المغرب يتوفر على أغنى تركيبة بشرية للمحترفين بالوطن العربي دعا المدرب البلجيكي إيريك غيريتس لاعبي المنتخب الوطني الى تجمع تدريبي استعدادا للمباراة الودية التي ستجمعه بمنتخب «النيجر» في مسار التحضير للقاء الرسمي مع منتخب الجزائر في السابع والعشرين من مارس القادم. ويواجه المنتخب الوطني نظيره منتخب النيجر بدل منتخب ليبيا الذي اعتذر، ويقام اللقاء الودي بالمركب الرياضي بمراكش يوم تاسع فبراير. وبدوره منتخب الجزائز يواجه منتخب تونس وديا في نفس الموعد (9 فبراير)، ويستعد المنتخبان المغربي والجزائري لمباراتي الديربي المبرمجتان ذهابا وإيابا في يونيو. والامتياز للمنتخب المغربي الذي يوجد في صدارة الترتيب في مجموعته رفقة منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى بأربع نقط من فوز وتعادل، ويبدو أن هزيمة منتخب الجزائر أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى بعثرت أوراقه. والنقاش مفتوح حول ديربي منتخب المغرب والجزائر وللإطلاع على آراء متنوعة ومختلفة كان لنا اتصال بالإطار التقني الجزائري العارف بأمور كرة القدم في البلدين رابح سعدان وأجرينا معه الحوار التالي: * كيف الأجواء في الجزائر العاصمة؟ - الحمد لله، الأمور لا بأس، وفي مدار كرة القدم الدوري الوطني في عطلة والفرق تتحضر، وعلى صعيد المنتخبات المنتخب حرف «ب» يشارك في المنافسات القارية بالسودان، والمنتخب الأول ينتظر المباراة التي ستجمعه بمنتخب تونس في التاسع فبراير. * كيف ترى لقاء الديربي المغاربي الذي سيجمع منتخبي المغرب والجزائر ذهابا وإيابا وأنت تعرف كرة القدم بالبلدين؟ - بعد المشاركة في كأس العالم طرأ تغيير في تأطير منتخب الجزائر لأنه لم يكن جاهزا لدخول الإقصائيات الموالية لقصر المدة الفاصلة بين المونديال وموعد المنافسات الإقصائية. إنسحبت وعوضني الأخ والزميل «بنشيخة» واستأنف المسار مع المنتخب، ولحد الآن، وبعد الهزيمة التي تعرض لها منتخبنا الجزائري في لقائه بمنتخب إفريقيا الوسطى حدثت خلخلة، الهزيمة زعزعت الفريق، والجميع في الجزائر ينتظر الاختبار الذي سيخضع له المنتخب في لقاء منتخب تونس يوم تاسع فبراير. وبعد شهر عن هذا اللقاء ستتجه الأنظار الى المباراة القوية التي ستجمع منتخبي الجزائر والمغرب، وهي مباراة الديربي بين الشقيقين ستتميز دون شك بالفرجة والمتعة. هي مباراة صعبة بالنسبة للطرفين ويصعب التكهن بنتيجتها حاليا. وبالنسبة للمنتخب المغربي فقد فوجئت لإمكانياته البشرية الهائلة وبكل صراحة يبقى المغرب أغنى بلد من حيث لاعبي كرة القدم في الوطن العربي، المغرب يتوفر على لاعبين مميزين في عالم الإحتراف من بينهم مروان الشماخ وآخرين في فرنسا وهولندا وهم من أقوى الهدافين في أوروبا، ويبقى السؤال المطروح هل يتمكن المدرب إيريك غيريتس من تحضير فريق للمغرب في هذه الفترة القصيرة التي مرت على تحمله المسؤولية، حاليا يبدو المنتخب المغربي يسترجع إمكانياته وقوته. المباراة الأولى ستجمع الطرفين في الجزائر في شهر مارس والثانية تجرى في المغرب، والكل يدرك مدى صعوبة اللقاء لأنه ديربي عودنا على الندية والحماس ويفرض خبرة دولية واستعدادا جيدا للاعبين ومؤطريهم وللمدربين دور كبير في أطوار اللقاء، وأرى أن المدرب غيريتس صاحب خبرة كبيرة في الإحتراف، نفس الشيء بالنسبة للمدرب «بنشيخة» مع الأندية ومنتخب الجزائر حرف «ب». * من يمكنه تسجيل الفارق اللاعبون المحترفون أم الذين يمارسون محليا؟ - عندما عدت الى تدريب منتخب الجزائر سنة 2007، انطلقت أعتمد على جميع اللاعبين بنسبة خمسين في المائة من المحليين ونفس النسبة من المحترفين، ومع مرور الوقت اكتشفت أن خبرة المحترفين أكبر وامكانياتهم أفضل. وعندما انتقلنا للمشاركة في منافسات كأس العالم اعتمدنا لائحة تضم ثلاثة وعشرين لاعبا ثلاثة فقط منهم يمارسون في الدوري المحلي، والعدد المتوفر سمح لنا باختيار العناصر الجاهزة، ويبقى المشكل العائق للعمل يتمثل في صعوبة جمع اللاعبين المحترفين في تجمعات تدريبية بسبب التزامهم بأنديتهم الإحترافية. اللاعبون المحترفون من المستوى العالي بدنيا وتقينا وطاكتيكيا بفضل تكوينهم لكن يتعذر برمجة تجمعات تدريبية في فترات طويلة تساهم في انسجامهم ودمجهم ضمن فريق. الاتحاد الدولي «فيفا» يحدد مواعيد المباريات الودية ويسمح بدعوة اللاعبين المحترفين الى بلدانهم قبل كل موعد بثمانية وأربعين ساعة وهي مدة غير كافية لتحضير فريق؟ ولذلك فالمدربون يراهنون على الاستقرار في التركيبة البشرية رغبة في توفير الإنسجام. * ماهي أجمل الذكريات التي عشتها في المغرب حيث أشرفت على تديب فريق الرجاء، شباب المحمدية، الدفاع الجديدي؟ - لن أنسى الفترة التي قضيتها مع فريق الرجاء، فترة ممتازة حققنا فيها نتائج متميزة وأحرزنا كأس الأندية البطلة إفريقيا، وانتزعنا اللقب في الجزائر وعشت حينها ظروفا صعبة جدا، كما لن أنسى ما عشته في فريق شباب المحمدية في فترة امتدت من شهر أكتوبر حتى نهاية الموسم أنجزنا عملا جيدا ونافسنا فريق الرجاء حول اللقب وكان يدربه الراحل «روكوف» وكانت السنة ممتازة في المحمدية، وكوننا فريقا بنهج احترافي مع مسيرين محنكين من بينهم السيد «منجور»، لقد أنهينا الدوري في رتبة متقدمة وراء فريق الرجاء. في فريق اتحاد طنجة كانت الرحلة قصيرة وفي الدفاع الحسني الجديدي كانت التجربة مهمة رغم ضعف امكانيات الفريق والذكريات عموما هامة وجميلة. * كلمة أخيرة: لقد شاركت في تحليل مباريات منافسات اتحاد شمال افريقيا وكنت دائما أركز على الجانب التربوي باعتباره أساس النشاط الرياضي. - ولا أحد ينكر أهمية المباراة بالنسبة لمنتخبي الجزائر والمغرب، لكنها تبقى مباراة فقط وينبغي أن يكون الاستقبال حارا في البلدين للمنتخبين من طرف مسؤولي الوزارة والاتحادين وكذا الجمهور. وهذه هي كرة القدم والرياضة تجمع ولا تفرق، ونتمنى أن تحضر الفرجة والمتعة ويكون الفوز حليف الفريق الذي يستحق.