الفلسطينيون ينددون ويحذرون من مخططات لاستهداف الحرم القدسي الشريف ندد الجانب الفلسطيني الأربعاء بما كشفت عنه مصادر إسرائيلية بحفر نفق جديد جوار المسجد الأقصى، محذرا من مخططات إسرائيلية لاستهداف الحرم القدسي. وكان نائب مدير سلطة الآثار الإسرائيلي أوزي دهاري أعلن عن الانتهاء من حفر نفق يربط بلدة سلوان بالمنطقة المحاذية للحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك. وادعى دهاري بأنه «ليس هناك أجندة سياسية خلف حفر النفق إنما هو نتيجة حفريات أثرية لا أكثر و لا أقل بما يسمح به القانون» على حد زعمه. ولا بد من الذكر أن محكمة العدل العليا الإسرائيلية رفضت التماساً في شهر شتنبر 2009 تقدم به أهالي سلوان لوقف حفر النفق المذكور بشكل دائم، إلا أن قاضية المحكمة إدنا أربيل رفضت مطالب أهالي البلدة ورفعت الحظر المؤقت الذي كان مفروضاً على عملية الحفر لمدة عام. وردا على إصرار إسرائيل مواصلة الحفر في محيط الأقصى، حذر الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية -خطيب المسجد الأقصى المبارك- من خطورة شق نفق جديد يربط بلدة سلوان بالمنطقة المحاذية للحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك. وقال حسين: «إن الذرائع والحجج التي تسوقها دولة الاحتلال، وما يسمى بسلطة الآثار فيها ما هي إلا غطاء للمخططات الاحتلالية المنظمة والمبيتة ضد مدينة القدس والمقدسات الإسلامية، تحت مسميات وذرائع واهية تهدف من خلالها إلى فرض سياسة الأمر الواقع، وبالتالي تهويد المدينة المقدسة وعبرنتها». وأضاف «أن سلطات الاحتلال من خلال الإمعان بحفر الأنفاق أسفل جدران المسجد الأقصى المبارك وبناء الكنس في محيطه، وهدم المنازل ومصادرة الأراضي بحجج تختلقها هذه السلطات، وهدم قبور الموتى في مقبرة مأمن الله لبناء المتاحف، وغير ذلك من الاعتداءات، مستغلة حالة الانشغال العربي والإسلامي والصمت الدولي والشرخ الفلسطيني إنما ترمي لتحقيق مآربها». وحمل حسين سلطات الاحتلال المسؤولية عن عواقب هذه الأفعال، وناشد العالم أجمع بحكوماته ومنظماته ومؤسساته التي تعنى بالسلام والإنسان والمقدسات العمل على محاولة ثني إسرائيل عما تخطط له من طمس لهوية مدينة القدس وتشريد أبنائها، وضرورة التحرك العاجل لمنع هذه الاعتداءات ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته. وطالب حسين المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس، الذي ستعقده جامعة الدول العربية في العاصمة القطرية الدوحة مطلع الأسبوع القادم باتخاذ القرارات المناسبة لدرء الأخطار عن مدينة القدس ومقدساتها التي تتعرض لأشرس حملة تهويد. ومن جهته استنكر الدكتور محمود الهباش وزير الأوقاف والشؤون الدينية بحكومة الدكتور سلام فياض بشدة، إعلان ما يسمى سلطة الآثار الإسرائيلية عن الانتهاء من حفر نفق يربط بلدة سلوان بالمنطقة المحاذية للحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك، مطالبا بوضع حد لهذه الغطرسة التي ستقود المنطقة إلى ما لا يحمد عقباه. وأضاف: «أن الاستمرار بهذه الجرائم بين الحين والأخر وبمباركة من المستوى السياسي الإسرائيلي وبشكل علني يلزم العالم أن يقف عند مسؤولياته وأن يتدخل بشكل جاد لوضع حد لهذه الانتهاكات والجرائم إن كان يرغب في تحقيق السلم في العالم وخاصة السلام في المنطقة». وجدد الهباش دعوته للعرب والمسلمين بالتحرك لإنقاذ القدس ومسجدها الأقصى ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، قائلاً: «لقد حذرنا وما زلنا نحذر من الأخطار الحقيقية المحدقة بالمسجد الأقصى والقدس، الأمر الذي يوجب على العرب والمسلمين شعوبًا وحكومات أن يضعوا قضية القدس والمسجد الأقصى على رأس سلّم أولوياتهم، لحمايته من هذه الأخطار، وأنه آن الأوان، لينهض الجميع بمسؤولياتهم ويصونوا أماناتهم». وأعتبر الهباش أن إنهاء حالة الانقسام الداخلي التي يعانيها الشعب وإعادة اللحمة لشطري الوطن الفلسطيني الركيزة الأساسية من أجل بقاء القدس وتعزيز صمودها في وجه العدوان. وأشاد الهباش بصمود أبناء الشعب الفلسطيني تجاه مقدساته وقضيته وقيادته داعياً إلى مزيد من اليقظة والمرابطة في الأقصى لتفويت الفرصة على أعداء السلام. وكانت سلطة الآثار الإسرائيلية أوضحت أنها لم تقم بحفر نفق جديد بل هي قامت بعملية تنظيف قناة لصرف مياه الأمطار في القدس، يعود تاريخها إلى عهد «الهيكل الثاني» بعد تراكم كميات كبيرة من التراب فيها. ويبلغ طول هذه القناة حوالي 600 متر، وكانت تستخدم لصرف مياه الأمطار تحت احد الشوارع الرئيسية في المدينة، الذي كان ممتدا من منطقة حائط البراق -المبكى-إلى عين سلوان. وشدد المسؤولون في سلطة الآثار الإسرائيلية على أن مسار هذه القناة لا يمر تحت منطقة الحرم القدسي الشريف، وان السلطة لا تنوي إجراء أعمال حفر في محيط الحرم. وكانت شخصيات بارزة من الحركة الإسلامية في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وعلى رأسها الشيخ «رائد صلاح»، وجهَّت خلال الأعوام الأخيرة عدة اتهامات «لإسرائيل» بقيامها بحفريات من هذا النوع، والتي من شأنها أن تُلحِق الخطر بالمساجد المركزية. ومن ناحيتها ندَّدت لجنة القدس بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة باستكمال سلطة الآثار الإسرائيلية حفر نفق جديد يمر تحت أسوار القدس ويتيح الوصول إلى مكان ليس بعيدًا عن ساحة المسجد الأقصى المبارك. ومن جهته أوضح عضو المجلس الثوري لحركة فتح في القدس ديمتري دلياني أن عملية حفر الأنفاق بين بلدة سلوان والحرم القدسي الشريف تهدف إلى محاولة تثبيت رواية الهيكل المزعوم ومدينة داود من خلال تزوير هيكلية بنيوية تربط بينهما وتستخدم للأهداف الدعائية الخارجية والتعبئة العنصرية الداخلية في دولة الاحتلال، الأمر الذي يعتبر خطوة باتجاه بناء الهيكل المزعوم و طرد أهالي سلوان من بلدتهم. وحذر دلياني من أن هذه الأنفاق التي تُحفر بطرق مخالفة للقوانين الدولية تشكل خطراً مباشراً على المسجد الأقصى المبارك، ولعل التشققات التي حصلت في الجدار الغربي والجنوبي للمسجد الأقصى بالقرب من مواقع الحفريات الإسرائيلية لهي مؤشر صادق على مدى خطورة هذه الأنفاق. ولفت إلى أن حفر الأنفاق يهدد المنازل والمنشآت في بلدة سلوان حيث لاحظ عدد كبير من المواطنين تشققات في جدران المنازل الواقعة على الأراضي التي تجرى هذه الأنفاق من تحتها. وذكّر دلياني بانهيار جزء من مدرسة البنات التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين في الأول من فبراير عام 2009، والتي تقع على مقربة من الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك. ودعا دلياني الأمتين العربية والإسلامية للتخلي عن الشعارات الرنانة فارغة المضمون، وتوظيف قدراتهم السياسية والاقتصادية للدفاع عن مدينة القدسالمحتلة.