أطلقت المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان بشراكة مع اليونسيف والمرصد الوطني لحقوق الطفل، السبت الماضي بالدار البيضاء، العريضة الدولية ل”المطالبة بالالتزام بإعمال حقوق كل طفل” بالمغرب، وذلك بمناسبة اختتام برنامج مشاركتها في فعاليات الدورة ال 25 للمعرض الدولي للنشر والكتاب. وتدعو هذه العريضة العالمية، التي تندرج في إطار الاستعدادات للاحتفال بالذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، وتم إطلاقها خلال لقاء تفاعلي نظم برواق وزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان بحضور ممثلين عن أعضاء برلمان الطفل، قادة العالم إلى الالتزام بمنح مستقبل واعد لكل طفل. وفي كلمة بالمناسبة، قال الكاتب العام للمندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان، عبد الكريم بوجرادي، إن إطلاق والتوقيع على هذه العريضة ليس موجها فقط للفاعلين المؤسساتيين ولقادة العالم بغية حثهم على مضاعفة الجهود والنهوض بحقوق الطفل، لكنها تشكل أيضا مناسبة لتعزيز الجهود الوطنية في هذا المجال، وحث الفاعل العمومي على الاهتمام أكثر بحقوق الطفل في المملكة. وأبرز بوجرادي أن المملكة حققت الكثير في مجال حماية وتعزيز حقوق الطفل، لاسيما باعتماد السياسة العمومية المندمجة لحماية الطفولة، وخطة العمل الوطنية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان، والتي تخصص محورا لحماية حقوق الطفل والنهوض بها، مسجلا أنه رغم ذلك، مازالت هناك جهود كبيرة يجب القيام بها في مجال حماية حقوق الطفل المغربي. ودعا أعضاء برلمان الطفل الحاضرين إلى العمل على الاستفادة من هذه العريضة من أجل إيصال صوتهم إلى المسؤولين لكي يستفيد كل طفل في المغرب من حقوقه ويتمكن من التطلع إلى مستقبل واعد. من جهتها، دعت المديرة التنفيذية للمرصد الوطني لحقوق الطفل، لمياء بزير، الأطفال البرلمانيين إلى الاضطلاع بدور حيوي في مسلسل نشر ثقافة حقوق الطفل، وكذلك في التعريف باتفاقية حقوق الطفل وجمع أكبر عدد ممكن من التوقيعات على العريضة. واعتبرت أن هذه العريضة ستشكل الآلية المثالية لتمكين الأطفال من التوجه مباشرة إلى المسؤولين، للمطالبة بالنهوض وتعزيز حقوقهم، وخاصة حقوق أطفال العالم القروي، وفي وضعية هشاشة، وذوي الاحتياجات الخاصة، لتمكينهم من التمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها باقي أطفال المغرب. كما دعت إلى جعل قضية الطفولة، قضية وطنية ذات أولوية مطلقة في كل المجالات، وكذا إلى وضع الطفل في صلب السياسات العمومية بالمملكة. وبدورها، قالت ممثلة اليونسيف بالمغرب، جيوفانا باربيريس، إن اجتماع قادة العالم بنيويورك في شتنبر المقبل خلال جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول موضوع حقوق الطفل، احتفالا بالذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، “سيشكل لحظة قوية في تاريخ حقوق الطفل، وستقدم اليونسيف بهذه المناسبة نتائج هذه العريضة العالمية”. وأضافت باربيريس أن تمثيلية اليونسيف بالمغرب ستعمل بشراكة مع المرصد الوطني لحقوق الطفل، على الاستعداد لاجتماع نيويورك بتفعيل هذه العريضة العالمية في المملكة، والتي تم إطلاقها اليوم بفضل مساهمة المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان، موضحة أن مسلسل تفعيل هذه العريضة سيمر بمجموعة من المراحل، أبرزها تنظيم مؤتمر وطني لحقوق الطفل. ودعت الأطفال البرلمانيين الحاضرين إلى مطالبة قادة العالم بالسهر على احترام حقوق كل طفل، وتذكيرهم بأن هذه الحقوق ليست قابلة للنقاش. وتمحورت مشاركة وزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان، خلال الدورة ال25 للمعرض الدولي للنشر والكتاب حول النهوض بثقافة حقوق الطفل، وذلك في إطار تنزيل محاور الخطة الوطنية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان، لاسيما المحور الخاص بحقوق الطفل. ويندرج في هذا السياق، التركيز على نشر ثقافة حقوق الطفل والتحسيس والتربية عليها، باعتبارها رافعة أساسية لإحداث التغيير المنشود الذي يحدده المنظور الاستراتيجي للخطة، والمتمثل، أساسا، في تعزيز دينامية الوعي الحقوقي وإشاعة ثقافة حقوق الإنسان ونشر قيمها.