة بيان اليوم، أن سويسرا تتواجد بها حوالي 52 ألف ضيعة، تتواجد فوق ربع المساحة الوطنية للدولة، وتتكون هذه الأراضي الزراعية بحسبه من مليون هكتار، وهي مساحات مغطاة بالعشب. وتشكل هذه المساحة حوالي 70 في المائة، حيث تضم؛ حقولا طبيعية خضراء، حقولا اصطناعية ومراعي، هذا في الوقت الذي يتم فيه استغلال 30 في المائة المتبقية للزراعات الكبرى أو الزراعات المتخصصة، كغرس الأشجار المثمرة والكروم. وأكد رئيس غرفة التجارة السويسرية بالمغرب، أنه في المجال الفلاحي السويسري لا يتم الحديث عن الفلاح الكبير والصغير، مشيرا إلى أن السبعين في المائة من الأراضي الزراعية المشار إليها أعلاه، هي في حوزة فلاحين صغار على شكل خمسة هكتارات أو أقل، لتبقى بذلك 30 في المائة الأخرى في حوزة الفلاحين الكبار. اقتصاد وعلم وانتقل سامي زريلي رئيس غرفة التجارة السويسرية بالمغرب، في تصريحه للجريدة إلى الحديث عن دور المجال الفلاحي في الاقتصاد الوطني السويسري، مشيرا إلى أن الزراعة السويسرية تنتج كل سنة مواد أولية ومنتجات غذائية بقيمة تناهز 10 مليارات فرنك سويسري. وذكر المتحدث أن القطاع الفلاحي السويسري يشغل حوالي 150 ألف شخص بشكل قار، مضيفا بأن السلسلة الفلاحية الغذائية ككل تشغل حوالي نصف مليون شخص، ويتعلق الأمر هنا، بجميع الأنشطة المتعلقة بإنتاج وتحويل وتثمين وتسويق الإنتاج الفلاحي، ليصل في الأخير المعدل الاقتصادي الإجمالي لهذه السلسة إلى 60 مليار فرنك سويسري. وسجل سامي زريلي أيضا، أن القطاع الفلاحي السويسري يوفر أزيد من نصف المواد الغذائية المستهلكة في البلاد، مردفا أن «العمل الآن منصب حول ضمان إنتاج مستدام متمركز حول حاجيات السوق من أجل ضمان تموين آمن للسكان، هذا مع الاهتمام الكبير بحماية الموارد الطبيعية والتي يجعل منها دعامة أساسية للتنمية المستدامة». والوصول إلى هذه النتيجة التي وصفها زريلي بالإيجابية، جاء نتيجة الوعي بالدور الكبير والمهم للبحث العلمي في المجال الفلاحي، بالإضافة إلى البحث عن مناهج للتنمية بالعالم القروي، ثم توظيف التقنيات التكنولوجية في القطاع، كالطائرات بدون طيار، وروبوتات مساعدة على التحكم في بعض مسارات الاشتغال بالضعيات. وبلغة الأرقام، أوضح رئيس غرفة التجارة السويسرية بالمغرب، أن سويسرا بلد يخصص بشكل سنوي 18.5 مليار فرنك للبحث العلمي، وهو ما يعادل 3 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وذلك بهدف تحديث القطاع من خلال إدماج الابتكارات الأكثر فعالية والتي تحترم المحيط البيئي كذلك. وفي الصدد ذاته، انتقل المتحدث إلى إبراز تطور الزراعة السويسرية بل وريادتها في مجال الفلاحة العضوية، على اعتبار مجموعة من الضيعات الفلاحية «بيو» في تزايد، إذ بلغت خلال سنة 2019 الجارية 6638 وحدة، يوجد نصفها في المناطق الجبلية لسويسرا. وبخصوص هذه التجربة، أفاد سامي زريلي أن سويسرا وقعت أول أمس الثلاثاء، على اتفاقية مع المغرب بهذا الشأن، تهم تقديم الخبرة وتكوين الفلاحين في مجال الفلاحة البيولوجية، وهو ما سيطلع عليه زوار المعرض بالرواق السويسري الذي خصص له مساحة تناهز 720 متر مربع. تعاون ثنائي وعلى مستوى العلاقات التي تربط المغرب بسويسرا، يعتبر البلدين عضوين في «الشراكة الجبلية»، وهو تحالف تطوعي مكون من فاعلين عالميين في مجال التنمية المستدامة للمناطق الجبلية وتنفيذ أجندة 2030 للأمم المتحدة. وعلى المستوى الثنائي تعد سويسرا سابع مستثمر أجنبي في المغرب، بحسب زريلي، مشيرا إلى أن المغرب يشكل كذلك، شريكا تجاريا ممتازا للاتحاد السويسري، وهو الأمر الذي استرعى إنشاء الغرفة التجارية السويسرية بالدار البيضاء منذ نحو 25 سنة (1994). وتتويجا لهذه العلاقة توجد اليوم بالمغرب حوالي 50 شركة سويسرية، توفر أزيد من 9000 منصب شغل لفائدة المغاربة، إذ استثمرت هذه الشركات أزيد من 5 ملايير درهم في الاقتصاد الوطني منذ سنة 2014. وعن المبادلات التجارية بين البلدين، أوضح رئيس غرفة التجارة السويسرية بالمغرب، أن الاتحاد السويسري يصدر نحو المغرب بشكل رئيسي المستحضرات الصيدلية، آلات ومنتجات صناعة الساعات، فيما تشكل الأحجار والمعادن الثمينة ومنتجات صناعات الحلي والملابس أبرز واردات سويسرا من المغرب، وهو ما جعل حجم المبادلات التجارية يرتفع خلال سنة 2016 إلى 520 مليون فرنك سويسري. وحصلت جريدة بيان اليوم على مجموعة من الأوراق التي توضح المشاريع الثنائية بين المغرب وسويسرا، والتي توجد حاليا في طور الإنجاز بالمغرب مستفيدة من الدعم السويسري، نذكر منها؛ مشروع ولوج الأغذية والمنتجات المجالية إلى الأسواق (PAMPAT) الذي يتم إنجازه تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية، والممتد على الفترة 2013-2019. ويهدف هذا المشروع إلى تحسين الأداء وولوجية الأسواق والشروط الاجتماعية والاقتصادية لسلسلتي إنتاج زيت الأركان والصبار في منطقة آيت باعمران. ثم هناك مشروع (AZIR- O) الذي يتم إنجازه تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية، الممتد على الفترة 2014-2019، ويستهدف تحسين تنافسية التعاونيات العاملة في مجال تثمين عشبة إكليل الجبل (اليازير)، مع ضمان ديمومة الموارد الطبيعية وتحسين أداء عمليات الجني. علاوة على البرنامج السويسري لتشجيع الصادرات 2017-2020 (SIPPO) تشرف عليه المؤسسة المستقلة للتعاون الدولي والتنمية (Swisscontact) ويهدف إلى الرفع من تنافسية المقاولات القروية الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة من خلال تعزيز قدراتها في ميادين التدبير، المرافعة وتنمية الجودة وخدمات القرب. وهناك أيضا، مشروع الدعم السويسري للجمعيات المهنية المغربية الناشطة في مجال الفلاحة (2013-2019 ASAP-M)، والذي تشرف عليه أيضا مؤسسة Swisscontact، وأخيرا مشروع التدبير المندمج للحوض المائي لمنطقة ميدلت (GIBV)، والذي تشرف عليه منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (2015-2019). **** نستلي المغرب تطلق مشروع القرية النموذجية “طير الحر” وفقا لفلسفتها المتمثلة في “تحسين جودة الحياة والمساهمة في مستقبل صحي أكثر” ، تعزز نستلي المغرب التزامها تجاه المجتمعات القروية من خلال المبادرة بمشروع مبتكر “القرية النموذجية” طير الحر في منطقة دكالة وذلك بالشراكة مع العديد من الشركات. فبمبادرة من نستلي المغرب، شاركت كل من مجموعة القرض الفلاحي للمغرب و Syngenta ، Quadran، علف المغرب والمشاريع المتحدة في بناء هذه “القرية النموذجية” التي تعد مشروعًا مثاليًا لالتزام القطاع الخاص بتطوير المناطق القروية بالمغرب ، ومثال للقدرة على المبادرة وتجنيد الشركات المحلية لتعزيز الممارسات الجيدة في قطاع تربية المواشي في المغرب ، وبالتالي المشاركة في تطوره ونموه. هذا المشروع، الذي سيتم تشغيله مباشرة بعد المعرض الدولي للفلاحة، ينص على بناء جميع البنيات التحتية الأساسية التي تمكن منطقة قروية من العمل بطريقة مثالية، مع ضمان دخل لائق لسكانها وتشجيع إنتاج الحليب في المنطقة، على غرار ما يتم العمل به في العالم. وبالتالي، ستشمل هذه “القرية النموذجية” 3 حظائر مخصصة لتربية الماشية ، مركز بيطري، قاعة للحلب، مركز لجمع الحليب، ومركز تقنين المواد الغذائية لتخزين الأعلاف وأسمدة الذرة. و لتكوين الفلاحين، سيتم إنشاء مركز مخصص للدورات التدريبية المنتظمة التي تقدمها وزارة الفلاحة والصيد البحري و المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والعديد من الشركاء الآخرين. تهدف هذه “القرية النموذجية”، التي يمولها مجموع الشركاء، إلى تحسين إنتاجية الأبقار الحلوب من خلال الانتقال من الحلب اليدوي إلى الحلب الميكانيكي لإنتاج المزيد من الحليب ذو جودة أفضل. كما يهدف المشروع إلى تعزيز توافر الأعلاف على مدار العام ، بفضل السيلاج ، مما يقلل بشكل كبير من اعتماد مربي المواشي على الظروف المناخية. وستحمل “القرية النموذجية” أيضا بعدا اقتصاديا ، بحيث تهدف البنيات التحتية الموضوعة إلى تحسين النفقات وكذا تقليل تكلفة إنتاج الحليب لزيادة ربحية الفلاحين ، ويعد استعمال الطاقة المتجددة مثالًا جيدًا لأنها ستقلل من تكاليف إنتاج الكهرباء التي تضمن تشغيل قاعات الحلب. *** 3 اسئلة ل: برنارد ليهمان* التكنولوجيا وسيلة لعصرنة الفلاحة تحدث لنا عن المشاركة السويسرية في الدورة 14 للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس ؟ نحن جد سعداء للمشاركة في الدورة 14 للمعرض الدولي للفلاحة، لا سيما وأننا ضيف شرف هذه الدورة. حيث يضم هذا الرواق أزيد من 13 شركة سويسرية تنشط أغلبها في المغرب، هذا مع مشاركة الحكومة السويسرية، من خلال حضور كتابة الدولة المكلفة بالفلاحة، ثم السفارة السويسرية بالرباط. من هنا فإن هذه المشاركة جاءت في إطار الشراكة التي تربط بين القطاعين العام والخاص. ما هي آفاق التعاون التي تربط بين المغرب وسويسرا ؟ أعتقد أننا في الطريق الصحيح من أجل السير إلى الأمام بهذه العلاقة، فهذه الأخيرة لم تبدأ اليوم، بل تعود إلى تاريخ طويل، حيث يقوم البلدين بمجهودات من أجل تطوير هذه العلاقة الثنائية المبنية على عنصر الثقة والتعاون المشترك. وفيما يخص الجانب الاقتصادي، فإن الاستثمارات السويسرية بالمغرب بلغت 5 ملايير درهم، كما أن الشركات السويسرية بالمغرب تشغل بشكل قار حوالي 9 آلاف شخص، ونحن ندرس إمكانية تعميق هذا الجانب من خلال إحداث شركات جديدة وتطوير القديمة على أساس الزيادة في الإنتاج، والتي من بينها توظيف التكنولوجيا في القطاع الفلاحي والصناعات الغذائية، ثم التنمية المستدامة التي يجب أن تحترم الشروط البيئية. كيف يمكن للوسائل التكنولوجيا أن تطور القطاع الفلاحي ؟ التكنولوجيا اليوم رديف للعصرنة وهي وسيلة لتحقيق مجموعة من الأشياء خصوصا في المجال الفلاحي، حيث يمكن توظيفها بشكل جيد من طرف الفلاحين لتطوير إنتاجهم، وتثمينها على مستوى جميع السلسلة الغذائية. وصراحة في سويسرا عملنا على وضع إستراتيجية خاصة بالمجال التكنولوجي والرقمي، وذلك في إطار تحديث القطاع الفلاحي، وجعل التكنولوجيا وسيلة لتسهيل العمل على جميع المستويات التي تهم السلسلة الغذائية، بدء من الإنتاج وختاما بالتسويق للمستهلك، وهو قرار اختارته دولة سويسرا في تحد منها لتطوير القطاع وجعله رائدا دوليا، بالإضافة إلى تأمين منتجات استهلاك مواطنيها. ونقطة أخرى مهمة في الإستراتيجية الفلاحية السويسرية، تتمثل في ربط التواصل الدائم وتوفير قاعدة معطيات وبيانات بين مختلف السلاسل الفلاحية والصناعية والتجارية، من أجل الاشتغال جميعا على هدف واحد، حيث يعمل الفلاح على تقاسم جميع الأفكار والحاجيات التي يرى فيها سبيلا لتطوير القطاع الفلاحي ونفس الأمر يتعلق بباقي القطاعات الأخرى. وفي الصدد ذاته، أضيف بأن هناك ميثاق رقمي تمت بلورته عن طريق فيدرالية القطاع الفلاحي، ومن خلاله أنجزت العديد من المشاريع التي كان أساسها توظيف التكنولوجيا على طيلة السلسلة أو ما يمكن أن نصطلح عليه «بالفلاحة- تقنية» التي تمتد على طيلة السلسة في ترابط ثنائي. ونحن سنضع رهن إشارة المغرب خبرتنا في هذا المجال من خلال تأطير الفلاحين المغاربة ومواكبتهم. وكما تعلم فإن السوق الدولي يعرف منافسة شرسة، من هنا، يجب على الفلاحين المحليين أن يتكتلوا ويشتغلوا بشكل موحد من أجل تطوير الإنتاج بشكل جيد. ومن بين الأهداف التي نشتغل عليها حاليا، هو محاولة إيجاد حلول تكنولوجية جد متطورة «SMART»، وتقديمها للفلاحين سواء السويسريين أو المغاربة في إطار التعاون الثنائي.