انطلقت أول أمس السبت، فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان تطوان لسينما المتوسط، واكتظت، قاعة مسرح سينما إسبانيول عن آخرها، بالمدعوين وبينهم شخصيات رسمية وازنة وسينمائيين ونقاد، إعلاميين ومهتمين، للمشاركة في اليوبيل الفضي لهذه التظاهرة الفنية والثقافية الكبرى التي وجدت قبل 33 سنة كفكرة بين لفيف من الأصدقاء،( جمعية أصدقاء السينما بتطوان)، كانت تهدف إلى تأسيس تظاهرة تقوم على حب السينما، والدفاع عن الحق في الحلم، ومع توالي السنوات والإصرار على الاستمرار، نمت التظاهرة التطوانية الصغيرة، لتمنحنا مهرجانا عريقا تجاوزت شهرته بحيرة المتوسط، بعد أن أرسى له سمعة جعلت منه إضافة نوعية حقيقية ضمن المشهد الثقافي الوطني، ومدافعا ملتزما عن الإبداع السينمائي المتوسطي، من خلال إبراز ما يجمع الشعوب المتوسطية من لقاءات وتقاطعات وصراعات أيضا، عبر تاريخ البشرية الطويل، بحيرة المتوسط هذه وطننا الكبير، التي كانت له مساهمات وأفضال كثيرة على رقي حضارة الجنس البشري. هذا، و قد استقطب المهرجان إليه سنة بعد أخرى ثلة من أبرز المتوسطيين والمتوسطيات المشتغلين والنقاد والباحثين في الفن السابع، وعمل على التأسيس لحوار ثقافي متنوع وغني وتبادل بين الضفتين، محتفيا بنجوم سينما المتوسط، من خلال الروائع السينمائية التي قدمها عبر دوراته المتعددة كذلك، وباعتباره محطة أساسية في التعريف بسينما حوض المتوسط ومواكبة تطور هذه السينما، ومنصة لترويج قيم التمدن والحرية، والدفاع عن الحق في الحلم. حفل الافتتاح أعطى أحمد حسني، رئيس مؤسسة المهرجان انطلاقة فعاليات الدورة 25 ، بكلمة مقتضبة وبليغة تختزل جوهر فلسفة مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، ومن جهته، وعد مدير المهرجان نور الدين بن ادريس، ضيوف المهرجان ب”مفاجآت جميلة، ولقاءات نادرة”، وبرمجة غنية ومتنوعة، تجمع بين عروض المسابقة الرسمية للمهرجان، وتنظيم العديد من المحاضرات والندوات الموضوعاتية، بالإضافة إلى فقرات أخرى متعددة من قبيل “استعادة” و”خفقة قلب” وبرمجة خاصة بالأطفال. تكريم الفنان المغربي محمد الشوبي كما جرت العادة، وضمن فقرة التكريمات المقررة هذه السنة، احتفت الدورة الخامسة والعشرون بمسار الفنان المغربي محمد الشوبي، ومساهماته في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، وقبل تسليمه درع التكريم تليت بعض الشهادات في حقه من ضمنها كلمة مؤثرة قدمتها زوجة الشوبي ورفيقة حياته، نيابة عن كاتبها الذي تعذر عليه الحضور. وفي تصريح للصحافة، اعتبر محمد الشوبي، إن هذا التكريم يمثل بالنسبة إليه أشياء كثيرة، مبرزا أن الدلالة الأولى لتكريمه تتجلى في كون الأخير “يتحقق على مستوى مدينة مناضلة كتطوان، ومن طرف مهرجان عريق يقوم عليه أشخاص مناضلون”. كما شدد الشوبي على أن مهرجان تطوان، في نسخته الخامسة والعشرين، يشهد على تطور مساره المهني والاحترافي “من مجرد ممثل مبتدئ ومحدود في بعض الأعمال المغربية إلى فنان متمرس ومحترف في مجال عمله وإبداعه تقديم لجن التحكيم خلال تقديم أعضاء لجن التحكيم، قال الناقد السينمائي محمد كلاوي: ” حينما تسود الرداءة البصرية يكتسب النقد مشروعيته للدفاع عن الذوق الفني والرقي به”، محمد كلاوي الذي يرأس هذه السنة لجنة تحكيم النقد التي تسلم جائزة مصطفى المسناوي، ويرأس المخرج الجزائرى مالك بن إسماعيل لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية، فيما يرأس الإيطالى روبرتو جياكومو بسشيوتا لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة. ضيف الشرف اختار المنظمون خلال الذكرى الفضية للمهرجان الاحتفاء بالسينما الفلسطينية، وجاء في بيان لهم: “أن السينما الفلسطينية تمكنت من أن تخلق نجومها من أمثال محمد بكري وهيام عباس وميساء عبد الهادي وإيليا سليمان .. كما استطاعت أن تستقل منصات التتويج في أكبر المهرجانات العربية والعالمية، مثلما خاضت مجازفات جمالية تجاوزت الصورة النمطية لسينما المقاومة”. وسيكون ضيوف المهرجان على موعد مع المخرجين والمبدعين الفلسطينيين في مجال الفن السابع. حيث سيتم عرض مجموعة من الأفلام الفلسطينية الجديدة، من بينها فيلم “مفك” لبسام الجرباوي، و”فيللا توما” لسهى عراف، و”عمواس” لديمة أبو غوش، و”رحلة في الرحيل” لهند الشوفاني، و”بونبونة” لركان مياسي، و”الماسورة” لسامي زعرور، و”منطقة ج” لصلاح أبو نعمة، و”الببغاء” لدارين سلام، و”قوت الحمام” لبهاء أبو شنب. كما سيتم عرض أفلام تمثل ذاكرة السينما الفلسطينية، من قبيل “زهرة المدائن”، لعلي صيام، و”فلسطين في العين”، لمصطفى أبو علي، و”النداء الملح” و”ذكريات ونار” لإسماعيل شموط، و”الهوية الفلسطينية” لقاسم حول. العروض السينمائية تتميز هذه الدورة بعرض 7 أعمال سينمائية مغربية فازت بجائزة تطوان عبر مختلف الدورات الماضية ضمن فقرة تحت اسم “استعادة” وهى (القلوب المحترقة) للمخرج أحمد المعنونى، و(ذاكرة معتقلة) للمخرج جيلالى فرحاتى و(موت للبيع) للمخرج فوزى بنسعيدى و(زمن الرفاق) للمخرج الشريف الطريبق و(المنسيون) للمخرج حسن بنجلون، و(منزل فى الحقول) للمخرجة تالا حديد و(الجامع) للمخرج داوود أولاد السيد. كما جرى أيضا خلال ليلة الافتتاح تقديم مختلف الأعمال المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، والتي يبلغ مجموعها 23 عملا، تتوزع بين 12 عملا مصنفا ضمن فئة الأفلام الطويلة، و11 مصنفا ضمن فئة الأفلام الوثائقية. وتشمل مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 12 فيلما من المغرب وسوريا ومصر وفلسطين واليونان وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وتركيا، ويمثل المغرب في هذه المسابقة فيلما (الميمات الثلاث: قصة ناقصة) للمخرج سعد الشرايبى و(التمرد الأخير) للمخرج جيلالى فرحاتى. وفى مسابقة الأفلام الوثائقية يتنافس 11 فيلما من إسبانيا وفرنسا وكرواتيا وجورجيا والجزائر وسوريا ومصر وتونس ولبنان، وبجانب المسابقتين الرسميتين وبرنامج ضيف الشرف، يعرض المهرجان أربعة أفلام من الجزائر ومصر وتونس وإسبانيا ضمن برنامج “خفقة قلب”.