اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أول أمس الاثنين إن العملية السياسية في مصر تحرز «تقدما», وذلك غداة انطلاق حوار بين السلطات المصرية وممثلي المعارضة التي تطالب بتنحي الرئيس حسني مبارك. وردا على سؤال لدى خروجه من غرفة التجارة الأميركية في واشنطن بعد أن ألقى خطابا, قال أوباما «بالتأكيد, على المصريين التفاوض على مسار, وهم يحرزون تقدما» بهذا الشأن. والأحد الماضي، اجتمع عمر سليمان نائب الرئيس المصري مع عدد من ممثلي جماعات المعارضة لمناقشة الإصلاحات الديموقراطية. إلا أن المحتجين تعهدوا بمواصلة احتجاجاتهم المستمرة منذ اسبوعين والبقاء في ميدان التحرير. وجددت أحزاب المعارضة ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين, مطلبها بتنحي الرئيس المصري أو التخلي عن صلاحياته لسليمان. ودعا البيت الأبيض أول أمس أي حكومة مصرية مقبلة إلى احترام «الاتفاقات والالتزامات» الحالية, في إشارة أكيدة إلى معاهدة السلام التي وقعتها مصر وإسرائيل. وردا على سؤال, قال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إن الولاياتالمتحدة «ستكون شريكا» لحكومة مصرية «ونتوقع أن يحترم ذلك الشريك بشكل خاص الاتفاقيات والالتزامات التي أبرمتها الحكومة المصرية وبالتالي الشعب المصري». وجاء ذلك ردا على سؤال حول المشاركة المحتملة لجماعة الإخوان المسلمين في أي حكومة مصرية مقبلة. إلا أن غيبس قال إن إدارة اوباما لم تتصل بجماعة الإخوان المسلمين مشيرا إلى الاختلافات الكبيرة مع الجماعة التي كانت محظورة في مصر. وقال خلال مؤتمر صحافي «لم نجر اتصالات مع الإخوان المسلمين», مذكرا بان الولاياتالمتحدة «تختلف في أمور كثيرة مع تصريحات بعض قادة هذه المنظمة». من جانبه قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي انه سيكون من «الصعب» على مصر إجراء انتخابات حرة فورا, داعيا الرئيس المصري حسني مبارك إلى إجراء انتقال منظم. وأعرب عن أمله في أن تعقد مصر حوارا شاملا مع جميع الأطراف المعنية الرئيسية بعد أسابيع من الاحتجاجات, وقال إن أي حكومة مستقبلية يجب أن تكون نتيجة قرار الشعب. وأضاف كراولي أمام الصحافيين إن «السؤال الذي سيبرز هو ما اذا كانت مصر اليوم مستعدة لإجراء انتخابات تنافسية ومفتوحة بالنظر إلى الماضي القريب حين لم يكن من الممكن, وبكل صراحة, وصف تلك الانتخابات بالحرة والنزيهة». وتابع «أعتقد أن (إجراء الانتخابات) سيكون تحديا صعبا». وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة تريد «انتقالا منظما» للسلطة في مصر, رغم انه لم يقل انه يجب ان يبقى مبارك حتى ذلك الحين. وأعرب عدد من المراقبين الغربيين عن قلقهم من احتمال سيطرة الإخوان المسلمين على السلطة واقامة نظام إسلامي يمكن أن يكون اقل ديموقراطية من نظام مبارك وقد يؤدي إلى انهيار التحالف الوثيق بين القاهرةوواشنطن. وهناك مخاوف خصوصا في إسرائيل من تبني مصر اذا ما قادها الاخوان المسلمون موقفا اكثر عدائية تجاه الدولة اليهودية وربما إلغاء معاهدة السلام التي أبرمت عام 1979 بين مصر واسرائيل بعد اربع حروب خاضها البلدان. واعتبر مبارك شخصية دبلوماسية رئيسية في الدبلوماسية الإقليمية خلال الثلاثين عاما التي أمضاها في الرئاسة حيث توسط بين الإسرائيليين وباقي الأطراف العربية خصوصا الفلسطينيين. ورفض مبارك التنحي عن الرئاسة إلا انه أعلن الأسبوع الماضي انه لن يرشح نفسه لولاية رئاسية جديدة. ورفضت جماعة الإخوان المسلمين عرضه التنحي مع نهاية فترة رئاسته في سبتمبر المقبل.