استدعى أول أمس، وزير الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، سفير المملكة الإسبانية في الرباط ألبرطو نافارو، لتبليغه استياء المغرب من الأخبار الزائفة التي عممتها بعض المنابر الإعلامية الإسبانية، وعلى رأسها القناة التلفزية العمومية TVE، والتي زعمت أن المغرب حرك قواته المرابطة في الصحراء، وأعاد نشرها في ضواحي الدارالبيضاءوالرباط تحسبا لاضطرابات كالتي تشهدها مصر وتونس. كما أجرى الفاسي الفهري اتصالا بنظيرته الإسبانية ترينيداد خيمينيث لتبليغها نفس الموقف، وهو أيضا ما قام به وزير الداخلية الطيب الشرقاوي خلال اتصال مع نظيره ألفريدو بيريث روبالكابا. وقد اعتبر المغرب أن نشر مثل هذه الأنباء الزائفة، وفي هذا الظرف، تصرفا غير مسؤول من قبل وسائل الإعلام الإسبانية التي أصبحت في الآونة الأخيرة تفتعل الأزمة تلو الأخرى، بما يؤشر على أن هناك جهات إسبانية تسعى إلى ضرب الأسس التي تقوم عليها العلاقات الثنائية بين البلدين. وفي هذا الإطار صرح وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الناصري أن «الحكومة المغربية، إذ تكذب تكذيبا قاطعا ما روجته تلك المنابر العمومية، تعتبر أن هذا السلوك اللامهني والذي لا يمت بصلة إلى قواعد وأصول الممارسة الصحافية السليمة، إنما هو امتداد طبيعي للنهج الذي درجت عليه بعض وسائل الإعلام الإسبانية عند تغطيتها لقضايا المغرب والتي كانت قد بلغت درجة قصوى من التحامل والعدوانيه وتشويه الحقائق عند متابعتها لموضوع مخيم كديم إيزيك» وفي وقت سارعت القناة التلفزية العمومية في إسبانيا إلى بث تكذيب الحكومة المغربية لهذه الأنباء، ذكرت مصادر إعلامية إسبانية أن وسائل الإعلام التي عممت هذا الخبر الزائف اعتمدت على ماجاء في صفحة الفيسبوك الخاصة بالصحفي المغربي المقيم في إسبانيا علي المرابط، والتقطتها بعض المدونات والمواقع الإلكترونية. وإذا كانت أغلب المواقع الإلكترونية غالبا ما تلجأ إلى نشر أخبار بدون تمحيص أو تحرى، فإن إقدام قناة تلفزية عمومية في دولة مثل إسبانيا على ذلك ليس له ما يبرره، إلا إذا كان الهدف الإساءة إلى المغرب عن سبق إصرار وترصد.