احتشد ما يزيد عن مليون متظاهر في ميدان التحرير بوسط القاهرة - وبينهم متظاهرون يشاركون للمرة الأولى- أمس الثلاثاء مع دخول المظاهرات التي تطالب بإنهاء حكم الرئيس المصري حسني مبارك أسبوعها الثالث. كما خرج مئات الآلاف من المحتجين في مسيرات ضد النظام بكل من الإسكندرية والفيوم والمنصورة ومدن أخرى. إلا أن مبارك فيما يبدو، صامد حتى الآن على الأقل أمام عاصفة الاحتجاجات في مصر وتمكن من فرض حضور واضح له في دراما الأحداث التي لم تنته بعد على الرغم من استمرار خروج ملايين المحتجين إلى الشوارع للمطالبة بإنهاء حكمه. وانضم البعض إلى الاحتجاج للمرة الأولى وقالوا إنهم تحمسوا بعض الشيء بعد الإفراج عن وائل غنيم المصري الذي يعمل مديرا للتسويق في شركة غوغل والذي قال إن جهاز أمن الدولة احتجزه نحو أسبوعين. إلى ذلك، قال عمر سليمان نائب الرئيس المصري أمس الثلاثاء، إن مصر لديها خطة وجدول زمني لانتقال سلمي للسلطة إلا أن المتظاهرين الساعين إلى تنحية مبارك متمسكون بموقفهم. ومع تنامي المؤشرات على أن الحكومة المصرية ربما أصبح لها اليد العليا في الصراع على السلطة، وعد سليمان بألا تلاحق الحكومة المحتجين. لكن المحتجين المعتصمين في قلب ميدان التحرير بوسط القاهرة اتهموا الحكومة بمحاولة كسب الوقت وتعهدوا بعدم الاستسلام إلى أن تكتمل «نصف الثورة» الراهنة. وفي سياق آخر، تقدمت مجموعة من الشخصيات القبطية بمذكرة إلى نائب الرئيس المصري يطلبون فيها المشاركة في الحوار الوطني الذي بدأه مع عدد من قوى المعارضة المصرية. وقال النشطاء، في مذكرتهم إنه «لما كان أقباط مصر قد عانوا مناخا شديد الظلم (..) ما أدى إلى إقصائهم عن المشاركة في صنع القرار, فإننا نرجو تحديد موعد لطرح رؤية النشطاء الأقباط من خلال قاعدة المشاركة الوطنية المصرية». هذا، ونفى متحدث باسم الحكومة الألمانية أول أمس، شائعات عن طلب الرئيس المصري حسني مبارك الحضور إلى ألمانيا للعلاج. وقال المتحدث للصحفيين «لا توجد طلبات رسمية أو غير رسمية للحكومة الألمانية بخصوص مثل هذه الإقامة ولذا فلا سبب يدعو الحكومة للخوض في هذا السؤال الافتراضي». وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أشارت أمس إلى «زيارة مطولة إلى ألمانيا لأسباب طبية» كمبرر لرحيل مبارك عن مصر بدون الرضوخ صراحة للمطالب المنادية باستقالته. وذكر تقرير لمجلة شبيجل الألمانية أن عيادة ماكس جرونديج في الغابة السوداء ربما تكون الموقع الذي يقع عليه اختيار مبارك لتلقي العلاج. وكان مبارك قد تلقى علاجا في ألمانيا عام 2010 حيث أجريت له جراحة في المرارة بالمستشفى الجامعي في هايدلبرج.