استدعى المغرب سفير إسبانيا في الرباط للاحتجاج على معلومات أوردتها وسائل إعلام إسبانية عن تحركات القوات المغربية نحو مدينتي الدارالبيضاءوالرباط تحسبا لتظاهرات محتملة. واتصل وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري بنظيرته الإسبانية ترينيداد خيمينيث فيما أجرى وزير الداخلية الطيب الشرقاوي اتصالا بنظيره الإسباني قصد إثارة انتباه السلطات الإسبانية إلى خطورة التمادي في هذه الانحرافات الإعلامية المتكررة. ونفى وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري أول أمس الأحد خلال تصريح صحافي نفيا قاطعا تحرك قوات الجيش المغربي من أقاليم الصحراء جنوبي البلاد نحو مدن الساحل والوسط. وقال الناصري إن الحكومة المغربية تلقت ب ''استياء شديد الأنباء الزائفة التي رددتها التلفزة الإسبانية العمومية ولا سيما قناة (كنال 24) العمومية ومعها منابر أخرى بشأن مزاعم لا أساس لها من الصحة'' وأضاف أن الحكومة تعتبر هذا السلوك ''اللامهني والذي لا يمت بصلة إلى قواعد وأصول الممارسة الصحافية السليمة'' هو امتداد طبيعي للنهج الذي درجت عليه بعض وسائل الإعلام الإسبانية عند تغطيتها لقضايا المغرب. وكانت وسائل إعلام اسبانية ومواقع الكترونية ذكرت أن السلطات المغربية القلقة من إمكان انتقال عدوى التظاهرات الشعبية في تونس والمغرب إلى أراضيها، قامت بتحريك قوات مرابطة في الصحراء كي تكون على استعداد للتدخل في حال الاضطرابات. ووصف العربي المساري الخبير في العلاقات المغربية الإسبانية، إقدام قناة عمومية إسبانية وعدد من وسائل الإعلام على نشر معلومات مغلوطة حول المغرب بكونه تصرف ''أهوج ومتهور''، مشيرا في تصريح ل''التجديد'' أن المغرب عليه أن لا يضيع أي فرصة لكي يبين للرأي العام الإسباني وكذا الأحزاب بأنهم يتحينون الفرص لتشويه صورة المغرب بأي وسيلة. وشدد المساري على أن الإسبان موتورين على كره المغرب باستثناء 3 مكونات رئيسية هي الجيش ورجال الاعمال والحزب الحاكم وهي الاطراف الثلاثة التي تدرك عمق المصالح المشتركة بين البلدين وتنظر إلى المغرب بإيجابية. وأضاف أن على المغرب أن لا ينتظر من الإعلام الإسباني سواء العمومي أو الخاص أن يكون محايدا أو موضوعيا فيما يخص الشأن المغربي لأنه ''غير ناضج''، مؤكدا أن على المغرب أن يبين دائما أنه غير راض عن هذا التهور الذي يمس علاقة الصداقة التي تربط البلدين.