احتشد ألوف المصريين يوم الاثنين في ميدان التحرير بوسط القاهرة الذي انتشرت في أرجائه الكتابات واللافتات المناوئة للرئيس حسني مبارك في اليوم السابع من الاحتجاجات المطالبة بإنهاء حكمه الممتد منذ 30 عاما. وقبل ساعة من بدء سريان حظر التجول في الثالثة عصرا (1300 بتوقيت جرينتش) كان الآلاف يتدفقون إلى الميدان من مختلف الأرجاء. ونظم الجيش عملية الدخول ووقف جنود عند حواجز اسمنتية يفتشون الداخلين للميدان ويطلعون على بطاقات هوياتهم. وانتشر نشطاء عند أطراف الميدان يرفعون لافتات تطالب الجماهير بابراز بطاقات هوياتهم لجنود الجيش "لكي لا تندس الشرطة بيننا". وانسحبت قوات شرطة مكافحة الشغب من المواجهة مع المحتجين بعد اشتباكات دامية في الميدان يوم الجمعة الماضي. وحين اقتاد جنود الجيش شابا وقد لووا ذراعه وراء ظهره هتف المحتشدون "شرطة.. شرطة" وطالبوا جنود الجيش بضربه. وانهارت خدمات الشرطة في مختلف المدن بعد الاشتباكات مع المحتجين يوم الجمعة. وانتشرت أعمال سلب ونهب في مختلف المدن وفر مئات السجناء من سجون عديدة. وشكل الأهالي لجانا شعبية لتأمين ممتلكاتهم. وقالت السلطات ان خدمات الشرطة ستعود اعتبارا من يوم الاثنين. وخلال سير مراسل رويترز من امام مبنى وزارة الخارجية في شارع كورنيش النيل الى ميدان التحرير لم يظهر في المشهد سوى سيارة شرطة امام مبنى الوزارة ونزل منها ضابط شرطة صافح ضابط جيش وتبادل معه بعض الكلمات. وتسامح الجيش مع المتظاهرين على عكس المواجهات الدامية بينهم وبين شرطة مكافحة الشغب. وأفادت إحصاءات لرويترز استنادا لمصادر طبية ومستشفيات وشهود ان عدد القتلى لا يقل عن 138 . وانتشر في انحاء ميدان التحرير نشطاء يهتفون داعين الوافدين للميدان للانضمام الى مسيرة مليونية في العاشرة من صباح الثلاثاء للمطالبة برحيل مبارك رغم إعلانه عن قرارات وإجراءات لاحتواء الانتفاضة الشعبية منها تعيين نائب للرئيس لاول مرة خلال حكم مبارك وتشكيل حكومة جديدة برئاسة احمد شفيق وزير الطيران السابق. وانتشرت الكتابات المناوئة لمبارك على الجدران في أنحاء الميدان وعلى التماثيل ومنها تمثال عبد المنعم رياض احد اهم العسكريين العرب والذي عين رئيسا لاركان الجيش المصري بعد حرب 1967 . وكتب على ارضية الميدان "مبارك ارحل" وثبت محتجون على الشجيرات بوسط الميدان لافتات كتب على أحداها "مبارك افهم بأه (اذن)." وانخرط الالاف في هتافات مناوئة للرئيس ورفعوا لافتات كتب على احداها "في التحرير حتى التحرير". وأثناء جولة لمراسل رويترز في الميدان قرب انتصاف ليل يوم الأحد كان المشهد اقرب لاجواء المهرجانات منه للاحتجاج مع تحوله لما يشبه حديقة هايدبارك في لندن. ويتحلق المحتجون في الليل حول شعراء مغمورين يرددون اشعارا تنتقد نظام الحكم في مصر في حين يتغنى اخرون بحب مصر. ورددت حلقات اخرى اغاني وطنية مصرية يرجع بعضها لفترة حرب اكتوبر 1973 التي كان مبارك خلالها قائدا لسلاح الطيران المصري الذي اشيد بدوره في الحرب ضد اسرائيل. ومع تراجع عدد المحتجين اثناء الليل افترش مئات الشبان الأرض. ويتحلق البعض حول نيران صغيرة اوقدوها طلبا للدفء وفي انتظار شمس يوم جديد من الاحتجاج