أعلنت عدد من الدول والمنظمات الاقليمية والدولية يوم السبت الماضي في أبو ظبي عن تقديم دعم للصندوق الائتماني التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) المعني بتنفيذ استراتيجية إطارية لاستئصال سوسة النخيل الحمراء. جاء ذلك خلال مؤتمر وزراء الزراعة في الدول المنتجة والمصنعة للتمور بالعالم الذي نظمته الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي. وفي هذا الصدد أعلنت الإمارات عن دعم الصندوق بمليوني دولار فيما قدمت ليبيا 250 ألف دولار تنضاف إلى الإعلان السابق للسعودية ب 2 مليون دولار و0.1 مليون من سلطنة عمان. كما التزمت (الفاو) بتقديم ما قدره 2.4 مليون دولار من برامج دعم فني استراتيجي على مستوى وطني وإقليمي للفترة ما بين 2019 إلى 2024 بناء على طلب الدول علاوة على 1.9 مليون دولار تم تقديمها بين عامي 2016 و2019، فيما قررت المنظمة العربية للتنمية الزراعية المساهمة ب 100 ألف دولار عينا لمكونات بناء القدرات والتشارك المعرفي. ودعا المشاركون في التوصيات التي صدرت في ختام المؤتمر إلى دعم البحوث العلمية لمكافحة آفة سوسة النخيل وتعزيز بناء القدرات بما في ذلك تدريب المدربين ونقل المعرفة والتكنولوجيا، مبرزين أهمية التعاون الإقليمي وتكاثف الجهود من أجل دعم وتفعيل المنصة الإقليمية لتحقيق الأهداف الإستراتيجية المتعلقة بمحاربة الافة واستخدام طرق المكافحة الأمنة بيئيا وصحيا. كما طلبت الدول المشاركة في المؤتمر من (الفاو) مواصلة الجهود من أجل حشد الموارد لاستكمال المشروع الإقليمي والتواصل مع ممولين عالميين مثل الاتحاد الأوربي، داعية الى عقد اجتماع في نهاية عام 2020 من أجل تقييم ما تم إنجازه والتوصيات بالتنفيذ وإحكام إجراءات الاستراتيجية. وكان المدير العام لمنظمة (الفاو) خوسيه غرازيانو داسيلفا قد أكد خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر على أهمية البرنامج الإقليمي لمكافحة سوسة النخيل الحمراء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي وضعته المنظمة لمدة خمس سنوات من أجل مواصلة العمل على تنفيذ الاستراتيجية الإطارية، والتي تتضمن دعم المنظمة للدول في آليات المكافحة وتوعية المزارعين وتدريب المدربين الوطنيين وتوسيع أطر التعاون جنوب-جنوب بين دول الإقليم خاصة فيما يتعلق بالتحكم بالآفات العابرة للحدود. وأضاف دا سيلفا أن المنظمة رفعت من وتيرة جهودها لمكافحة سوسة النخيل الحمراء وأعلنت استراتيجية عالمية وإقليمية لمحاربتها معتبرا ان إطلاق البرنامج الإقليمي واجتماع المانحين الائتماني يساهم في تسريع الخطوات نحو التنفيذ والعمل. من جانبه، أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح الاماراتي رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في كلمة تليت بالنيابة عنه على أن سوسة النخيل الحمراء باتت تمثل خطرا على قطاع نخيل التمر بصفتها آفة رئيسية عابرة للحدود تصيب نخيل التمر وجوز الهند ونخيل الزينة، مشيرا الى أن الآفة آخذة في الانتشار بسرعة في جميع أنحاء العالم وفي الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وحوض البحر المتوسط، حيث تتسبب في إحداث أضرار واسعة النطاق في نخيل التمر كما تؤثر على الإنتاج وسبل عيش المزارعين والبيئة. ويهدف المؤتمر، الذي نظم بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة الاماراتية ومنظمة “الفاو”، الى تعزيز وتكثيف الجهود الدولية المبذولة في مجال مكافحة آفات النخيل وبالأخص آفة "سوسة النخيل الحمراء "عبر وضع واعتماد استراتيجية إطارية دولية ودعم صندوق تمويلي متخصص لضمان تنفيذ هذه الاستراتيجية بما يحقق استدامة زراعة نخيل التمر وكفاءة وجودة إنتاجه. وشارك في المؤتمر بالإضافة الى وزراء الزراعة في الدول المنتجة والمصنعة للتمور بالعالم، نخبة من مديري ورؤساء المنظمات الدولية المتخصصة في الزراعة وممثلين عن عدد من أهم مؤسسات القطاع الخاص العاملة بهذا المجال عالمياً. وتولي منظمة (الفاو) اهتماما خاصا لإنتاج النخيل في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وتشير التقديرات إلى أن حوالي 100 مليون نخلة من التمور تغطي مليون هكتار في المنطقة أي ما يقرب من 90 بالمائة من نخيل العالم. وتعد آفة سوسة النخيل الحمراء من أهم التحديات التي تواجه عمليات تنمية زراعة النخيل عالميا، وتقدر قيمة الأضرار الناجمة عنها في دول حوض المتوسط فحسب ب 483 مليون يورو.