المغرب يحتج بقوة لدى جاره الشمالي والحكومة تكذب تحرك الجيش المغربي نحو الشمال سارعت الحكومة المغربية، أول أمس الأحد، إلى تكذيب أخبار روجتها بعض وسائل الإعلام العمومية الإسبانية، في الوقت الذي استدعت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أول أمس الأحد، السفير الإسباني المعتمد بالرباط لإبلاغه احتجاج الحكومة على الأخبار التي أذاعتها وسائل إعلام إسبانية حول مزاعم بتحرك قوات الجيش من الأقاليم الجنوبية للتصدي لاضطرابات محتملة في المدن الكبرى. كما قدم وزير الداخلية احتجاجا قويا لدى نظيره الإسباني حول الادعاءات المجانبة للحقيقة التي تروجها وسائل الإعلام الإسبانية. فلم تكد تهدأ الحرب التي شنتها وسائل إعلام إسبانية بمناسبة أحداث العيون في شهر نونبر الماضي، حتى عادت نفس هذه الوسائل من جديد إلى ترويج ادعاءاتها وأكاذيبها التضليلية حول المغرب، حيث نقلت القناة العمومية «كنال 24» ومعها وسائل إعلام أخرى، أن المغرب أمر بتحرك القوات المسلحة الملكية المرابطة بالأقاليم الجنوبية للانتشار بضواحي مدينتي الرباط والدار البيضاء تحسبا لأي اضطرابات. وكذبت الحكومة المغربية، على لسان وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الناصري، تكذيبا قاطعا مزاعم الصحافة الإسبانية. واعتبر أن الأخبار التي أذاعتها «كنال 24» وتناقلتها بعض وسائل الإعلام الأخرى «عارية من الصحة». ووصف خالد الناصري، في تصريح صحفي، أول أمس الأحد، ما قامت به وسائل إعلام إسبانية ب «السلوك اللا مهني» الذي لا يمت بأية صلة إلى أصول وقواعد الممارسة الصحفية السليمة، معتبرا ذلك «امتدادا طبيعيا للنهج الذي درجت عليه بعض وسائل الإعلام الإسبانية عند تغطيتها لقضايا المغرب. واستدعت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون السفير الإسباني المعتمد بالرباط لإبلاغه «الاحتجاج القوي للحكومة المغربية» على ما نشرته بعض وسائل الإعلام في الجارة الشمالية. وأجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، اتصالا مع نظيرته الإسبانية ترينيداد خيمينيث لإبلاغها نفس الموقف وتحذيرها من تمادي وسائل إعلام بلادها من ترويج الأكاذيب والأخبار العارية من الصحة عن المغرب. وأجرى وزير الداخلية الطيب الشرقاوي اتصالا مماثلا مع نظيره الإسباني لإثارة انتباهه إلى المنزلقات التي تمارسها الصحافة الإسبانية، وترويج الأخبار المغرضة عن قضايا المغرب. هذه التطورات من شأنها أن توتر الأجواء بين الجارين وتعيدها إلى نقطة الصفر، بعد أن اجتازت علاقاتهما فترة عصيبة في الأسابيع الماضية، التي تلت أحداث العيون الدامية. خصوصا بعد الاستغلال البشع من طرف وسائل إعلام رسمية لصور ضحايا جريمة قتل بشعة وقعت بالدار البيضاء ونسبتها إلى ما جرى في العيون، ونشر صور أطفال ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة والادعاء أنها من مدينة العيون. وكانت قناة «كنال 24» أذاعت أن السلطات المغربية أمرت القوات المسلحة الملكية المتواجدة في الأقاليم الجنوبية بالتحرك نحو الشمال، وتحديدا إلى محيط مدينتي الرباط والدار البيضاء تحسبا لاندلاع اضطرابات محتملة. ونقلت بعض وسائل الإعلام الإيبيرية ما نقلته القناة التلفزية وروجت له على نطاق واسع نهاية الأسبوع الماضي، حول احتمال انتقال عدوى الاضطرابات التي عرفتها العديد من دول المنطقة إلى المغرب، خصوصا بتونس ومصر واليمن والجزائر. واعتبرت الحكومة المغربية، على لسان وزير الاتصال، أن ما أقدمت عليه وسائل الإعلام الإسبانية «استمرار طبيعي للنهج الذي دأبت عليه بعض وسائل الإعلام بالجارة الشمالية في تعاملها مع قضايا المغرب». وذكر خالد الناصري بأن الحملة الإعلامية بلغت درجة قصوى من التحامل والعدوانيه وتشويه الحقائق خلال تغطيتها ومتابعتها للأحداث المؤسفة بالعيون في 8 نونبر الماضي، أثناء تفكيك مخيم «اكديم إيزيك» وما واكبها من افتراءات وأكاذيب تبين للعالم أجمع مدى تورط جزء من الإعلام الإسباني في ترويجها، وهو الأمر الذي كان موضع استنكار وتنديد واسعين من لدن المنظمات والهيئات الحقوقية والإعلامية الوطنية والأجنبية. وعبر وزير الاتصال عن استياء الحكومة المغربية لترويج وسائل الإعلام الإسبانية للأنباء الزائفة والأخبار «العارية من الصحة»، في الوقت الذي كان يتوقع أن تستخرج العبرة من المنزلقات التي سقطت فيها في السابق، إلا أنها تصر على التمادي في نهجها.