أكدت مصادر إسرائيلية بأن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو قررت تسريع العمل في الجدار الفاصل الذي تقيمه على الحدود مع مصر، وذلك نتيجة الثورة المصرية المتواصلة ضد نظام الرئيس حسني مبارك. وأوضحت المصادر بأن نتنياهو أصدر تعليماته للجهات المعنية بالإسراع في بناء الجدار العازل على طول الحدود المصرية الإسرائيلية، وقد جاءت هذه التعليمات بعد قرار وزارة الدفاع الإسرائيلية تكثيف الجهود نهاية الشهر الماضي ببناء الجدار. وبحسب ما نشره موقع صحفية «هآرتس» الإسرائيلية الأحد الماضي، فإن تل أبيب لديها تخوفات كبيرة من انعكاس التظاهرات الجارية في مصر، والتي قد تؤثر على العلاقات واتفاقية السلام التي تسعى إسرائيل للاحتفاظ بكافة الامتيازات التي حققتها، حيث برز الموضوع الأمني كأحد أهم المواضيع خوفا من فقدان السيطرة الأمنية المصرية على الحدود مع إسرائيل، وهذا ما دفع نتنياهو إلى ضرورة إنجاز مشروع إقامة الجدار على طول الحدود في أقرب فرصة، حيث لم يعد مبرر هذا الجدار هو منع تسلل المهاجرين والتهريب فقط وإنما التخوفات من دخول العديد من المجموعات الفلسطينية لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل. وأشارت المصادر إلى أن الحكومة الإسرائيلية تستعد أيضا لإمكانية بروز تداعيات أخرى للأزمة المصرية، حيث تأتي موافقة نتنياهو على بناء بئر لاستخراج الغاز الطبيعي من قبل السلطة الفلسطينية قبالة قطاع غزة ضمن هذه الخطوات، لتزويد إسرائيل من هذه المحطة في حال توقفت مصر عن تزويد إسرائيل بالغاز الطبيعي، حيث أبلغ نتنياهو ممثل الرباعية الدولية طوني بلير الجمعة الماضي بموافقة إسرائيل، والتي تسمح أيضا بوجود محطة لتزويد إسرائيل بالغاز الطبيعي إلى جانب السلطة الفلسطينية. وأضافت المصادر أن التخوفات الكبيرة التي تراود إسرائيل تتعلق بإغلاق قناة السويس أمام الملاحة الإسرائيلية وحركة التجارة، حيث أعطى نتنياهو تعليمات بتنفيذ المشروع البديل بربط ميناء أسدود بميناء ايلات والذي سيسمح باستمرار حركة التجارة الإسرائيلية دون تأثير كبير في حال إغلاق قناة السويس. وفي ظل المخاوف الإسرائيلية من تداعيات الثورة المصرية أوضحت المصادر الإسرائيلية بأن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك توجه لواشنطن لبحث ما يجري في مصر مع المسؤولين الأمريكيين. وقال موقع «قضايا مركزية» الإسرائيلي إن باراك توجّه لواشنطن لمعرفة دوافع وأهداف قيام أمريكا بالتخلي عن الرئيس مبارك «وتركه لكلاب الطريق تنهشه»، على حد وصفه. وقال الموقع إن سفارة إسرائيل في واشنطن منهمكة بترتيب سلسة لقاءات بين وزير الجيش باراك وبين كبار قادة الحكم في الإدارة الأمريكية في الأيام القريبة القادمة. وقد اتفق رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو وإيهود باراك أن يتوجه الأخير إلى واشنطن لعقد سلسلة لقاءات حول نفس الموضوع، وبشكل عاجل للحصول على تفسير للموقف الأمريكي. ووصف الموقع الأمر على النحو التالي: «يريد باراك أن يعرف لماذا خانت أمريكا حليفها مبارك وبشكل بشع وتركته لكلاب الطريق تنهشه رغم أنه ملتزم منذ 30 عاما بالاتفاقات مع الولاياتالمتحدة والغرب وإسرائيل». وقال الموقع إن قلقا كبيرا يسري في إسرائيل نحو هذا الموقف «الغادر» من واشنطن تجاه حلفاء الغرب في المنطقة. وقالت مصادر إسرائيلية إن نفس الموقف سبق وقامت به الولاياتالمتحدة مع كوريا الجنوبية، وفيتنام الجنوبية والآن تتخلى عن مصر وتضغط وتدفع بمبارك للتنحي الفوري وتوفد مبعوثها لإنجاز ذلك عنوة وهو ما لم تفهمه إسرائيل بل إنها ترى أن الأمر يأخذ طابع الانتقام الشخصي من مبارك. وقال الموقع إن القلق والأسئلة الحائرة يطرحها أيضا إلى جانب باراك، نتنياهو وشمعون بيريس وبن اليعازر، ورغم التعتيم الإعلامي الذي فرضه نتنياهو على وزرائه لعدم إغضاب أمريكا فإن إسرائيل اقترحت كل أنواع الدعم المطلوب لمصر ومنه إدخال كتيبة عسكرية مصرية إلى شمال سيناء لضبط الحدود، وتريد أن تعرف إسرائيل من خلال المباحثات الآن «كيف هي العلاقة بين إسرائيل وأمريكا وهل يمكن في لحظة ما أن تتخلى أمريكا عن إسرائيل مثلما تخلّت عن مبارك؟».