على هامش مشاركته في المعرض الدولي للنشر والكتاب في نسخته الخامسة والعشرين التي اختتمت الأحد الماضي بالدارالبيضاء، قال الكاتب المغربي الشاب عبد المجيد اسباطة إن الأدب المغرب عرف تطورا من خلال مجموعة من العوامل كاستعمال التقنيات الجديدة وتطور أساليب البحث، بالإضافة إلى الجوائز العربية.على هامش مشاركته في المعرض الدولي للنشر والكتاب في نسخته الخامسة والعشرين التي اختتمت الأحد الماضي بالدارالبيضاء، قال الكاتب المغربي الشاب عبد المجيد اسباطة إن الأدب المغرب عرف تطورا من خلال مجموعة من العوامل كاستعمال التقنيات الجديدة وتطور أساليب البحث، بالإضافة إلى الجوائز العربية.وأضاف اسباطة في حوار أجرته معه “بيان اليوم” أن الجوائز العربية ساهمت في إشعاع الأدب المغربي، حيث استفادت الرواية المغربية من عدة تفاصيل التي استطاعت من خلالها أن تضع موطأ قدم في الساحة العربية، متابعا أن الجوائز خدمت هذا الجانب، من خلال بزوغ عدد كبير من الروائيين المغاربة شبابا وروادا ووصولهم إلى القوائم الطويلة والقصيرة لجوائز عربية معروفة، مشيرا إلى أن ذلك يدل على تطور الأدب المغربي.في هذا الحوار، يتحدث اسباطة عن مشاركته في المعرض، وكذا عن روايته “ساعة الصفر” المتوجة بجائز المغرب للكتاب سنة 2018، بالإضافة إلى مسألة النشر بالمغرب ومقومات الإبداع للكتاب الشباب.. فيما يلي نص الحوار: بداية، شاركت خلال دورة المعرض السابق، ككاتب شاب، كيف تحرص على المشاركة في مثل هذه المحافل الثقافية؟ يمكن أن أقول إن مشاركتي في المعرض هي الخامسة أو السادسة في المعرض، أحرص على زيارته بشكل منتظم من خلال زيارة الأروقة والتعرف على جديد الإصدارات العربية والمغربية، والعالمية. حدثنا عن روايتك ساعة الصفر التي توجت بجائزة المغرب للكتاب السنة الماضية؟ روايتي ساعة الصفر الصادرة عن المركز الثقافي العربي سنة 2017، هي الراوية الفائزة بجائزة المغرب للكتاب لسنة 2018 والفوز ليس تتويجا لعبد المجيد اسباطة فقط، بل هو تتويج لكل الكتاب المغاربة الشباب الذين يبحثون عن موطأ قدم في الساحة الأدبية الوطنية، وهذا الفوز لا يمكن إلا أن يكون حافزا للكتاب الشباب للمضي قدما في طريق الإبداع الروائي والقصصي والشعري والأدبي بشكل عام. كيف ترى حركية المشهد الأدبي المغربي في المرحلة الحالية؟ أعتقد بأن المشهد الأدبي المغربي الحالي يشهد حركية كبيرة لا تخطئها ولا تغفلها العين، وهذا لا يمكن إلا أن يخدم الخزانة الأدبية المغربية ويقدم لها نصوصا من الممكن أن يكون لها حضور وطني وعربي ولما لا عالمي، وما يمكن أن أقوله أيضا، هو أنه وجب على النقاد والقراء المغاربة أن يثقوا في القلم المغربي الشاب، لأنه في جميع الأحوال استفاد من التجارب القرائية الوطنية والعالمية، واستطاع أن يصقل موهبته وأن يقدم أقلاما بنفس جديد وتقنيات جديدة وبمواضيع جديدة، وهذا لا يمكن إلا أن يخدم الأدب المغربي، كما قلت، وأتمنى أن يكون هناك تلاقحا بين الأجيال، يعني أن لا يكون هناك صراعا، كأن أن لا يحترم الشباب الكتاب الرواد، والعكس، أي أن لا يبخس الرواد وأن يقللوا من قيمة الكاتب الشاب، لأننا في حاجة إلى التعاون عوض الدخول في ما يسمى صراع الأجيال. كروائي مغربي، ما موقع الرواية المغربية في المشهد الأدبي العربي بنظرك؟ الرواية المغربية، حاليا، استفادت من عدة تفاصيل التي استطاعت من خلالها أن تضع موطأ قدم في الساحة العربية، وخصوصا من خلال الجوائز العربية التي خدمت هذا الجانب، حيث أصبحنا نرى عددا كبيرا من الروائيين المغاربة شبابا وروادا يصلون إلى القوائم الطويلة والقصيرة لجوائز عربية معروفة، وبعضهم يفوز، وهذا يدل على تطور الأدب المغربي، ويساهم في تطوير مواضيع المناقشة والتقنيات الموظفة، وطبعا لهذا الجانب، أيضا، سلبيات وهي أن يخلق لنا ما نسميهم “كتاب الجوائز”، يعني أنه في بعض الأحيان نجد أن جوائز لها معايير خاصة، ونجد الكاتب يكتب وفق الهوى الذي تريده هذه الجوائز، وهذا هو الجانب السلبي الذي يضرب فكرة الإبداع، لأن هذه الأخيرة مرتبطة بالحرية والخروج عن التقاليد والخروج عن السائد، لكن على العموم، لا نريد أن نكون متشائمين وسلبيين، ولهذا نقول إن الجوائز ساعدت الكتاب المغاربة وأعطت نفسا جديدا للأدب المغربي، ونتمنى أن يبقى هذا النفس متواصلا وأن لا يكون مجرد موجة عابرة. في مسألة النشر، يبدو أن عددا من الكتاب المغاربة أصبحوا يقبلون على دور النشر العربية عوض المغربية، ما السبب؟ لكي نكون واضحين، هناك فرق شاسع بين النشر العالمي والنشر العربي، وفي النشر العربي هناك أيضا فرق واسع بين الناشر المغربي والناشرين العرب، لأن هؤلاء أكثر خبرة في هذا الميدان وعلى رأسهم الناشرون اللبنانيون، فمسألة إقبال الكتاب المغاربة على دور النشر العربية مرتبط بمجموعة من الأمور، فالكاتب المغربي يجد نفسه مضطرا للنشر خارج المغرب، أولا بسبب جودة الطباعة، وثانيا بسبب قوة دور النشر، لأن لها إشعاعا كبيرا في المنطقة العربية، والكاتب المغربي بهذا الأساس يضمن أن كتابه سيوزع جيدا داخل المغرب وخارجه، وسيشارك في المعارض الدولية بالإضافة إلى أن هناك عقودا بين الكاتب ودار النشر محترمة من حيث جميع التفاصيل المنظمة للعلاقة بين الكاتب والناشر، وأنا لا أقول إن دور النشر بالمغرب هي سيئة ولا تحترم هذه الشروط، لكن في نهاية المطاف أحيانا يجد الكاتب نفسه في مجموعة من الإشكالات منها على سبيل المثال، عدم القدرة على نشر الكتاب في مختلف مناطق المغرب وهذا مشكل حقيقي، كما أن بعضها يقوم بتوزيع بعض النسخ على الكاتب ليتكلف هو بتوزيعها وهذا يقتل مهمة الكاتب والمبدع بشكل عام، وهذا برأيي هو ما يجعل الكاتب المغربي يفضل نشر إبداعه خارج المغرب. بالحديث عن النشر، ما هي أبرز المشاركات التي ساهمت بها بروايتك “ساعة الصفر”؟ بحكم أن ناشرها هو المركز الثقافي العربي، فرواية “ساعة الصفر” شاركت في جميع معارض الكتاب العربية في الخليج، في مصر، لبنان، الجزائر، تونس، وبالمغرب طبعا، وهنا أعود لمسألة التوزيع، حيث حظيت الرواية بتوزيع جيد، ووضعت في مكتبات تهتم بالكتاب العربي بأوروبا، الولاياتالمتحدةالأمريكية وعدد من الدول العربية، وفيما يخص المشاركات، توجت بجائزة المغرب للكتاب، وأتمنى مستقبلا أن تكون هناك ترجمة لها للغة الإنجليزية أو الفرنسية. ختاما، ما هي المشاريع الأدبية التي يشتغل عليها عبد المجيد اسباطة في الأفق؟ مؤخرا صدرت لي ترجمة لرواية Un avion sans elle لميشيل بوسي (Michel Bussi) صدرت عن المركز الثقافي العربي أيضا، وترجمة أخرى لنفس الكاتب تحت عنوان N'oublier jamais ستصدر في موعد قريب، وبالنسبة للتأليف أحبذ أن أترك وقتا للبحث عن أفكار جديدة لأن الأهم هو أن تبحث وتصدر عملا في المستوى، وهذا أفضل من مسألة الحضور السنوي والتسابق للإصدار الذي من شأنه أن يقتل عملية الإبداع بنظري. ———————————— *عبد المجيد اسباطة، كاتب مغربي شاب، من مواليد 20 ماي 1989 بالرباط، حاصل على ماستر في الهندسة المدنية، كلية العلوم والتقنيات، جامعة عبد المالك السعدي بمدينة طنجة، له مجموعة من المقالات الأدبية والروائية بالإضافة إلى ترجمات لكتب أجنبية، من أعماله “ساعة الصفر” التي توجت السنة الماضية بجائزة المغرب للكتاب”، وترجمة لرواية Un avion sans elle للكاتب العالمي Michel Bussi.