دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أول أمس الأحد إلى «انتقال منظم» إلى الديمقراطية في مصر, إلا أنها لم تطالب بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك رغم الاحتجاجات المعادية لنظامه. ورأت كلينتون أن الخطوات التي اتخذها مبارك بتعيين رئيس الاستخبارات عمر سليمان نائبا له وتكليف احمد شفيق تشكيل حكومة جديدة في محاولة لإرضاء شعبه الذي ينادي بالتغيير, ليست كافية. وصرحت لشبكة ايه بي سي الإخبارية أن «هذه هي البداية, مجرد بداية لما يجب أن يحدث ألا وهو عملية تقود إلى نوع من الخطوات الملموسة لتحقيق الإصلاح الديمقراطي والاقتصادي الذي دأبنا على دعوته إلى تطبيقه». من جهته, تشاور الرئيس باراك أوباما هاتفيا مع قادة تركيا وإسرائيل والسعودية وبريطانيا بشأن الوضع في مصر, مجددا دعوته إلى «الانتقال نحو حكومة تستجيب لتطلعات» الشعب المصري. وقال البيت الأبيض إن اوباما عبر مجددا أمام هؤلاء القادة عن رغبته في حصول «انتقال منظم نحو حكومة تستجيب لتطلعات الشعب المصري». كما دعا مجددا إلى «ضبط النفس» مشددا على «معارضته للعنف». ومع دخول الانتفاضة الشعبية المصرية المناهضة للحكومة يومها السادس وسط انعدام القانون وعمليات النهب والسلب الواسعة, أدلت كلينتون بمجموعة من التصريحات لعدد من البرامج التلفزيونية الأميركية أول أمس الأحد لتوضيح الموقف الأميركي حيال ما يحدث في مصر. وقالت لشبكة سي بي اس «نحن نحاول تشجيع الانتقال المنظم والتغيير الذي يلبي المطالب المشروعة للشعب المصري التي ينادي بها المحتجون». وصرحت «نحن نحث حكومة مبارك, التي لا تزال في السلطة, ونحث الجيش, المؤسسة التي تحظى باحترام بالغ في مصر, على اتخاذ الخطوات الضرورية لتسهيل مثل هذا الانتقال المنظم». وتحاول إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إجراء توازن دقيق في مواقفها منذ الأسبوع الماضي بحيث تدعو إلى تطبيق الإصلاحات وترفض في الوقت ذاته قطع مساعداتها العسكرية المهمة لمصر, كما ترفض دعوة مبارك, حليفها المقرب, مباشرة إلى التنحي. وصرحت كلينتون لشبكة «ايه بي سي» أن «لا حديث في الوقت الحالي عن قطع أي مساعدات» عن مصر. وأضافت «نحن دائما نراجع المساعدات التي نقدمها, ولكن الآن نحن نحاول إيصال رسالة واضحة للغاية, هو أننا نريد أن نضمن عدم وجود عنف أو استفزاز ينتج عنه عنف». وتبلغ المساعدات العسكرية الأميركية إلى مصر 3,1 مليار دولار سنويا, إلا أن إجمالي المساعدات الأميركية لذلك البلد تصل إلى ملياري دولار سنويا. وفي عام 2007 قطعت واشنطن التزاما بتزويد مصر مساعدات عسكرية قدرها 13 مليار دولار على مدى عشر سنوات في إطار مجموعة مساعدات عسكرية لحلفائها في الشرق الأوسط. ووسط تواصل التظاهرات لليوم السادس على التوالي وارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 100 قتيل, بدأت الولاياتالمتحدة بتنظيم عملية إجلاء لمواطنيها من مصر. وأصدرت السفارة الأميركية في القاهرة بيانا جاء فيه أنها «تبلغ المواطنين الأميركيين في مصر الراغبين في مغادرة البلاد, بان وزارة الخارجية تقوم بالترتيبات اللازمة لتوفير المواصلات لنقلهم إلى مواقع آمنة في أوروبا». وكان أوباما اجتمع بفريقه للأمن القومي في البيت الأبيض لأكثر من ساعة السبت لمناقشة آخر التطورات في مصر. وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأميركي «أعاد تأكيد تركيزنا على معارضة العنف والدعوة إلى ضبط النفس ودعم الحقوق الأساسية ودعم اتخاذ خطوات ملموسة لتطبيق الإصلاحات السياسية في مصر».